الحكم الفردي و الجماعي :
أثبت : أن أفضل نظام حكم هو الدي يعبر عن ارادة الشعب . لقد كان الانسان البدائي يعيش في فوضى لأنه أناني بطبعه ، لكنه بوصفه أرقى الكائنات فكر في وسيلة
جعلته ينتقل من المجتمع الطبيعي < البدائي > جيث كان يتصف بالفوضى و عدم الاستقرار لغياب
قوانين تنظم العلاقات بين الافراد ، إلى المجتمع السياسي حيث كون ما يعرف بالدولة ، و تعني في
الاصطلاح السياسي بأنها : مجموعة من الافراد يعيشون في إقليم جغرافي و يخضعون لنظام سياسي و
تتميز بالسيادة والشخصية المعنوية و تقوم على عدة اركان هي : الشعب أو السكان الذين تمارس
عليهم السيادة ، الإقليم الجغرافي : < الأرض > الذي يستقر عليه السكان ، السيادة و هي صفة من
صفات الدولة ، وهي نوعان : سيادة داخلية و سيادة خارجية ، الاولى هي السلطة العليا للدولة على
الافراد ، و الثانية تعبر عن الاستقلال و عدم التبعية ، و النظام السياسي . ولقد كانت الفكرة الشائعة
لدى بعض الفلاسفة و علماء السياسة تقول أن أفضل نظام حكم سياسي هو النظام القائم على أسس
فردية أي ان الحاكم يستمد سلطته من إرادنه . لكن هناك فكرة تناقضها تقول إن أفضل نظام حكم
سياسي هو النظام القائم على أسس جماعية ، وتبدوا هذه الفكرة صائبة ، فلهذا كيف يمكن لنا الدفاع
عنها بأدلة كافية ؟ و بالتالي اثباتها و منه الاعتقاد بها و تبني رأي مناصريها ؟
يرى بعض الفلاسفة و المفكرين أمثال جان جاك روسو ، و هنري ميشال بأن الحاكم يستمد سلطته
من إرادة الشعب أي أن الشعب هو مصدر السلطة و صاحب السيادة و مصدر شرعية الحكم و أعتبر أن
الديمقراطية تقوم على السايدة و الحرية و المساواة ، فالسيد الحقيقي في الحكم الديمقراطية هو الشعب
، حيث ان القوانين الموضوعة من طرف الدولة يخضع لها الشعب و الحاكم معا ن أما الحرية تعني
طاعة الفرد للقانون الدي هو في نفس الوقت خضوع لإرادته في حين ان المساواة تعد مشروعة
تقررها الارادة العامة و هذا يعني ان الحكومة تخضع للقانون مثل أي عضو آخر داخل عضويتها لهذا
يقو لأحد المفكرين : * ليس تأسيس الحكومة عقدا أز قانوان * . وقد انطلقوا من مسلمات هي : أن
الحكم الديمقراطي هو أفضل نظام سياسي لأنه يحقق التقدم للدول و الرفاهية للشعوب و ليس الحكم
الفردي المطلق ، فالشعب هو مصدر السلطة ، يقول جان جاك روسو : * الذين يتحصلون على السلطة
التنفيدية ليسوا اسيادا للشعب إنما موظفوه و الشعب بوسعه رفعهم عند الرغبة في ذلك * و قد دعموا مسلماتهم بحجج منها : إن نظام الحكم الجماعي هو افضل نظام سياسي وفيه يكون الشعب هو مصدر السلطة و الدي يتمثل في
النظام الديمقراطي ، والديمقراطية كلمة يونانية دات معنيين : ديموس : تعني الشعب و ، كراتس :
تعني حكم أو سلطة و جمع المعنيين تصبح : حكم الشعب ،و ان المثل الاعلى في الحكم الديمقراطي هو
أن يحكم الشعب نفسه بنفسه ، و المدهب الديمقراطي هو الدي يرجع اصل السلطة ومصدرها للإرادة
العامة للأمه ، كما يقرر بأن السلطة لا تكون شرعية إلا حين تكون وليدة الارادة العامة ، فالديمقراطية
آتية من جهة أن الانسان الدي يضع نظامه ، و لدلك كانت الامة مصدر السلطات ، فهي التي تضع
الانظمة و هي التي تستأجر الحاكم ليحكمها ،وتنزع منه الحكم متى أرادت و تضع له النظام الدي تريد ،
لأن الحكم عقد ايجار بين الشعب و الحاكم ليحكم بالنظام الدي يضعه الشعب ، وبما أن الانسان يسعى
