العزة من عَزَّ: بفتح العين المهملة، من القوة والرفعة والامتناع، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلّم قال لعائشة رضي الله عنها: هل تدرين لم كان قومك رفعوا باب الكعبة، قالت: لا. قال: تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا. والعزة التي لا ذل معها لله عز وجل (جميعاً) فمن طلب العزة من الله وصدقه في طلبها في افتقار وتذلل وسكون وخضوع وجدها عنده ،عز وجل، غير ممنوعة ولا محجوبة عنه. ومن طلبها من غير الله وكله الله إلى من طلبها عنده، فقال ،عز وجل: ” االَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا”.
فمن أراد العزة فعليه أن يطلبها ممن له العزة جميعاً، وقبل ذلك عليه معرفة صاحبها ومعطيها وواهبها وما هي شروط إعطائها، وقد جاءت الآيات تبين هذا : ” أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا. ولاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَالسَّمِيعُ الْعَلِيمُ، مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا”. فالمسلم يستمد العزة من قوة ربه ودينه والحق الذي يحمله، وكل صاحب دين يعبد إلهه ليستمد منه العزة كما قال الله: واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاب أي ليكونوا لهم أعوانا أو ليكونوا لهم شفعاء في الآخرة، وهؤلاء أخبر الله أن عزتهم زائفة يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضاً كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً،
وقال: ”إنما اتخذتم من دون الله أوثاناً مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار ومالكم من ناصرين”، وقال عن بعض الظالمين: ”احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وأَزْوَاجَهُمْ ومَا كَانُوا يَعْبُدُونَ* مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ* وقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ* مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ* بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُون”. مستسلمون مع أنهم كانوا بالأمس يعتزون بآلهتم سواءً أكانت أصناماً تعبد، أو آراء وأهواء تؤله سموها حريات وقوانين ونحو ذلك.
وأخبر عن شأن آخر أثيم فقال: ” ذق إنك أنت العزيز الكريما – أما المسلم فإنه يدين لله ومعه الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وكتابه القرآن الذي قال الله فيه: ”وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون” قال أهل التفسير ذكر لك: شرف لك، وأما نبيه محمد عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم وخير من تنشق عنه الأرض: ومـمـا زادني شرفاً وتيها
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
وأن صـيرت أحمد لي نبيا
دخولي تحت قولك يا عبادي
ولعل المسلم بدينه عن غيره ناسب أن يكون عزيزاً على الكافر خافضاً جناحه ومتواضعاً لمن كان مثله ولهذا قال الله تعالى: ” ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين أذلة للمؤمنين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم”.
قد يغيب على الكافر هذا المفهوم فينظر إلى بعض الأسباب المادية ولكن لا ينبغي لأهل الإيمان أن يغيب عنهم، مفهوم العزة الحقيقي بل عليهم أن يبينوا للناس معنى العزة الحقيقي وأين يجدونها، ولهذا لما تقرر مفهوم خاطئ عند قوم شعيب وهو أن العزة إنما تكون بما لدى الشخص أو قومه من قوة وأسباب دنيوية فقط، صحح لهم نبيهم -عليه السلام-هذا المفهوم وأرشدهم إلى مصدر العزة الحقيقي، قال الملأ كما أخبر الله عز وجل عنهم: ” قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ولَوْلاَ رهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ومَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ”، فهم يرون أنه في نفسه غير عزيز، ويرون أن الذي يعززه ويمنعه هم قومه، فقال لهم: ” يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ومَنْ هُوَ كَاذِبٌ وارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ”.
ولهذا لما قال كبير المنافقين:” لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”.
قال الله معقباً: ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون”، فالعزة لله وبالله سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
فمن أراد العزة فليلتمسها من ربها، قال تعالى: ” من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً”، وقد ذم الله من داهن أهل الكفر ومالأهم أو ولاهم من أجل تحصيل العزة،
فقال: ”الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً”.
قالوا عن الإسلام ونبيه (صلى الله عليه وسلم)
7 – جيبون أوكلي: ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مرالعصور. فما زال الإنطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان. لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول ”أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله” هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين.
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
قال الشيخ العلامة المقرئ كريم راجح: ”الشيخ عبد الحميد بن باديس هو الجزائر كلها فقد نفخ فيها من روحه ، وروحه القرآن والسنة وستبقى جزائر عبد الحميد إلى قيام الساعة وتابع كلامه لو كان في العالم 10من عبد الحميد ابن باديس والله لكنا في عصر الصحابة رضوان الله عليهم”.
لمن كان له قلب
من أحكام الطهارة في الشتاء:
1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى: ” وأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً” (الفرقان الآية:48).
2 – إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء.
3 – يكثر في فصل الشتاء الوَحَلُ والطين فتصاب الثياب به مما قد يُشكِل حكم ذلك على البعض. فالجواب: أنه لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين، لأن الأصل فيه الطهارة. وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا.
4 – يكثر في الشتاء لبس الناس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعبادة أن أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة، أي أربعاً وعشرين ساعة وللمسافر ثلاثة أيام بليالهن أي اثنتان وسبعون ساعة وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلا الخف فيضع يده على مقدمته ثم يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن. ومن لبس جورباً
أو خفاً ثم لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيهما شاء. وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثم أحدث ثم لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول. وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثم أحدث ومسحه ثم لبس عليه آخر فله مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول. وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثم خلعه فله المسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل.
مخالفات الطهارة في الشتاء:
أ – بعض الناس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدرالواجب حتى إن بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.
ب – بعض الناس لا يسفرون أكمامهم عند غسل اليدين فسراً كاملاً – أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً – وهذا يؤدي إلا أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء معه غير صحيح.
ج – بعض الناس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك.
للامانة منقول عن جريدة الجزائر نيوز
بارك الله فيك وجزاك خيرا اخي على الموضوع الرائع والمفيد
اللهم لاتغرنا بالدنيا