تعتبر شبكية العين من أهم أجزاء العين إن لم تكن أهمها على الاطلاق، وهي عبارة عن طبقة رقيقة من الخلايا العصبية تبطن الجزء الخلفي من جدار العين، ووظيفتها نقل الصورة الواقعة عليها على شكل نبضات كهربائية عن طريق العصب البصري إلى مركز الابصار في المخ. وبهذا تتم الرؤية.
وانفصال الشبكية عبارة عن ابتعادها عن مكانها نتيجة وجود ثقب بها يؤدي إلى دخول سائل عن طريق هذا الثقب خلف الشبكية يفصلها عن مكانها وبهذا يحدث الانفصال الشبكي.
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» استشاري ورئيس أقسام جراحات الشبكية والجسم الزجاجي والمدير الطبي لمجموعة المغربي الدكتور وليد بن عبد الرحمن بن إبراهيم التركي، أن أول اعراض الانفصال الشبكي هو ضياع جزء من مجال الرؤية لدى المريض الذي يصفه كما لو كان ستارة سوداء امام عينه، وفي هذه الحالة يكون الانفصال جزئياً، وعندما يصبح الانفصال الشبكي كاملا يصبح هناك نقص شديد في حدة الابصار قد تصل إلى أن المريض لا يرى بهذه العين إلا حركة اليد فقط.
وعن أسباب حدوث الانفصال الشبكي يواصل د. وليد التركي أن من أهمها وجود ضعف في اطراف الشبكية تنتج عنه ثقوب تؤدي إلى حدوث الانفصال، وهذا الضعف في اطراف الشبكية نراه في مرضى قصر النظر الشديد. ومن الأسباب أيضاً أن يولد الشخص بهذا الضعف في اطراف الشبكية. كما قد ينتج الانفصال الشبكي عن اصابة مباشرة للعين. وفي بعض الاحيان يحدث الانفصال الشبكي بعد اجراء بعض العمليات الجراحية بالعين.
وعن الاعراض الانذارية التي قد تسبق حدوث الانفصال الشبكي، يوضح د. وليد التركي أن الانفصال الشبكي قد يحدث فجأة دون سابق انذار، وقد يسبقه رؤية المريض لنقط او خيوط سوداء تظهر امامه فجأة، أو يرى بعض الاضواء كالبرق.
ويؤكد على أن: ليس كل شخص يرى نقاطا او خيوطا سوداء أو اضواء معناه انه سوف يصاب بالانفصال الشبكي، ولكن ننصح كل من يشعر بهذه العوارض أن يراجع طبيب عيون متخصص في أمراض الشبكية ليتم فحصه والتأكد من عدم وجود ثقوب في الشبكية.
وعن علاج الانفصال الشبكي، يواصل د. التركي أنه عند حدوث الانفصال الشبكي لا بد من التعامل معه كحالة طارئة وعلاجه باسرع وقت ممكن لان اهمال العلاج يؤدي إلى تليفات بالشبكية مما يجعل العلاج صعبا ونتيجة الرؤية بعد العملية محدودة.
وعلاج الانفصال الشبكي يكون جراحيا حيث يتم كي التمزق الموجود بالشبكية مع تركيب حزام حول العين أو الدخول بآلات دقيقة إلى داخل العين لازالة ما يعرف بالجسم الزجاجي واعادة الشبكية إلى مكانها. وقد يتم حقن مادة بديلة كزيت السيليكون لتثبيت الشبكية او حقن غاز داخل العين. ويطلب من المريض أن ينام في وضع معين ليعمل الزيت أو الغاز على تثبيت الشبكية، وذلك لمدة اسبوع إلى اسبوعين بعد الجراحة مع عدم ركوب طائرة أو الانتقال إلى اماكن مرتفعة في حالة حقن غاز داخل العين وذلك لتمدده في مثل هذه الاحوال.
ويمتاز حقن الغاز عن حقن زيت السيليكون انه لا يحتاج إلى عملية اخرى لازالته في وقت لاحق كما هو الحال مع زيت السيليكون. والجراح هو الذي يختار الأنسب منهما على حسب تقييمه لكل حالة على حدة.
وعن نسبة النجاح في عمليات اصلاح الانفصال الشبكي يؤكد د. وليد التركي بأن الشفاء أولاً وأخيراً من عند الله تعالى، وأنه وجد تقريبا أن من بين كل 10 اشخاص تجرى لهم عمليات انفصال شبكي، ثمانية منهم لا يحتاجون إلى أي عملية أخرى، واثنان منهم يصابون بارتجاع للانفصال الشبكي ويحتاجون إلى عملية ثانية.
وتعتمد قوة ابصار هؤلاء المرضى على حالة الشبكية بعد علاج الانفصال، والفترة الزمنية التي مرت ما بين الاصابة بالانفصال الشبكي والتدخل الجراحي.
وللوقاية من الانفصال الشبكي ينصح د. وليد التركي الاشخاص المصابين بقصر النظر الشديد بالفحص الدوري على الشبكية، وعدم ممارسة الرياضة العنيفة ذات الالتحامات القوية ككرة القدم او الملاكمة والاتجاه إلى رياضة أقل التحاما كالسباحة والجري. كما ينصح بفحص الشبكية فوراً عند التعرض لكدمة في العينين للتأكد من عدم حدوث أي ثقوب بها، والتي يمكن علاجها في العيادة بواسطة اشعة الليزر وذلك للحم هذه الثقوب إن وجدت قبل تطورها إلى انفصال شبكي. كما ينصح من يرى امامه نقاطا او خيوطا سوداء أو يلاحظ أضواء ساطعة كالبرق بأن يسارع إلى فحص شبكيته عند طبيب عيون متخصص لتشخيص الحالة مبكرا وتداركها في الوقت المناسب.
منقول للفائده