السلام علييكم
رحمة الله لا تعد ولا تحصي ، خص الله عز وجل مئة رحمة من رحمته الواسعة لخلقه ومخلوقاته في الدنيا والآخرة ، رحمة واحدة من هذه المئة رحم بها الله عز وجل اهل الدنيا باسرها ، ترحم بها الام ابنها ، وترفع انثي الحيوان حافرها عن مولودها حتي لا يتضرر ، رحمة واحدة فقط من المئة رحمة التي خصصها وكتبها الله لجميع الخلق والمخلوقات في الدنيا يتراحموا بها ، والدخر الله عز وجل وابقي تسعة وتسعين رحمة من المئة رحمة التي كتبها وخصصها الله لجميع خلقه ومخلوقاته ، يعطيها لهم في الآخرة ، نعم تسعة وتسعين رحمة ، كل رحمة منها تعادل الرحمة الواحدة التي خصصت للدنيا لانها مؤقته وفانية ولا تستحق اكثر من رحمة واحدة يتراحموا بها جميع الخلق والمخلوقات في الحياة الدنيا ، وللعلم هذه الرحمة الواحدة من سعتها انها تتسع وتستوعب كل شيئ الا الشرك بالله والعياذ بالله من الشرك ، فإذا كانت رحمة واحدة من مئة رحمة وسعت وشملت كل شيئ ، فما بالك بتسعة وتسعين رحمة مثلها ادخرت وخصصت للآخرة !. كل رحمة منها تتسع لكل شيئ ، لهذا كان الاسلام دين رحمة مهداه للبشرية جمعاء ، القرآن رحمة ، وسيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام بعث رحمة للعالمين ( لا حظ كلمة العالمين ولم يقل المسلمين او المؤمنين ) بعث الله نبيه رحمة للعالمين كافة .
بشر الله عز وجل ، أمة من قال لا اله الا الله ، بدخول الجنة ، ولن يخزي الله نبيه والذين آمنوا معه يوم القيامة نورهم يسعي بين ايديهم ، والخزي هنا المقصود به النار ، فليس بعد خزي النار خزي ، ولهذا كان من الدعاء ، انك من ادخلته النار فقد أخزيته ، فهذه بشري لامة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام بان الله لن يخزي نبيه ومن اتبعه بإحسان يوم القيامة .فلا يدخل احد منهم النار، الحمد الله علي نعمة لا اله الا الله ، وكفي بها نعمة .
وفي الحديث عندما مر رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام مع صحابته عليهم السلام ، في احدي غزواته ، بامرأة تخبز خبزآ في تنور ، ورضيعها في حجرها ، فكانت كلما تضع الخبز في التنور تذود بوجهها النار عن وجه رضيعها كي لا تلفحه النار ، فقال عليه افضل الصلاة والسلام لاصحابه ، ان الله لارحم بعباده من هذه الام علي رضيعها !. فقال احد الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ، يانبي الله هل ترمي الام طفلها في النار وتعذبه بها ؟. ففهم رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام المغزي والمعني من السؤال !. فبكي عليه افضل الصلاة والسلام وقال والذي نفس محمد بيده ، لن يدخل النار ولن يعذب الله احدآ من خلقه بها ، الا الجبارين المتكبرين الظالمين الذين عرفوا ان الله حق فأبوا ان يقولوا لا اله الا الله عنادا وكفرآ ، والعياذ بالله منهم .
نعم ان رحمة الله واسعة ومن ضيقها فإنما يضيقها علي نفسه ، فقد ضيق واسعآ
نسال الله الرحمن الرحيم رب العالمين ان يدخلنا برحمته في رحمته جنته ، اللهم آمين .
بارك اللله فيك ………………