دائما إلى تحقيق حقوقه الشرعية و الانسانية أصبح هذا النظام ضمان لتلك المساعي ، والنظام
الديمقراطي يتميز بأنه يحترم حقوق الانسان و المواطنة ، و يضمن للجميع حرية الرأي و التعبير مما
يفتح المجال في إلتقاء الافكار و تلاقحها لتنتهي كآراء صائبة و جماعية ، ويكون رأي المواطن فيها
مساندا و سائدا ،وهذا يضمن للدولة الاستقرار بسبب الامن النابع عن السياسة الصائبة و المعبرة عن
رأي الجميع و التي تخدم مصلحة الكل ، و الديمقراطية كنظام سياسي ينقسم إلى قسمين حسب الاتجاه
الفلسفي و المعتقد الاقتصادي و هذين القسمين هما : نظام الحكم الليبرالي و النظام الحكم الاشتراكي . -1 الديمقراطية الليبرالية : و التي تقوم على الحرية السياسية )الحرية تعني أن يكون الشخص مستقلا
عن كل شيء ماعدا القانون ) ، وقد ظهر هذا النظام السياسي الحر في العصر الحديث على الخصوص
مستلهما مبادئه من نظرية العقد الإجتماعي ونظرية الإقتصاد الحر ، وهو إمتداد للنزعة الفردية التي
تعترف بالحقوق و الحريات الطبيعية للفرد في تقرير مصيره بنفسه ، والدفاع عن حقوقه ، وعلى هذا
الاساس أصبحت الارادة الفردية مصدرا للقوانين التي تحكم المجتمع إلى درجة أن الارادة الفردية غدت
تعلوا على ارادة الدولة ، وقد تبلور الحكم الليبرالي في نظرية سياسية قائمة بداتها تجمع الديمقراطية
والليبرالية . ولهذا يقول السياسي المصري علي الدين هلال Ali Eddine Hilal في كتابه – مفاهيم
الديمقراطية في الفكر السياسي الحديث – يقول : * فالديمقراطية الليبرالية تزاوج بين فلسفتين
مختلفتين … هاتان الفلسفتان هما الديمقراطية و الليبرالية *. و يقوم هذا النظام على أساس:
الديمقراطية السياسية التي تهدف إلى تجسيد حرية الأفراد في المجتمع ، وهذا ما أكده هنري ميشال
Henri Michel في قوله : * الغاية الأولى من الديمقراطيةهي الحرية * فالليبرالية تطالب بالحرية
وعدم الخضوع ما عدا لسلطة القانون حيث يقول أحد المفكرين : * الحرية تعني أن يكون الشخص
مستقلا عن كل شيئ ما عدا القانون * وتقوم هذه الديمقراطية ( الليبرالية ( على أسس منها : الحرية الفكرية : تمجد الفرد في مجال الفكر وتعطي له الحرية والحق في أن يعبر عن آراءه و أفكاره
، ويتدين بالدين الذي يريد ، وأن لا تعيقه الحكومة في الدفاع عن إجتهاداته الفكرية لأنه في النهاية
مسئول عن نتائج أعماله . الحرية الإقتصادية : فالدولة الليبرالية تعترف بحرية الافراد في المجال الاقتصادي كحرية المنافسة و
حرية التجارة والتملك…إلخ
الحرية السياسية : حيث نقلت حرية المستهلك )الحرية الاقتصادية ( من المجال الاقتصادي الى المجال
السياسي ،حيث يقول أحد المفكرين : * كلما تصورت نظاما إقتصاديا يقوم على المنافسة كلما تصورت
نظاما سياسيا يقوم على حرية الإختيار بين الأحزاب و الإتجاهات السياسية *. وتتمثل هذه الحريات
السياسية في حرية تكوين الأحزاب لتسمع كلمة الفرد من خلالها و يشارك بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة في توجيه الحياة العامة عن طريق الإنتخابات ، ويختار الفرد بمحض إرادته من يمثله في
الحكم ، وإن دل على شيء إنما يدل على أن سلطة الدولة إنبثقت من إرادة الأفراد الذين يكوّنون إرادة
الشعب . وقد عبر كلسون Kelson عن هذا بقوله : * إن فكرة الحرية هي التي تحتل الصدارة في
