تخطى إلى المحتوى

الإسلام هو الحق – العلماء يشهدون 2024.


بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.. يقول الله سبحانه: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ﴾ [النمل: 93] سيريكم الآية بعد الآية فتشاهدونها وتعرفونها في كتاب الله، فتكون الدلالة والحجة البينة نورا لمن اتبعها وحجة على من جحدها.. ولكل نبأ في كتاب الله تحقيق بميقات أقته الله له كما قال الله سبحانه: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 67].


وهذه الدلائل يريها الله للناس في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن هذا القرآن العظيم هو رسالة خالقهم إليهم، كما وعد سبحانه في كتابه المجيد: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: 53] ولقد أنزل الله سبحانه هذا الوعد المجيد قبل أن يفكر الإنسان في غزو الآفاق أو التعرف على أسرار نفسه، حتى إذا رأى الإنسان آيات الله في الكون، ثم عرفها في كتاب الله، يعلم أن الذي أنزل القرآن المجيد هو الله الخالق لهذا الوجود، وأن سعادتنا في الدنيا والآخرة: بحسن اتباعنا لتعليمات الخالق سبحانه وقد فطرنا عليها.

وفي هذا الموضوع:


بعض ما رآه الناس حديثًا وعلموه يقينًا. وآيات من القرآن تحكي ما علموه تفصيلاً. فيعلمون إذاً أن القرآن هو الحق المبين، وما يطلبه هذا من وقفة يقفها المسلم لخالقه سبحانه.


هدية إلى علماء الإسلام:


في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر».


ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، فقد أعطاه الله ما يؤمن على مثله البشر إلى قيام الساعة، وما في هذا الكتاب شيء من ذلك؛ فإذا كان الناس يصدقون العلم، فإن العلم الذي يصدقونه هو الذي يقودهم إلى الله سبحانه، بل ومن كل طريق، وفي أي مجال الأدلة القاطعة التي تقود إلى الله؛ من العلوم الحديثة باختلاف مجالاتها.. من كتب الأولين، وفي التوراة والإنجيل الدليل إلى الإسلام.


لذلك فإن علماء الإسلام يكونون مسرورين عندما يبينون للناس أن الذي يرونه ويصلون إليه من حقائق هو – تمام بتمام- كلام ربهم سبحانه وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مسرورًا إذ رأى الناس ما أوحى إليه ربه سبحانه، كما في صحيح مسلم عن تميم الداري (من رؤية الجساسة والدجال): «.. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟.. لأن تميمًا الداري الذي كان رجلاً نصرانيًا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي أحدثكم عن المسيح الدجال..» الحديث.


وإن رؤيتنا لكلمات الله وكلمات الرسول صلى الله عليه وسلم هذا أمر حتمي كما أخبر الله سبحانه ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ([1]) .



ذلك لنعلم أن وعد الله حق، وأن ما توعدون لآت.


والحمد لله الذي أوحي لرسوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل به الكفر» سلسلة الأحاديث الصحيحة.


هذا وليت المخلصين يسمعون ما في صحيح البخاري: «اذهب إلى أرض كذا، وكذا، فإن فيها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم».


فلا بد لمن عرف الحق، وأراد التوبة أن يجدكم لتعينوه على طاعة الله.. وما أحسنت فيه فمن فضل الله.. وما وقع من تقصير فإن الله قادر على أن يكمله بكم.


ظواهر في السماء

قال الله سبحانه: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].


لماذا ﴿ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ ماذا في السماء؟.


الحمد لله الذي كشف عن آياته، فرأى الإنسان بعلم اليقين، انخفاض ضغط الهواء ونسبته كلما صعد في السماء فيضيق تنفسه، وتضغط عضله الحجاب الحاجز (الموجودة بين الصدر والبطن) على الرئتين فتنقبضان ويضيق صدر الإنسان حرجًا من أجل ذلك كان من الضروري عمل ملابس خاصة بالفضاء. فمن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا؟؟


إنه الله سبحانه الذي أنزل القرآن بعلمه ويسوق عباده لوعده المجيد ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ وعندما ترجمت هذه الآية: ﴿ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ إلى يوشيدي كوزان ([2]) اندهش بشدة.. وأخذ يستمع إلى آيات وآيات تشير إلى ما يعرف جيدًا من العلوم الحديثة ثم قال: «إن المتحدث بالقرآن يعلم كل شيء وبكل دقة وتفصيل».


