تخطى إلى المحتوى

الفرق بين التمني والترجي 2024.

التمني نوع من التطلع، واستبعاد المنتَظَر المترقَّب، والتّرجّي نوع من المُقارَبَة والتّوقّع لِما يجوز أن يقعَ
وأكثر الناس لا يفرقون بين التمني والترجي، والفرق بينهما واضح:
– وهو أنّ التمني يقع على ما يجوز أن يكون ويجوز ألاّ يكون لقولهم: ليت الشبابَ يعود
– والترجي يختص بما يجوز وقوعه، فلا يقال: لعل الشباب يعود
ولهذا فرق النحاة بينهما في باب الجواب بالفاء، وأجازوا أن تقع الفاء جواب التمني في مثل قوله عز وجل: (يا لَيْتَني كُنتُ معَهُم فأفوزَ فوْزاً عظيماً)، ونهوا أن تقع الفاء جواباً للترجي،

أمّا التّمنّي في قولِه تعالى: [قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] فـقد وردت فيه أقوالُ المفسّرينَ:
– عن عكرمة عن عبد الله بن عباس: لو تمنى اليهود الموتَ لماتوا [تفسير الطبري للآية]
– وذكر الطّبري في موضع آخَر أنّ قوله تعالى: [فتمنوا الموت] إنّما تأويله: تشهَّـوْه وأَريدوه. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تأويله: فَسَلوا الموت. قال الطّبري معلّقاًُ على مقالة ابنِ عبّاس: ولا يُعرَف"التمني" بمعنى"المسألة" في كلام العرب. ولكن أحسب أن ابن عباس وجه معنى"الأمنية" – إذ كانت محبة النفس وشهوتها – إلى معنى الرغبة والمسألة، إذْ كانت المسألة، هي رغبة السائل إلى الله فيما سأله.
– وعن ابن جريج في قوله تعالى : [فتمنوا الموت إن كنتم صادقين]، كانت اليهود أشد فرارا من الموت، ولم يكونوا ليتمنوه أبدا
– وقال القرطبي: [فتمنّوا الموتَ] لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله [ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم] أي أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، فلو تمنوه لماتوا، فكان في ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية.
– وأمّا أما قوله تعالى : [ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ ] فخبر قاطع عن أن ذلك لا يقع في المستقبل وهذا إخبار عن الغيب لأن مع توفر الدواعي على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وسهولة الإتيان بهذه الكلمة ، أخبر بأنهم لا يأتون بذلك فهذا إخبار جازم عن أمر قامت الأمارات على ضده فلا يمكن الوصول إليه إلا بالوحي . [ذَكَرَه الرّازي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر:
تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصَّفَدي، سيد الشرقاوي / مراجعة : د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة، 1987م
تفسير: الطبري – القرطبي – الرازي

بارك الله فيك.

شكرا جزيلا وجزاك الله عنا خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.