الباحثون عن السعادة 2024.

قال حدثني أحد الدعاة أنه ذهب إلى بريطانيا ليعالج في مستشفى راق جدا لا يدخله إلا وزير أو كبير قال فلما دخل علي الطبيب ورئ مظهري قال لي أ أنت مسلم قلت نعم قال عندي مشكلة تؤرقني منذ زمن هل يمكن أن تساعدني قلت و ما هي قال الطبيب أنا عندي أموال كثيرة ووظيفة مرموقة و شهادة عالية و قد جربت جميع المتع شربت الخمور و سافرت إلى بلاد كثيرة و مع ذلك لا أزال أشعر بضيق في صدري و ملل من هذه المتع و عرضت نفسي على أطبة نفسيين كثر و فكرت في الإنتحار عدة مرات لعلي أجد حياة أخرى ليس فيها مثل هذا الملل ثم سألني هل تشعر أنت بهذا الملل قلت له لا والله بل أنا في سعادة دائمة و سأدلك على حل هذه المشكلة و لكن أجبني على هذه الأسئلة قال ماذا تريد قلت له أنت إذا أردت أن تمتع عينيك فماذا تفعل قال أنظر إلى امرأة حسناء أو إلى منظر جميل قلت حسنا فإذا أردت أن تمتع أنفك فماذا تفعل قال أشم عطرا أو أذهب إلى حديقة قلت حسنا إذا أردت أن تمتع أذنيك فماذا تفعل قال أستمع إلى موسيقى هادئة قلت حسنا إذا أردت أن تمتع عينيك لماذا لا تستمع لموسيقى هادئة فقال لا يمكن لأن هذه متعة خاصة بالأذن قل إذا أردت أن تمتع أنفك لما لا تنظر إلى منظر جميل قال لا يمكن لان هذه متعة خاصة بالعين قلت له حسنا وصلت إلى ما اردت الوصول إليه قلت أنت تحس بهذا الملل بعينك قال لا قلت تحس به في أنفك في أذنك في فمك قال لا قلت أين تحس به قال في قلبي قلت أنت تحس بهذا الملل في قلبك و القلب له متعة خاصة لا يمكن أن يتمتع بغيرها و لا بد أن تعرف ما هي متعة القلب لأنك بسماعك للمسيقى و شربك للخمر و نظرك لست تمتع قلبك إنما تمتع هذه الأعضاء فعجب الطبيب و قال صحيح فكيف أمتع قلبي قلت بأن تشهد أن لا إله إلا الله و تسجد بين يدي خالقك و تشكوا بثك و همك إليه فبذلك تعيش في راحة و سعادة فهز الطبيب رأسه و قال أعطني كتبا عن الإسلام و ادعو لي و سوف أسلم ثم رجع الداعية و لعل الطبيب أسلم بعد ذلك