وصدق الله العظيم: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

تطورات الجنين في بطن أمه

قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ [الحج: 5] وهكذا أراد الله للإنسان تصير هذه التطورات فكانت المفاجأة العجيبة لعلماء التشريح والأجنة وعلى رأسهم كيث. إل. مور ([3]) الكندي (هو من أشهر علماء الأجنة) فلم يكن يصدق أن هذه الكلمات من آيات القرآن الكريم، وعندما تأكد له أن هذه هي آيات القرآن، ذهب يبحث عن إمكانية أن يكون هذا مصادفة.. فلما رأي خمسة وعشرين نصًا من القرآن والحديث الشريف عن تفاصيل تطورات الجنين في بطن أمه، لم يتردد في أن يكون عالمًا شجاعًا معلنًا عن رأيه بوضوح حيث قال:


«إن هذه الأدلة حتمًا جاءت لمحمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، وإن هذا يثبت لي أن محمدًا رسول الله». وهكذا يمكن لكل إنسان أن يرى بعينيه آيات ربه سبحانه؛ يرى النطفة([4]) ثم يرى الجنين وهو متعلق بسقف الرحم ([5]) ، ثم يرى بعد ذلك كما يصف كيث. إل. مور كأنك أمسكت بقطعة من الطين الصلصال ووضعتها تحت أضراسك، حيث يشبه الجنين شيئًا ممضوغًا.


وصدق الله العظيم.
﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ سبحانك يا ربنا.. ولك الحمد.


بل إن الله تعالى قد يسر للإنسان ليرى منشأه من تراب (بتحليل جسم الإنسان وجد أنه يتكون من عدد من العناصر كلها ضمن مكونات القشرة الأرضية.. (تراب).. (من تراب) فيعلم الإنسان عظيم قدرة الله سبحانه الذي خلق كل البشر من قطعة تراب ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ﴾ [الروم: 20] وهنيئًا لمن تدبر وعد الله المجيد ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [النمل: 93] أي سيريكم دلائل وحدانيته([6]) .. لتعلموا أن الأمر كله لله، فهو سبحانه الذي وعد، وهو سبحانه الذي يسوق عباده لوعده، يريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القرآن هو الحق المبين.. فنعلم يقينًا أن القوة لله جميعًا وأن الأمر كله لله، فلا نجعل أي شيء ندًّا مساويًا في صدورنا لله ربنا سبحانه خالقنا وخالق كل شيء، سواء بفتنة رغبة أو بفتنة رهبة.

تشريح الجنين في مرحلة المضغة

قال الله سبحانه في وصف المضغة: ﴿ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ﴾ [الحج: 5] وعن هذا الإعجاز المجيد وقف: "مارشال جونسون"([7]) وهو يشرح ما بداخل المضغة بعد إجرائه تشريحًا لها، ويقول: «إن الجزء رقم (1)» قد تخلقت فيه بعض أجهزة الجسم، أما الجزء (2) فلم يتخلق فيه شيء.. ومن هنا فإذا وصفنا هذه المضغة أنها مخلقة فقط، أو غير مخلقة فقط، فهذا وصف غير علمي.


إذاً، لا يمكن أن أصفها وصفًا علميًا إلا بما وصفه الله في القرآن ﴿ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ ولذلك لم يبق إلا أن نقول: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله.


ويا لها من كلمات مضيئة:


﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21]. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ([8]) .

الجنين بعد ثنتين وأربعين ليلة

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال: أي رب أذكر أم أنثى فيقضي ربك ما شاء»([9]) .


