تخطى إلى المحتوى

التأتأة لدى الأطفال . . أسبابها وطرق علاجها 2024.

التأتأة لدى الأطفال . . أسبابها وطرق علاجها

محمود طافش

مشرف أكاديمي بمجموعة مدارس الحكمة والكرامة

يعجز بعض الأطفال عن مجاراة أقرانهم في الحديث ، وذلك بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بطلاقة ، مما يجعلهم موضع غمز ولمز من قبل هؤلاء الأقران . ومن أبرز عيوب النطق لدى الأطفال التأتأة ، وهي اضطرابات في التعبير قد يترتب عليها آثار نفسية سلبية لدى الطفل كالشعور بالنقص ، والذي قد ينجم عنه انطواء الطفل على نفسه أو تسربه من المدرسة . فما المقصود بالتأتأة ؟ وما أسبابها ؟ وكيف يمكن مساعدة الطفل على تجاوزها أو التخفيف من وطأتها على نفسه ؟

مفهومها :

التأتأة Stammer واحدة من اضطرابات الكلام التي تصيب الطفل وتتمثل في عدم قدرته على نطق الكلمة التي يريد أن يتلفظ بها بطريقة سوية عادية ، فتراه يكرر الحرف الأول من الكلمة عدة مرات قبل أن يتمكن من النطق بها ، مثل : تـ ..تـ .. تـ .. تلعب .

أسبابها :

يرى علماء النفس أن التأتأة ترجع إلى عوامل تكوينية وبيئية إضافة إلى بعض عوامل الاتصال ، وتلعب العوامل الوراثية وعوامل البيئة دوراً مهماً في نشوئها ، ورغم أنه من الصعوبة بمكان تحديد السبب المباشر للتأتأة إلا أنه يمكن ردّها إلى واحد أو أكثر من الأسباب الآتية :

ـ إصابة الطفل بمرض ينجم عنه إصابة مركز الكلام المسؤول عن اللغة في المخ بتلف أو التهاب ، يترتب عليه حدوث ضعف في أداء الأعصاب المتحكمة في الكلام .

ـ وجود خلل في توقيت حركة أجهزة النطق أثناء التلفظ بالكلمة .

ـ وجود خلل لدى الطفل في التغذية السمعية الراجعة .

ـ وجود ضعف عقلي لدى الطفل .

ـ ضغوط نفسية يتعرض لها الطفل في البيئة التي يتواجد فيها .

ـ شعور الطفل بالخوف أو بالقلق الناجم عن صدمة نفسية يتعرض لها .

ـ الحرمان العاطفي ، والعواطف المكبوتة .

ـ ضعف ثقة الطفل بنفسه أثناء تعرضه لمواقف حرجة أو بسبب تكرار الفشل .

ـ التفكك الأسري الناجم عن الخلافات بين الزوجين .

ـ التسلط والقسوة الزائدة التي يتعرض لها الطفل في البيت .

ـ التدليل الزائد ، وشدة اهتمام الوالدين بالطفل وإشعاره بقلقهما عليه .

ـ سوء التكيف مع البيئة التي تتعدد فيها اللهجات .

ـ اختلاف أساليب التدريس التي تمارس أثناء تعلم الطفل .

ـ قلة معلومات الطفل حول الموضوع الذي يدور النقاش حوله .

خطوات العلاج :

هناك العديد من الطرق التي يمكن بوساطتها مساعدة الطفل على تخفيف حدة التأتأة لديه . ويرى الخبراء أن هذه الطرق يمكن تصنيفها تحت عنوانين : العنوان الأول : " التأتأة بسهولة أكثر" ، أي تخفيف حدة التأتأة ، والعنوان الثاني : " التحدث بطلاقة أكثر " والطريقة الأولى تهدف إلى مساعدة الطفل المصاب على تخفيف حدة التوتر والقلق لديه وتعديل أوقات التأتأة بحيث لا تؤثر على قدرته على الكلام . وأما الطريقة الثانية فيكون الاهتمام فيها منصباً على تدريب الطفل على مهارات الطلاقة اللفظية مثل : تنظيم التنفس ، البداية السهلة ، التحدث ببطء .

وبوجه عام فإنه يمكن ترتيب خطوات العلاج كما يلي :

ـ عرض الطفل المصاب على الطبيب لتتبع الأسباب العضوية ومعالجتها إن وجدت .

ـ عرض الطفل على المرشد النفسي لتخليصه من الضغوط النفسية ، والانفعالات الحادة إن وجدت .

ـ وضع الطفل في بيئة مريحة خالية من المشكلات والضغوط .

ـ العمل المتواصل على تنمية ثقته بنفسه ؛ وذلك من خلال تخليصه مما قد يشعر به من خوف أو خجل .

ـ التعزيز المتواصل للنجاحات التي يحرزها في الحديث أو في الأعمال المدرسية.

ـ عدم السخرية من الطفل المصاب أو الضجر منه أثناء الحديث .

ـ تدريب الطفل المصاب على الاسترخاء وعلى التحدث ببطء ، ابتداءً بالألفاظ السهلة ، ومخاطبته بألفاظ سهلة ومفهومة .

ـ إعطاء الطفل فرصة كاملة للتعبير عن نفسه ، وتجاهل معاناته .

ـ التحدث إليه حول موضوعات يعرفها وبأسلوب فيه إثارة وتشويق .

ـ إشباع حاجته إلى الحب والحنان .

ـ اجتناب كثرة التوجيهات والانتقادات .

ـ تبصير الوالدين بضرورة تحاشي المشاحنات والخلافات وأساليب القمع والقسوة ، والتدليل الزائد وإظهار الاهتمام والقلق المبالغ فيه تجاه الطفل .

ومن النصائح التي يمكن توجيهها للوالدين وللمعلمين أثناء التحدث إلى طفل مصاب بالتأتأة ما يلي :

ـ التحدث معه ببطء والتوقف قليلاً بعد كل جملة ، وهذا الأسلوب قد يساعده على التقليل من سرعته في الكلام ، وربما يزيد قدرته على الطلاقة اللغوية .

ـ عدم مقاطعته أثناء الكلام .

ـ عدم اللجوء إلى مساعدته بإتمام الكلام الذي يريد قوله .

ـ تركه على سجيته وعدم محاولة تقديم النصح له أثناء الكلام ؛ لأن ذلك من شأنه أن يشعره بعجزه .

ـ عدم إشعاره بالضجر منه بسبب عدم قدرته على التعبير .

ـ التركيز على ما يقوله ، واجتناب التركيز على كيفية قوله .

فإذا أخذ الوالدان والمعلمون هذه الملاحظات بعين الاعتبار فإنهم بالتأكيد سينجحون في وقف تطور التأتأة عند الأطفال الصغار ، أما الراشدون فإن بإمكانهم التدرب على مهارات إخفاء التأتأة والتعايش معها .

شكرا لك على هذا الموضوع..
وجدت معلومات لم اسمع عنها من قبل
فبارك الله فيك

شكرا اخي الكريم لهذه النصائح القيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.