سي الطيب هو المهندس الحقيقي للثورة
لجنة التحقيق في اغتياله لم تصل إلى أي نتيجة
أكد الطيب الثعالبي، الرفيق الأول للمرحوم محمد بوضياف، ما قاله نجله ناصر بوضياف، بخصوص إرسال والده للجنة تحقيق واستقصاء للممتلكات وأموال بعض المسؤولين في البنوك الأجنبية.
اعترف المجاهد الطيب الثعالبي، رفيق المرحوم محمد بوضياف، أمس، بأن الأخير حدثه عن إقدامه على إرسال لجنة تحقيق في أموال وأملاك بعض المسؤولين خارج الوطن، خاصة في البنوك الأجنبية، مضيفا بكثير من الحسرة أن ”ذلك كان أحد أسباب اغتياله”.
وقال الثعالبي، أحد أعضاء لجنة التحقيق في مقتل محمد بوضياف التي نصّبت مباشرة بعد رحيله، في تصريح لـ”الخبر”، إن اللجنة لم تصل إلى أية نتيجة تذكر في التحقيق، واصفا العملية بـ”الاغتيال السياسي الكامل”. وقال إنها الجريمة المثالية، وشبهها بمقتل كنيدي، وذلك على هامش ندوة ”الذكرى العشرين لعودة محمد بوضياف إلى الجزائر”، المنظمة بنادي المجاهد، من قبل جمعية ”مشعل الشهيد”.
وكشف الطيب الثعالبي أن محمد بوضياف انسحب من العمل السياسي بعد أن رأى الناس تبكي بومدين، وقال مقولته المشهورة ”تغلبت المادة على المبادئ”.
وأشار المتحدث إلى أن الجزائر لم تغب يوما عن تفكير بوضياف، حيث أنه عند تواجده في المغرب كان دائم السؤال عن الحالة الاقتصادية والسياسية للوطن، وعن الحالة الاجتماعية للشعب الجزائري، وهل الحكام يسيرون في الطريق الصحيح؟ وأردف: ”أيام الأزمة في الجزائر نهاية الثمانينيات، بقي الليل كله يذهب ويعود في شرفته بسكنه بالقنيطرة، في المغرب، ولم ينم”.
واعترف الطيب الثعالبي بأنه لم يوافق على عودة رفيقه إلى الجزائر: ”كنت متخوّفا جدا من هذه العودة، ولم أثق يوما في أحد”، مضيفا ”لأنني أعرف شخصية بوضياف القوية التي لا تقبل الخضوع أو المساومة، وهو لا يخاف أحدا”.
وعاد الطيب الثعالبي، في معرض حديثه، إلى المسار النضالي والثوري لمحمد بوضياف، وعلاقته به، ومواقفه من بعض القضايا، وقال إن الرجل دفع ثمن تمسكه بمواقفه، خاصة بعد الاستقلال، حيث انفصلت هيئة الأركان عن الحكومة المؤقتة، وجاءه مفاوض من طرفها للانضمام إليها، فرفض الأمر إلى جانب آيت أحمد، بينما قبل بن بلة، وكانت النتيجة أن نفي من سنة 63 إلى المغرب، بينما أدخل المتحدث إلى دار النخلة ثم الحراش، وأطلق سراحه بعد ذلك.
وأوضح الطيب الثعالبي أنه رفض النضال مع بوضياف في المعارضة من الخارج، وقال ”كنت أريد أن نعارض من الداخل، حتى لو دخلت إلى السجن مرات عديدة”. واعتبر الطيب الثعالبي أن المرحوم محمد بوضياف هو المهندس الحقيقي للثورة، إلى جانب بن بوالعيد ومحمد بلوزداد وديدوش مراد والعربي بن مهيدي، وهذا ما أشار إليه الأستاذ محمد عباس الذي قدم في تدخله نبذة مستفيضة عن حياة ونضال المرحوم، في لقاء حضره تلاميذ ثانوية ”محمد بوضياف” بالمدنية.
عن جريدة الخبر