الإيديولوجية الديمقراطية * . وقد طبق هذا النظام في دول أروبا الغربية وإشتهرت مجتمعاته بالتعددية
الحزبية و حرية ممارساته . -2 الديمقراطية الاشتراكية : يرى أنصار النظام الاشتراكي بأن الديمقراطية العادة أساسها المساواة
الاجتماعية لأن الحكم الاشتراكي ذو أبعاد إجتماعية اساسية ، وذلك بتبني الديمقراطية الإجتماعية التي
ترمي إلى تحقيق العدالة الإجتماعية بين المواطنين ، وهي نظرية تعبر عن إرادة الشعب . وهي تخلص
المجتمع من الطبقية لهذا يقول فريديريك أنجلز : * الإشتراكية ظهرت نتيجة صرخة ألم ومعاناة الانسان
* و بالتالي فهي تخلق مجتمع متوازن متعاون ، وهذا عن طريق المساواة بين أفراد المجتمع . ولهذا
نجد ماركس ينادي بالديمقراطية الإجتماعية لأن الديمقراطية من غير مساواة تؤذي إلى هيمنة
الرأسماليين و إستغلالهم لأغلبية أفراد الشعب و بالتالي ظهور الطبقية . فالمساواة هي بوابة
الديمقراطية . ولتحقيق ذلك لابد من الإعتماد على أسس هي : تكافؤ الفرص : أي المساواة بين جميع الأفراد من خلال ديمقراطية التعليم و العلاج المجاني ونظام
الحزب الواحد الذي يعبر عن إرادة الجماهير وليس هناك مجال للمنافسة السياسية . محاربة الإستغلال : وذلك بتدخل الدولة في الحياة الإقتصادية من أجل تأميم وسائل الإنتاج و مختلف
المرافق المالية و الإقتصادية للقضاء على التفاوت الطبقي ) محو الفوارق الطبقية بين الناس و غزالة
الفقر و البؤس عن الطبقة العاملة ( التي هي مصدر الانتاج و الثروة في المجتمع ، أي أن المهم للدولة
الاشتراكية ليس تسجيل حقوق المواطنين السياسية في دساتير ، وإنما رفع المستوى المادي و
الفكري لهم ، لأن الجماهير تعبر عن إرادتها و طموحاتها السياسية داخل جهاز الحزب الواحد وليس
هناك مجال للمنافسة السياسية ، لأن فكرة التعددية غير واردة ، فالأفراد متساوون و الشعب يشكل
وحدة متجانسة . و يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة :* إن أفضل نظام حكم سياسي هو الدي يعبر عن إرادة الشعب *
بحجج شخصية منها : إن نظام الحكم الجماعي هو نظان سياسي تتركز فيه السلطة في يد الشعب لأنه صاحب السيادة و
مصدر شرعية الحكم ، و يسمى بالحكم الديمقراطي لأنه يمكن الشعب من التعبير عن ارادته ، وبالتالي
فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب وفق اسلوب سلمي و انتقال السلطة بين الاطراف الحاكمة عن طريق
الانتخابات من اجل تحقيق الخير لللصالح العام . كما ان الديمقراطية تؤمن بالحقوق العالمية و هي
الجرية و المساواة ، السيادة الشعبية و احترام حقوق الانسان و العدالة و بالتالي فهي تؤمن بسيادة
الشعب أو دمقرطة الانظمة السياسية العالمية ، بدليل ما يحدث في الوطن العربي حاليا حيث هبة رياح
الديمقراطية على دول هذه الانظمة و اصبحت الشعوب تؤمن بقيمها . وهذا ما يجعلنا نستأنس بموقف أنصار الحكم الاسلامي الذين يرون بان النظام الاسلامي هو نظام حكم
جملعي و ليس فردي لأنه يعبر عن ارادة الشعب لأنه يستطيع أن يخدم مصلحة الدولة و يبعد عنها
الشتات ، فالمجتمع المسلم يقوم على الشورى و التكافل و التضامن ، وتعزيز هذا الرأي بالعودة إلى
تجليات هذا التصور في سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندما أقام دعائم الدولة و المجتمع
الاسلاميين في المدينة من خلال حرصه على تعزيز مبدأ الشورى و العمل بموجبه في الشؤون العامة ،
