قرأتُ مقالتك الأخ ياسين وحزَّ في نفسي ما تعانيه لغتنا الشريفة . أجل أول من خانها هم أبناؤها ؛ يقول شاعر آخر عن فضلها :
يا لائــمي في العــربــية كــفـــاك هــذا الفخـر والمـدح في ســـواكا
تـعـاتـبـني في قـوم أنــت مــنـهم تـالله لـو نطــق الـزمــان لهـجاكا
أتـنـكر لـسـان قـوم عـــاشــرتهم وتـتـكـلم بـلــســان لــم يـــرعـاكا
وتـدعي أنـك في العــلـم مــاهــر وأنـت غــافــل سـائـح في هـواكا
لو كنت تعلم في العربية ما أعلم لانحنيت في صبحك لها وممساكا
هي العــلم والنــور والحــضـارة وهي ظـــلك وأرضـــك وســـماكا
لا تصـدق قــول من يــزعـــم أنـ ها مـاتــت بمــوت جـــدك وأبـاكا
لم تـمـت هي بــل مــات أبـناؤها وأضحــوا تــرابا ونـالـوا الهـلاكا
لو نطــقـت اللـغـة اليــوم لقــالت نسـيـتـني يا فــتى فــمـن أنـساكا
منحـتـك العــلم الذي فــيه تـنعـم وهــذا الذي تمــدح مــا أعـــطاكا
قــد كـــنـت قــبـل أمْــلِـكُ قـــوما يعــبـدونني يا إلــهي في هـــواكا
يسـجــدون لي كـــلهم وقـلوبهم طــامــعــة يا ربـــي فــي رضــاكا
واليــوم أجــد نفــسي بــيـنـــكم مــشــلولة الفــــكـــر ولا حــراكا
روحـي في أمـهات الكتب كائنة هـلاَّ نفـــضــت غــــبـــارها لأراكا
لا تــطـلب العـــزة عــنـد قـــوم كــفـــروا بالــذي خــلقك وسـواكا
وهــجــروا ديـن الله والــــرسل وألــبـسـوك تـاجا مــن الأشـــواكا
ماذا أخـذت مـنهم غــيــر الأذى وتـركت مـا ينفــعـك في مــحــياكا
أخذوا من جواهـري كل نفـيس وأبـحـروا في مـياهــي بــالأفــلاكا
فدافـعـوا وراوغـوا وهـاجموك وســجَّــلوا الكــثــيــر في مــرمـاكا
فمتى تخـرج من ضـلالـك هـذا لتحـيـي اللـــسـان الــذي رعــــاكا
لــتــعــيد سـيـرة الـمجــد الأول وتحــارب بالقــلم لا بـــالــعـــــراكا
لا عــيش للمـرء إن كان يدري أن الــزيـت بــــالــــمــاء يـُــــحـاكا
فـذاك هــش فــارقــب زوالــــه إذا قــص عــلــيـك عــلمـه وأملاكا
لــغـة الــطـب أنـا والحــســـاب لـغـة العــقــل والقـلب ومـــا أدراكا
لــغـة الفـن والعــشق والغــرام لـغـة الــســــلــم والحـــرب إذ ذاكا
فلا تمـل بــوجـهـك عــني لأني الطــريـق الـذي تـبـصــر به عـلاكا
هــكــذا كــنـت وســأبــقى أنــا طــويـلة النجــاد دائــما في ثـنــاكا
فـمــاذا بعــد هــذا أنــت قــائل أيــها الــذي خــيــالــه أعـــمــــاكا
فـعــد لها واطـــلب رضـــــاها وســارع لحـــمــلها تــربـت يـداكا
آمين يا رب العالمين !
اكيييد اخي