بسم اللله الرحمان الرحيم
المؤامرة على الدول العربية
قال الشيخ محمد رسلان المصري، إمام المسجد الشرقي في سبك الأحد، محافظة المنوفية (مِصر)، حفظه الله تعالى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، أما بعد: فإن ما يقع اليوم في العالَم العربي الإسلامي، يستدعي لا محالة أقوالا وأفعالا قد عُرِضَتْ، عَـمِـيَ عنها من عَـمِـيَ، وَتَنَبـَّهَ لَهَا مَنْ تَنَبـَّهَ مِمَّنْ لا يستطيع أن يفعل شيئـًا، فما يحدث اليوم في ليبيا وفي اليمن وفي سوريا وفي بعض دول الخليج، وما يُـتوقع أن يَحدُث بَعْـدُ، يذكـِّرني بما أُعلِنَ عنه قـَبـْلُ في وثيقة برنارد لويس المستشرق اليهودي الأمريكي الذي أقـرّها الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1983 م، وتـَمَّ إدراجها في ملفات السياسة الإستراتيجية الأمريكية، وهذه الوثيقة تتحدث عن تقسيم العالم العربي الإسلامي إلى أربع وثلاثين ( 34 دويلة)، وهي جزء من خريطة الشرق الأوسط الجديد التي تعقـُب الفوضى الخـلاّقة التي أعلنت مخططَها وزيرةُ
الخارجية الأمريكية السابقة، والتقسيم في تلك الوثيقة في عالمنا العربي الإسلامي كالآتي:
* مصر: تُقَسَمُ إلى أربع دويلات :
1- سـيناء وشرق الدِّلتا، دويلة.
2- ودولة نصرانية وعاصمتها الإسكندرية، وتمتد من جنوب بني سُوِيف وتتسع غرباً لتضم الفيوم، وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون وتضم المنطقة الساحلية حتى مَرْسَى مطروح.
3- دولة النوبة في شمال السودان حتى جنوب قِنـَا حتى البحر الأحمر.
4- ومصر الإسلامية وهي الأقاليم المتبقية، وعاصمتها القاهرة.
* السودان: يُقسـَّم إلى أربع دويلات:
1- دويلة في الجزء الشمالي الممتد إلى إقليم النوبة إلى الجزء النوبي الجنوبي من مصر.
2- ودويلة الشمال السوداني الإسلامية.
3- ودويلة الجنوب السوداني النصراني.
4- ودويلة دارفور.
* وتونس والجزائر والمغرب وليبيا: يتم تفكيكها بزيادة ثلاث دول:
1- دولة البربر.
2- ودويلة البوليزاريو.
3- ودولة غرب ليبيا.
* شبه الجزيرة العربية: تٌقسم إلى ثلاث دويلات:
تُلْغَى الكويت، وقطر، والبحرين، وسلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة، لـتَـتَكوَّنَ:
1- دولة الإحساء الشيعية.
2- ودويلة نجد السنية.
3- ودويلة الحجاز السنية.
* اليمن يـُقـسَّم إلى:
1- اليمن الشمالي.
2- واليمن الجنوبي.
* العراق : يُقسّم إلى ثلاث دويلات:
1- دويلة شيعية حول البصرة في الجنوب.
2- ودويلة سُنِـيَّة في الوسط حول بغداد.
3- ودويلة كردية في الشمال، والشمال الشرقي، وعاصمتها الموصل.
* وقد انقسمت العراق الآن فعليا إلى قسمين:
– دولة كردية عاصمتها الآن إربل وهي تـَبعث بالقناصل إلى عواصم الدول ومنها القاهرة، وهذا وقع بعضه، والباقي على الطريق.
* سوريا التي بدأت فيها الاضطرابات الخلاَّقة تنقسم إلى أربع دويلات:
1- دويلة علوية شيعية.
2و3- وإلى دويلتين سنيتين.
4- ودويلة درزية.
* أما لبنان وما بقي مما قُسـِّم من الفُتَاتِ المتناثر من العالم الإسلامي العربي فينقسم إلى ثماني كانتونات (أقاليم).
