إن مما يجدر بالمسلم – سدده الله – وينبغي له في هذه الأيام الفاضلة أيام العشر أن يحرص غاية الحرص على نفسه، وعلى أهل بيته، وعلى من حوله من أباء وأمهات، وأبناء وبنات، وإخوان وأخوات:
أن يكونوا من المكثرين فيها من الأعمال الصالحة، والمسارعين.
فيذكرهم بفضلها، ويرغبهم بالاجتهاد فيها، ويكون قدوة لهم في الجد والاجتهاد.
ولنحذر أشد الحذر من أن يثبطنا الشيطان، فنكون من المتكاسلين، الذين لا يغتنمون الفرص، ولا يهتمون بالأيام الفاضلة، والمواسم المعظمة، فإن أيام العشر أيام قليلة، لكنها عظيمة الأجور، سريعة الرحيل، من حُرم خيرها وبركتها وما فيها من أجر ومضاعفة حسنات فقد حرم خيراً كثيراً.
وقد أخرج الدارمي (1815) عن القاسم بن أبي أيوب – رحمه الله – أنه قال: (( وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ )).
وإسناده حسن.
وأعظم من ذلك وأبين للمؤمن وأشرح لصدره وأشحذ لهمته قول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت: (( مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )).
فما ذا نريد بعد هذا الفضل، وهذا الترغيب، وهذا الأجر الكبير؟
فاحرصوا – سددكم الله – على الإكثار فيها من العبادات، وزيدوا فيها من الطاعات، واعمروا ليلها ونهارها بالقربات، وزيدوا إيمانكم فيها ولا تنقصوه، وسارعوا فيها إلى الخيرات، حتى تنالوا الخير والسعادة والراحة في حياتكم الدنيا، وفي قبوركم، ويوم تعرضون على الله ربكم في الدار الآخرة.
ألا وإن من جملة العبادات الفاضلة التي يجدر بنا العناية بها في هذه الأيام الفاضلة، والاستزادة منها، والمسارعة إليها:
تلاوة القرآن العظيم.
فأكثروا من قراءته، وشجعوا أهليكم على تلاوته، ومن قوي على ختمه كاملاً مرة فأكثر، فقد أسدى إلى نفسه خيراً كثيراً، وحصَّل أجراً عظيماً، فقد صح عن ابن مسعود- رضي الله عنه – أنه قال: (( تعلَّموا القرآن؛ فإنه يُكتب بكلِّ حرفٍ منه عشر حسنات، ويُكَفَّر به عشر سيئات، أما إنِّي لا أقول: الم حرف، ولكن أقول: ألِفٌ عشر، ولامٌ عشر، وميمٌ عشر)).
فكيف إذا كانت القراءة في أيام تضاعف فيها الأجور، وتكون الأعمال فيها أحب إلى الله.
وأكثروا فيها من الصدقات على الفقراء، والصدقات في سائر طرق البر والإحسان.
وحافظوا فيها على صلوات الفريضة في أوقاتها، ومع الجماعة لمن كان من الرجال البالغين، وتمموا بالمحافظة على النوافل كالسنن الرواتب القبلية والبعدية، وصلاة الضحى، وسنة الوضوء، وقيام الليل، والوتر.
وأكثروا فيها من ذكر الله تعالى واستغفاره ودعائه وتسبيحه وتحميده وتهليله في سائر الأوقات والأماكن، في بيوتكم، وفي مراكبكم، وفي أعمالكم، وفي طرقاتكم.
وتوبوا إلى الله تعالى فيها توبة نصوحاً، وأقلعوا عن جميع الذنوب والخطايا، فإن الله يقبل توبة المسيئين، ويحب التوابين، ورحمته وسعت كل شيء.
منقول
بارك الله فيك
بارك الله فيك
و فيكم بارك الله ، أعانني الله و إياكم على طاعته و اتباع نبيه
https://saaid.net/mktarat/hajj/flash/3.swf
بارك الله فيك