تخطى إلى المحتوى

المدرسة واقع وتطلعات 2024.

إن مدرسة القرن الحادي والعشرين،تعد مؤسسة تربوية هامة لا يقل دورها عن دور الأسرة ،ودورها يتكامل مع باقي المؤسسات التربوية الأخرى التي تشترك معها في إعداد النشء وتشكيله وتطبيعه وفق الأيديولوجيات المثلى للمجتمع والتي تخلق منه مواطنين صالحين ،والمدرسة هي مركز الخبرة وتعليم الأنشطة التي تشبع احتياجات التلاميذ المعنوية والمادية بالإضافة إلى منحهم فرصة ممارسة الأسلوب الديمقراطي .
والمدرسة مجتمع مصغر لصورة مجتمع كبير تعد الناشئة لتحقيق أهداف المجتمع عن طريق التدريب على التعاون والتضامن والعلاقات الإنسانية بين التلاميذ والمدرسين والعاملين والإدارة ،وبذلك يصبح التلاميذ قادرين على مقابلة المجتمع الكبير بقدرات وكفاءات تمكنهم من تحقيق أهدافهم المستقبلية.
وكان المجتمع إلى وقت قريب ينظر إلى المدرسة على أنها مؤسسة تعليمية بحتة تنحصر مهمتها في تزويد التلاميذ بقدر معين من المعارف وكفى ،والواقع غير ذلك فهي مؤسسة تربوية اجتماعية تتخذ من التعليم الإعداد العلمي والفني للحياة العملية ،وإعداد التلاميذ للتفاعل في المجتمع والتوافق معه ،وبذلك أصبح للمدرسة مهمة ذات وجهين أحدهما التعليم والثاني التربية ،بحيث من الاستحالة بمكان فصل وجه منهما عن الآخر لعلاقة كل منهما بالآخر.
وفي ذلك يقول الدكتور عبد المؤمن فرج الفقيالجيريا…وتعد المدرسة إحدى مؤسسات المجتمع التربوية المتخصصة التي أسند إليه تنظيم المحتوى الثقافي والحضاري للمجتمع ،وتقديمه بطريقة مناسبة للناشئين حتى تنمي فيهم القيم الثقافية والأخلاقية المرغوبة وتمدهم بالخبرات المختلفة التي تعدهم للحياة ،فالمدرسة تعنى بالحفاظ على مقومات الحياة الإنسانية ومكونات الحضارة وعلومها وأنماط سلوكها وقيمها ومفاهيمها ومعارفها وخبراتها) .(1)
ونظرا لأهمية المدرسة فسوف تظل تحظى باهتمام المجتمعات وانشغال الحكام ،لأنها ببساطة هي المجتمع المأمول في أي بلد ، لذا فهي تشهد بين الحين والحين مراجعات وتعديلات وإصلاحات تدخل في إطار ما ذكر،ولا بد لهذه الإصلاحات أن تشمل النواحي التربوية والبيداغوجية والإدارية حتى نضمن اتساق الإصلاحات وتناسقها وانسجامها ،دون أن ننسى العنصر البشري الذي يجب أن يكون ضمن الإستراتيجية التربوية لتأهيله وإعداده النفسي والمهني لتقبل التغيير ومن ثم العمل على نقله وإحداثه في الأجيال ،وتقوم بهذه المهمة فئتان: فئة تسير وتدير وهي الإدارة المدرسية وفئة تنفذ التغيير وهي فئة المدرسين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عبد المؤمن فرج الفقي:الإدارة المدرسية المعاصرة :منشورات جامعة قار يونس بنغازي1994 ط1 ص13

جزاك الله كل خير اخي المحترم

شكرا على المرور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.