– كل هذه الدويلات والكيانات ليس لها قيمة فعلية، لأنها ستكون مشغولة بحرب بعضها بعضا، وفي التقاتل والتناحر فيما بينها ،لأنها مقـسـّمة على خلفية عقائدية وأيديولوجية (فكرية) ولا تزال تلك الدويلات تتناحر فيما بينها و تتهارش حتى تـَظل لقمة سائغة لاحتلال مباشِر وغير مباشر، ولكي تعمى عن الترقي في سبل الإنتاج، لتظل سوقا رائجةً لبضائع السيد الأبيض في الشمال، هذا المخطـَّط مخطـَّط معلـَن معتمَـد في السياسة الأمريكية، وصاروا لا يُخفون شيئًا، لأن الهمج الهامجة من المسلمين في أقطار الإسلام وحواضر الدول الإسلامية لم يَـعُد يلتفت إلى مثل هذه الأمور، فإن العرب جملة والمسلمين خاصَّة ما كانوا ليسكتوا على ما يقع اليوم من ذلك الاعتداء الصليبي السافر حيث تجتمع قوى العالم متحالفة من أجل حرب خمسة ملايين على التجوّز، (حتى لو ضُـمَّ الشرق إلى الملايين في الغرب في ليبيا فإنهم لا يزيدون على خمسة أو ستة ملايين) في ليبيا، ومع ذلك تتجمع عليهم تلك القوة العاتية التي تُسمّى بالتحالف الدَّوْلي، وتنسحب ظاهرًا سيدة الشَّرِّ في العالَم، وصانعة الاضطراب فيه، وزعيمة مخططات الشيطان وهي أمريكا، تنسحب ظاهرًا بألاعيب السياسة الخفية، ليتقدم حلف الناتو من أجل العُزَّل المستضعفين، والغطاء الظاهر الذي يدعو العرب والمسلمون إلى تطبيقه هو فرض الحظر الجوي على المناطق المتصارعة في ليبيا الشقيقة، هذا هو الغطاء الظاهر الذي يستجديه العرب والمسلمون من أجل حقن الدماء، ثم تأتي القوى الصليبية الحاقدة بكل جبروتها، وبكل أسلحتها الحديثة من أجل أن يكون طَيَّاروها في نزهة وتدريب، على أرضٍ مستباحة، وفي دماء مُهدَرة، وفي أمة تستغيث بعدوها لكي يذبحها ذبحا، وهذا كله من البلاء الماحق الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلـَّم أطرافا منه مما يقع في هذه الأمة من بعده صلى الله عليه وسلـَّم حيث قال:« لاَ تَقُومُ السَاعَةُ حَتَى يَمُـرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي مَكَانَهُ» رواه البخاري(7115)،ومسلم (157). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: رسول الله صلى الله عليه وسلـَّم:« إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي، إِلاَّ كَانَ حَقًا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّته عَلىَ خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وإن أمتكم هذه جُعِلَ عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجىء فتنة فَيُرَقِّقُ بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه. فمن أحب أن يُزَحْزَحَ عن النار ويدخل الجنة، فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يُحِبُّ أن يُؤْتَى إليه. ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنُقَ الآخر » رواه مسلم(1844).
ومعنى فَيُرَقِّقُ بعضُها بعضا: تصير الفتن الحالية رقيقة لِـمَا بَـعْدَها من الفتن. و لقد بـيَّـن رسول الله صلى الله عليه وسلـَّم في هذا الحديث أنَّ أكثر بلاء هذه الأمة في التفرق و قتال بعضها بعضا.
* إذا وقعت الفتن فإنه يجب على المسلمين أَنْ يَعُودُوا إِلَى العُلَمَاءِ
كما قال تعالى: ( وَإذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلىَ الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّـبَـعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) [النساء83].
* وأولو الأمر، هم: أهل العلم والرأي والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور، ويعرفون المصالح وضدَّها، أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد صالح العثيمين، رحمهم الله تعالى، وأمثالهم ممَّن شهِدت لهم الأمَّة بالإمامة، قال تعالى : (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم 79 وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَّقَاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ 80) [ القصص 79-80].
* وهذا يدل على ثبات العلماء أَمَامَ الفتن بخلاف العوام. وقال الحسن البصري: إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالِم، وإذا أدبرت عرفها الجاهل.
* وعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلـَّم: « إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً، اتَّخذ الناس رؤوساً جُهَّالاً، فَسُئِلوا، فَأَفْتَوا بغير علم، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)، رواه البخاري(100) و مسلم(2673).
* والعلماء الذين يُرجع إليهم هم علماء السُّنَّة الذين يأخذون بالكتاب والسُّنَّة بفهم السلف الصالح، قال ابن سيرين: إن هذا العلم دين فانظروا عمَّن تأخذون دينكم» رواه مسلم في مقدمة صحيحه.
* وَلْنَحْذَرْ من الذين يتشبَّهون بالعلماء وليسوا بعلماء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلـَّم: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ المُضِلِّينَ» رواه مسلم (2889)، وعلى المسلمين أن يحرصوا على الأمانة، ويحذروا الخيانة، وأن يحذروا الاستعجال، وعليهم الإكثار من ذكر الله، والحذر من أن يكون المسلم وسيلة لتطبيق مخططات الكفار على الأمة الإسلامية، وعلى المسلمين أن يتقوا الله تعالى في بلاد المسلمين، في مشارقها ومغاربها، وأن يحافظوا على ترابها، وعلى مستقبل هذه الأمة لأنها أرض إسلامية. اللَّهمَّ جنب الأمة الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ملخص خطبة جمعة للشيخ محمد سعيد رسلان المصري، حفظه الله تعالى
ربيع الآخر 1445هـ/مارس 2024م
* منقول*
اللهم احفظ جزائرنا الحبيبة
اللهم احفظنا من كل الشرور واحمنا منها
قولو آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
اللهم احفظنا من كل الشرور واحمنا منها
قولو آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
aaaammmmmmeeeeeeeeeeennnnnnnnnnnnnnnnnnnnn