سبحان الله.. وسبحان الله. بالعدد وبالأرقام يرى الإنسان اليوم أن ما ينطق به محمد صلى الله عليه وسلم هو الوحي من عند الله سبحانه، فلا يظهر الشكل الآدمي في الجنين إلا مع بداية الأسبوع السابع.. وهنا نعرف من سر المعجزة في قوله صلى الله عليه وسلم: «فصورها». ولقد اهتم "جولي سيميسون" ([10]) وكذلك تي في .إن بارسان([11]) .. اهتما بهذا الحديث، وبحديث آخر: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا»([12]) وبقوله سبحانه: ﴿ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾ [عبس: 19] أي إن الإنسان مقدر بكل صفاته في هذه النطفة (فمثلا لون الشعر ولون الجلد.. إلخ محدد في الجينات التي تحملها الكروموسومات).


وبعد دراستها المتأنية، وقف الأول في أحد المؤتمرات قائلاً:
إن بإمكان الدين أن يقود العلم قيادة ناجحة.. وإن هذا مما يدل على أن القرآن كلام الله.


أما الثاني فكان من تعليقه ما يلي:


«إن محمدًا صلى الله عليه وسلم الآمي، والذي يصرح بتصريحات علمية مدهشة، لا يمكن أن يأتي بهذا مصادفة، ولكن لا بد أن يكون هذا إلهامًا ووحيًا قاده إلى هذه البيانات».


وهنا: أحب أن أنبه إلى ملاحظة مهمة:


هل قول الله تعالى: ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ﴾ أنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله؟؟


بالطبع لا.. بدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم.


«إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. فيقول أي رب أذكر أم أنثى..» الحديث.


أي أن الملائكة الموكلون يعرفون ما في الأرحام، ومن شاء الله من خلقه ([13]) .إذا ما هو الشي الذي يختص بالأرحام ولا يعلمه إلا الله؟


إنه ما تغيض الأرحام وليس (ما في الأرحام) كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.. «مفاتيح الغيب خمسة..» إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله» أي ما تسقطه ([14]) .




وتتجلى هذه المعجزة لكل أطباء العالم الذين يعرفون أن الرجل حين يأتي امرأته فإن حجم الرحم ينقص ليعود كما كان وقد اكتسب ما شاء الله له من نطف الذكورة أو الأنوثة، وهنا لا يمكن لأحد أن يعرف أي النطف تستقر في الرحم، وأي النطف يسقطها.. وقد جعل الله ذلك من الحركات اللاإرادية.


فسبحان الله الذي يقر في الأرحام ما يشاء..


وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت بإذن الله، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله» فقد يفتح الله سبحانه على الإنسان معرفة ما يؤثر به ماء المرأة على النطفة وما يؤثر به ماء الرجل، ولكن ليس للإنسان أن يحدد على سبيل القطع ما يمسكه الرحم أو ما يسقطه من النطف، فكثيرًا ما تغوص النطفة في الرحم ثم لا يرى لها وجود أو أثر.

([1]) يقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ لكل نبأ حقيقة أي لكل خبر وقوع ولو بعد حين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾.. تفسير ابن كثير.

([2]) يوشيدي كوزان: مدير مرصد طوكيو باليابان.

([3]) كيث. إل. مور: رئيس قسم التشريح بجامعة تورنتو بكندا ورئيس الاتحاد الكندي الأمريكي لعلماء التشريح والأجنة، وكتابه (Developing Human) والذي رجم لثمان لغات قد حاز على الجائزة الأولى في العالم عن أحسن كتاب ألفه مؤلف واحد والحمد لله طبع من هذا الكتاب طبعات عديدة بالإضافة الإسلامية بعنوان (with islamic addeyions Developing Human ) وينتشر الآن بين يدي العلماء.

([4]) وفي النطفة تتحدد كل صفات الجنين من لون الشعر، ولون الجلد.. إلخ في ما يسمى بالكروموسومات وفي ذلك يرى الإنسان قول ربه سبحانه: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ﴾.

([5]) وكذلك العلقة تعني أيضًا لغة: الدم المتجمد، فنجد الدم في العلقة محبوسًا في العروق. فسبحان الله ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾.

