بدلا من تدمير مصادر علاجنا
============================================
مقال بقلم
أريك شيفيان و "هارون برنشتاين"
فيزيائيان وباحثان في مركز الصحة والبيئة الشامل في مدرسةالطب لجامعة هارفارد .
" اكيم ستينر "
نائب أمين هيئة الأمم المتحدة والمدير التنفيذي للبرنامج البيئي لهيئةالأمم المتحدة
(منشور بيومية لوكوتيديان دورون Le quotidien d’Oranعدد 4796 ليوم الخميس 09/08/2016).
ترجمه عن الفرنسية / عيسى بونوه المحامي – الجلفة – الجزائر.
===============================
"إن تنوع الحياة ضروري لعمل المنظومة الحيوية (أو الحياتية) – منظومة الغابات – المياه العذبة – جبال المرجان البحرية، الأراضي وحتى المحيط الجوي فهي ضامنة بتواجدها لكل حياة على البسيطة.
إن التدهور المستمر لهذا التنوع فيه تهديد للمجتمع بطريقة لامتناهية .فمنذ آلاف السنين أتقن الأطباء التحكم في المواد الطبيعية لتطوير أدوية وعلاجات (عديدة). فالأسبيرين استخرج من شجرة "الصول"،وآخر ما توصل إليه إنتاج عقار ، لعلاج السرطان استخرج من خلال قشور الشجر الصنوبري ذو الشكل المخروطي.وهو عقار عرف باسم (TaxoIO).وبعض من الإكتشافات الهامة الطبيعية في طريقها للظهور. ولكن هذا لن يحدث إلا إذا ضمنت حماية لخزان الطبيعة الوفير بطريقة تمكن أجيال الباحثين الحاضرة والقادمة من إكتشافات جديدة لفائدة المرضى المصابين عبرالعالم.
فلنتأمل حالة الدب القطبي المهدد بالإنقراض نتيجة التحولات البيئية. فهذا الحيوان الثديي يمضي حوالي سبعة أشهر من السنة في سبات شتوي.وهي فترة يكون فيها في وضع شبه متوقف. والإنسان في وضع مماثل وفي ظروف مماثلة يفقد ثلث أو أكثرمن ثلث كثافة هيكله العظمي .
ومن العجيب أن هذا الدب القطبي في سباته المذكور يطوّر عظاما جديدة،بإطلاقه لمادة تقضى على نشاط الخلايا التي من شأنها كسر العظام،وتقوم تلك المادة بتحفيز الخلايا التي تنتج المادة العظمية واللزجة لمفاصل العظام.فدراسة خبايا حالة السبات لدى الدب القطبي في محيطه الطبيعي قد تساهم في تفادي ملايين حالات كسور عظم الورك الناتج عن مرحلة فشل وشيخوخة العظام أو ما يعرف ب: " Ostéoporose ".وهي حالة إصابات تكلف 18 مليار دولار وتقتل 70 الف شخص سنويا في الولايات المتحدة لوحدها.
وإذا كان الدب القطبي يستطيع العيش سبعة أشهر أوأكثر بدون تبول،فإن تخزين الجهاز للمواد السمية هذه
لدى الإنسان يكون مميتا في خلال بضعة أيام. فالتوصل إلى فهم سر تمكن الدب إلى تحقيق تخزين هذه المواد السامة دون خطر، يمثل أملا كبيرا لحوالي مليون ونصف مليون من المصابين بالقصور الكلوي .
والدِّببة القطبية تستخرج طاقتها خلال سباتها من الشحم المخزن لديها. ومع ذلك ورغم تلك الشحوم التي تختزنها، فإنها لاتصاب بداء السكري.وهذا قد يشكل وسيلة لهدايتنا الى حلول لعلاج داء السكري من نوع 2 وهو المرض المرتبط بالسمنة التي يعاني منها أكثر من مائة وتسعون مليونا- 190 مليون- من البشر عبر العالم والتي تشكل أحيانا داءا وبائيا في كثير من البلدان. ولكن الدببة في سباتها ليست إلا بداية القصة.فضفدع الغابات يستطيع معايشة فترات طويلة من التجمد دون أن تتلف أي واحدة من خلاياه. فهل يمكن أن يكون ذلك مفتاحا لحفظ الأعضاء الموجهة للزرع لدى المرضى .
فمواد Les Pumiliotoxines مثل تلك التي تختزنها"ضفدعة بناما السامة"،يمكنها المساعدة على تطوير أدوية لتقوية نبض القلب.الأمر المهم لعلاج إصابات القلب.كما أن سبعمائة(700) نوع من حيوان المرجان المتواجد على الخطوط المرجانية تمكِّن من إنتاج 140 الف نوع من مضادات السموم. والكثير منها له قيمة طبية،ولم تتم دراسة سوى مائة منها.وقد توصل البحث إلى أن أحد هذه المضادات السمية المسوقة بإسم "بريالت أو" .PrialtO. هي اقوى من مادة المورفين بألف مرة مع أنها لاتعرّض مستعملها للإدمان ولا لرفض الجهاز لها، مثل ما هو عليه مع المواد المخدرة .وقد أثبتت التجارب الطبية العلاجية لهذه المادة حدوث تخفيف ملحوظ للآلام لدى المصابين بالسيدا أو بالسرطان.
*[=ملاحظة ورجاء = إذا أردت نقل موضوعي هذا أو الإقتباس منه فالرجاء لا تنس الإشارة الى مصدره (كاتبه ومترجميه واسم المنتدى) شكرا لك].
لكن ضياع التنوع الحيوي تسبب في توقيف العديد من البحوث الطبية المبشرة.فقد لوحظ أن أنثى ضفدع أستراليا" ريوباتراكوس "-
" Rhéobatrachus"- لديها خاصية إبتلاع بيضها لإحتضانه في معدتها دون أن يتعرض للهضم بفعل الأنزيمات والحوامض المعدية مثلما هو عليه الحال لدى أي من الفقريات الأخرى.ودراسة هذه الحالة لدى الضفادع كان لها أن تعطينا فكرة عن طريقة الوقاية من القرحة المعدية وعلاجها عموما.ولكن هذه الدراسات لم يتمكن من مواصلتها لأن كلا النوعين من هذا الضفدع قد قضى عليه واندثر .
إن سنة 2024 المعلنة سنة التنوع البيئي من طرف هيئة الأمم المتحدة، يجب أن تكون حافزا لحكومات العالم للعمل بفاعلية أكثر للحد من تفتيت الثروات الحيوانية والنباتية وعناصرالأرض الأخرى. ولكن لم يظهرمن ذلك بادرة. فتدهور المحيط البيئي قد تضاعف،ونحن بذلك مقدمون على ما يسميه العلماء"الحملة السادسة للإنقراض".ولايزال لدى الحكومات فرصة لتأكيد تعهداتها المبرمة خلال الدورةالخامسة والستون(65)للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيوورك، ثم خلال إجتماع مؤتمر التنوع البيئي في" نغويا " باليابان.
فيجب أن تتم المبادرة من هذه السنة لإيجاد حل لتدهور محيطنا وتطوير طريقة لتسيير العالم الطبيعي بصفة أكثر ذكاءا،و ذلك ما يشكل تقدما حقيقيا للثراء ولكن ايضا لصحة البشرية في القرن 21".
(النص الأصلي مترجم عن الإنجليزية من طرف " فريدريك ديستريباتس ").
===========================================
شكرا لك على الموضوع المفيد