كما ان المسلمين يستشيرون بعضهم في الامور السياسية و الاقتصادية ..إلخ ، و تلك الاستشارة في
شكلها وطريقة عملها تشبه ما يطلق عليه بالبرلمان ، فتناقش الامور مع جميع الهيئات و تخرج بقرار
جماعي يخدم المصلحة الجماعية و يعبر عن كل الرغبات و الاهواء . وهناك العديد من النصوص القرآنية التي تبرهن ذلك ، كقوله تعالى : << و إذا حكمتم بين الناس أن
تحكموا بالعدل >> الذي يجسد مبدأ من مبادئ الديمقراطية و هو العدل . مازال ماش كامل نقيض الاطروحة هادا : عن قريب : لكن لهذه الاطروحة خصوم وهم اصحاب نظام الحكم الفردي ومنهم الفيلسوف الانجليزي توماس
هوبز ، ويرون ان الحاكم يستمد سلطته من ارادته و يسمى بالحكم المطلق ، وهو من اقدم صور تسيير
شؤون الدولة و يمارس فيه السلطة شخص واحد يسمى لادكتاتور أو الملك و الحاكم يتمتع بسلطة
مطلقة لأنه يجسد مقومات الامة ( الدولة ( يقول لويس الرابع عشر : *الدولة هي أنا * . و يجمع بين السلطات الثلاث التنفيدية والتشريعية والقضائية ، وتكون بيد الحاكم وليس للشعب الحق
في متابعته ، ومن أنظمة الحكم الفردي المطلق : الحكم الملكي ، الاستبدادي ، الثيوقراطي . الحكم الملكي : و هو ذلك النظام الذي ينحصر في افراد العائلة المالكة مستمدا سلطته عن ظريق
الوراثة و هو نوعان : أ / مطلق : وفيها يتصرف الحاكم تصرفا كاملا لا يقيده قيد إلا ما يضعه هو بنفسه ،
ب / دستوري : – الحكم الثيوقراطي )الديني ) : وهو الذي يقوم على أساس أن الحاكم مفوض عن الله و معبر عن
ارادته في الارض ، ولهذا فالحاكم إرادته و أوامره مقدسة وجب طاعتها و لايمكن معارضته ، وهذا ما
يظهر مثلا في حكم الامبراطور الروماني المؤله ، وكذلك حكم بعض الملوك المسيحيين في اروبا ،
وعند بعض المسلمين الدين انحرفوا عن مبادئ الشريعة الاسلامية و خالفوا نظام الحكم الشورى و
خاصة معاوية بن ابي سفيان في قوله : ( إن الله نصرني لأكون أميرا عليكم * . لكن موقف هؤولاء الفلاسفة ينطوي على عدة نقائص و تعرض إلى عدة انتقادات منها : إن نظام الحكم الفردي المطلق لا يعبر عن ارادة الشعب او الجماعة و إنما يعبر عن إرادة الفرد <
الحاكم > فقط ، لهذا فهو نظام غير ديمقراطي . كما ان نظام الحكم الفردي وسيلة لاستغلال الشعوب و بالتالي فهو نظام ظالم و جائر و لا يحقق
العدالة الاجتماعية لأن هذا النوع من الحكم يمنح الحاكم سلطة مطلقة و يضعه فوق القانون ، ومن
جهة أخرى فهو يلغي حرية الافراد ودورهم في تسيير شؤون الدولة ، فهم مجبرون في جميع الظروف
الى الخضوع لإرادته خضوعا مطلقا ، فهو لايؤمن بالحريات السياسية كحرية الصحافة و التظاهر و
الاعلام … و هذا ما يتناقض مع وظيفة الدولة ، فإذا كانت الدولة قد نشأة أساسا لحماية حرية الافراد و
حقوقهم فإنها لم تعد تقوم بهذه الوظيفة في هذا النظام . إذن نستنتج أن الاطروحة القائلة * أفضل نظام سياسي هو الذي يعبر عن ارادة الشعب * صحيحة ،
لأن الديمقراطية الحقة تقوم على أساس الحرية والمساواة الاجتماعية فالديمقراطية كأسلوب حكم هي
المناخ الملائم لنمو الحريات الفردية في المجال السياسي لأنها تشترط وجود ارادة حرة لدى المحكومين
لقيام السلطة و النظام ز القانون ، وكدا المساواة لأن اساس الظلم و الاستبداد يكون في التفاوت ، ومنه
فالديمقراطية هي افضل نظام سياسي ، فهي تعبر عن ارادة الشعب
شكرا اخي
لاكن هل لديك مقالة افظل من هده لانها مبعثرة نوعاا مااا