ويحضر لي في هذا المجال حديث ابن اللتبية ، وقد بَوَّب عليه البخاري فقال : باب هدايا العمال ، وساق بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من بني أسد يقال له ابن الاتبية ( أو اللتبية ) على صدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول : هذا لكم وهذا أهدي لي ، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه ينتظر أيهدى له أم لا ! والذي نفسي بيده لا يأتي أحد بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رُغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها تعير ، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ( أي بياض إبطيه) فقال: ألا هل بلغت ؟ ثالثا ).
والعامل هنا الذي يعنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله هو الموظف المسؤول, وصاحب القرار الذي كان يبعث به النبي الى بلد من البلدان ليتولى امور الناس وشؤونهم هناك ، فهنا نرى بأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لو جلس هذا العامل او هذا الوالي أو ذالك المسؤول في بيت امه وأبيه فهل يأتيه احد بهدية؟؟؟ والجواب بالطبع ….. لا . والف الف لا
والناس في هذا الزمن يدركون يقينا بأن المسؤول بعد أن يتقاعد ويفصل او حتى يُطرد من وظيفته, فإن جميع الناس الذين كانوا يتهافتون على باب مكتبه او إدائرته او وزارته يتخلون عنه، بل إذا مر بهم في طريقٍ ما فإنهم يديرون وجوههم عنه وكأنهم لايعرفونه من قبل! وهذا هو المقصود في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى له أم لا؟!)
وإلى هذا أضاف النبي صلى الله عليه وسلم قولا آخر بهذا الشأن فقال
من استعملناه على عملٍ فرزقناه رزقًا (أي: منحناه مرتبًا) فما أخذ بعد ذلك فهو غلول) رواه أحمد وأبو داود.ولذالك علينا أن ندرك أن الرشوة خطرها عظيم وضررها جسيم ، لا يخفى أثره على الأفراد والجماعات ، فبسببها يُرفع الكسول الخمول ، ويبعد العامل المجد الطموح ، وهي تساعد على إضعاف عمل المجِدِّين ، وتشجع على الخمول والتراخي في أداء العاملين ، وعلى هذا فأي مجتمع ساد فيه التعامل بالرشوة فلا خير فيه ، وأي خير يرجى منه ومقياس الكفاءة فيه ، هو ما يأخذه مسئول المؤسسة أو مدير الإدارة من القرابين والهدايا والمحاباة ، وأي إنتاج يرجى من مؤسسة اقتصادية ، لا يرقى فيها إلاَّ من قدم بين يدي مديرها أنواع الهدايا والرُّشا ، وعلى هذا فكل يوم تفاجئنا الصحف اليوميةِ والأسبوعيةِ ، بعناوين بارزة ، مفادها أن المدير الفلاني أو مسئولَ المؤسسة الفلانية ، ضبط متلبسا بالرشوة ، وذاك بالاختلاس من المال العام ، فكم من أسرة تشتَّتت وكم من زوجة طلقت وفقدت سعادتها ، بسبب الرشوة ، وكم من حق ضاع وكم من باطل ظهر بسبب الرشوة ، نعم وقد تلبَّس الرشوة ثوبا مستعارا ، لكنه يشِفُّ عن حقيقتها ، ويصف المقصود منها ، مثل أن تكون على شكل هدية أو محاباة في بيع أو شراء ، أو قهوة ، وسم ما شئت من الأسماء ، وهي في جميع الصور ، رشوة بشعة المنظر ، سيئة المخبر ، كريهة الرائحة ، ملوِّثة للشرف والكرامة ، ولقد عد العلماء هدايا العمال من الرشوة لذالك فإن هنالك فرق كبير بين الهدية والرشوة فقد اخبر النبي عن الهدية قائلا : ((تهادوا تحابوا))، لكن متى ما كانت الهدية سبيلاً إلى نيل مقصود ما لا يقصد بها وجه الله تعالى فهي حرام
وقد قال العلماء : هدايا العمال رشوة و ليست بهدية، إذ لولا العمل أو المنصب الذي هو فيه لم يُهد له، وهدية القاضي سُحت، لا يجوز له أخذها وإذا أخذها فعليه أن يضعها في بيت المال ( خزينة الدولة) وعليه أن يعاقب من قدمها له ردعا له ولأمثاله.
ويذكر لنا القرآن الكريم كيف أن بلقيس ملكة سبأ في بلاد اليمن أرادت أن تبعث ( رشوة ) إلى نبي الله سليمان عليه السلام فاستشاط غضبا وقال حين وصلته الهدية الرشوة (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءَاتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا ءَاتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ(36) النمل :
ولذا قال بعضهم: إذا أتت الهديّـةُ دارَ قاضٍ * تطايرت الأمانةُ من كواها.
رجائي منكم الدعاء
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
bcp 11111111111111111111111111111111111111111111111111 11111111111111111
bcpppppppppppppppppppppppppppppppppppppppppppppppp pppppppppppppppppppppppppppppppppppppppp
BCP
FOrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrrRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRR RRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRR RRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRRR RRRRRRRRRRRRRRRRR
je vs remerci de se sJT tres BElle
Aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
Azzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzzz z
b1111111111111111111111111111111111111111111111111 11111111111111111111111111111111111111111111111111 11111111111111111111111111111111111111111111111111 1