تخطى إلى المحتوى

المجنون الذى ابكى العقلاء 2024.

  • بواسطة

الدنيا ثلاثة أيام.. أما أمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلك لا تدركه،

وأما اليوم فلك فاعمل فيه

مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه

وهو يقول:

ربي لا تدخلني النار، فارحمني وأرفق بي، يا رحيم يا رحمن لا تعذبني

بالنار، إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني، وجلدي رقيق لا

يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني، وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار

فارحمني

ضحك المجنون بصوت مرتفع، فالتفت إليه العابد قائلاً:

ماذا يضحكك أيها المجنون

قال: كلامك أضحكني

فردَّ العابد: وماذا يضحكك فيه

قال المجنون: لأنك تبكي خوفًا من النار..

قال: وأنت ألا تخاف من النار

قال المجنون : لا، لا أخاف من النار

ضحك العابد وقال: صحيح أنك مجنون

قال المجنون : كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم، رحمته

وسعت كل شيء

قال العابد : إن عليَّ ذنوبًا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار، وإني أبكي

كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه، ورحمته حتى
لا أدخل النار

هنالك ضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة

انزعج العابد وقال: ما يضحكك

قال: أيها العابد عندك ربٌّ عادلٌ لا يجور وتخاف عدله عندك ربٌّ غفورٌ

رحيمٌ تواب، وتخاف ناره

قال العابد: ألا تخاف من الله أيها المجنون

قال المجنون: بلى إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره

تعجب العابد وقال: إذا لم يكن من ناره فمِمَّ خوفك

قال المجنون: إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي، لماذا يا عبدي عصيتني

فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني، فعذاب

النار أهون عندي من سؤاله سبحانه، فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين

خائنة، وأجيبه بلسان كاذب.. إن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس

تعجب العابد وأخذ يفكر في كلام هذا المجنون

قال المجنون: أيها العابد سأقول لك سرًّا، فلا تذِعه لأحد

فقال العابد: ما هو هذا السرُّ أيها المجنون العاقل

فردَّ المجنون: أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا

قال العابد: لماذا يا مجنون

فردَّ عليه: لأني عبدته حبًّا وشوقًا، وأنت يا عابد عبدته خوفًا وطمعًا، وظني

به أفضل من ظنك، ورجائي منه أفضلُ من رجائك، فكُن أيها العابد لما لا

ترجو أفضل مما ترجو، فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار

ليتدفأ بها فرجع بالنبوة، وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونًا،

ذهب المجنون يضحك، والعابد يبكي، ويقول: لا أصدق أن هذا مجنون، فهذا

أعقل العقلاء وأنا المجنون الحقيقي، فسوف أكتب كلامه بالدمــــوع..

شكرا اخي موضوع اكثر من رائع جوزيت الفردوس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة anise2016 الجيريا
شكرا اخي موضوع اكثر من رائع جوزيت الفردوس

ان شاء الله

بارك الله فيك

بارك الله فيك

ياااااااااااااه ماعساني ان اقوووووووووول
الللهم انك عفو تحب العفو فعفو عني امين
شكرا

شكرا ــــــ

هذا الكلام خطأ
بل الله يعبد خوفا منه ورجاءا ومحبة له
والنبي صلى الله عليه وسلم كا يدعو في كل صلاة اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم
السؤال
السلام عليكم،
أيُّ أساليب العبادة أفضل، أعني هل أعبدُ اللهَ خوفًا منه، أم رجاءً بِجنَّته، أم حبًّا له؟

شُكرًا لكم.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه – عزَّ وجلَّ – ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.

وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه، وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه، فالمرءُ عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف، أمَّا العصيان مع الأمْن، فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء.

قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره".

وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".

وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ.

قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية":

وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ
فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ
كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ
وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ
فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ
سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ
فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ

وقد ذكر الله – تعالى – الخوف مقرونًا بالرجاء في كتابه الكريم في مواضع كثيرة؛ منها قول الله – جلَّ جلاله -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَابِ} [الزمر: 9]، وقوله تعالى: {ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98]، وقوله تعالى: {نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ} [الحجر: 49، 50].

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: 57]، وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]، وكما في قوله – سبحانه -: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16].

وعن أنَسِ بنِ مالكٍ – رضي الله عنه -: أن النبي – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم – دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: ((كيف تَجِدُكَ؟)) قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَرْجُو اللهَ، وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ اللهُ ما يَرْجُو، وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ))؛ أخرجه التِّرمذي وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه، وقال الألباني: حسنٌ صحيح "صحيح الترغيب والترهيب" (رقم 3383).

وفي الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يقول الله – عزَّ وجلَّ -: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفَين، ولا أجْمع له أمنَين، إذا أمِنَني في الدُّنيا، أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدُّنيا، أمنته يوم القيامة))؛ رواه البيْهقي في "شعب الإيمان"، وصحَّحه الألباني.

عن أبي جحيفة – رضي الله عنْه – قال: قالوا: يا رسول الله، قد شِبت! قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))؛ رواه الطبراني وأبو يعلى، وقال الألباني: سندُه جيِّد (الصحيحة 955).

ولهذا قال السَّلف – رحِمهم الله – كلِمةً مشهورةً، وهي: "مَنْ عبدَ الله بالحبِّ وحده، فهو زنديق، ومَن عبدَه بالخوف وحْده، فهو حروريٌّ – أي: خارجي – ومَن عبدَه بالرَّجاء وحْده، فهو مرجئ، ومن عبدَه بالخوف والحب والرَّجاء، فهو مؤمن موحِّد".

قال ابن القيم: "القلب في سيره إلى الله – عزَّ وجلَّ – بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر، ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر"…………
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/14491/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.