([6]) تفسير القرطبي.

([7]) مارشال جونسون: رئيس قسم التشريع ومدير معهد دانيال.

([8]) في الحديث الشريف: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم متفق عليه.

([9]) رواه الإمام مسلم. والجنين يتشكل في الرحم مع نهاية الأسبوع السادس وبداية السابع، وأحيانًا يحدث ذلك حول هذا الموعد (وقد أشير إلى ذلك في بعض روايات الحديث كما في فتح الباري شرح صحيح البخاري.

([10]) أستاذ أمراض النساء والولادة بجامعة نورث بوسطن بشيكاغو.

([11]) رئيس قسم التشريع بمنيتوبا بكندا وهو مؤلف مشهور في علم أمراض النساء.

([12]) رواه الإمام مسلم.

([13]) تفسير ابن كثير.

([14]) وهو قول ابن عباس.

الشعور بالإحراق إنما يكون بالجلد

قال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 56]. وبعد أكثر من أربعة عشر قرنًا من نزول هذه الآية، يرى علماء التشريح أن الجلد إذا حرق بالنار (وكان الحرق عميقًا) فإن النهايات الحساسة المسئولة عن توصيل الشعور بالإحراق تدمر، فيفقد الإنسان شعوره بالإحراق.

وقبل أن يدعي: ملحد أن شعوره بألم النار من عذاب الله يزول بعد لحظات، فإنهم يفاجأون بهذه الآية تصفع وجوههم: ﴿ كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾..

وهنا كانت الدهشة لعلماء التشريح.. منهم البروفيسور تاجاثات([1]) والذي قام بدراسة معجزات القرآن الكريم لمدة سنتين، ثم وقف في أحد مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن والسنة مبينًا أن دقائق عجيبة مما وصل إليها العلم الحديث موجودة في كتاب الله سبحانه.. واختتم كلمته قائلا: «إن هذا يثبت لي يقينًا أن آيات القرآن جاءت لمحمد صلى الله عليه وسلم من الخالق العليم بكل شيء وأرى أنه قد آن الوقت لأن أعلن أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وقد أصبحت مسلمًا من الآن».

يقول د/ سالم المحمود (أستاذ التشريح) إن النهايات الحساسة في الجلد إذا دمرت (بالحريق مثلا) فإن الإنسان يفقد إحساسه بالنار، وذلك لأن مركز الألم في المخ لا ينبه لهذا الألم إلا بوجود النهايات الحساسة بالجلد.

أما تذوق الألم فيكون بمركزه في المخ داخل الدماغ (وقد جاء بالحديث إن أهون أهل النار عذابًا رجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه» عافانا الله.

وبعد..

فمن يخشى الله؟؟ قبل أن يفوت الأوان ويأتي يوم يُقال فيه للمجرمين: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 42-48].

وتأمل ماذا قالوا: ﴿ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ وليتهم كانوا من المصلين فينالوا الجزاء الطيب العظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خمس صلوات افترضهن الله عز وجل، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له» صحيح رواه أبو داود.

بل إن مجرد الوضوء للصلاة:

«إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيًا من الذنوب» رواه مسلم.

البحر العميق!! وما البحر العميق؟

لقد اكتشف علماء البحار أمواجا داخلية في أعماق المحيطات. ووجدوا أنها أمواجًا لبحر تحت البحر الذي نراه فسمي بالبحر العميق وهو يختلف في ملوحته. وكثافته، بل والكائنات البحرية التي تعيش فيه، والتي خلقها الله بغير أعين لأنها تعيش في ظلام تام، فخلق لها وسائل أخرى لتتعرف بها على غذائها، وتعرف بها أين المهرب حين الخطر ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ والبحر العميق هذا له موج (يغشاه) ومن فوق هذا الموج موج آخر (وهو موج البحر السطحي) .. ثم من فوق الموج العلوي السحاب.

وظلمة البحر العميق تامة تامة، ومن فوقها طبقات من الظلام، ناتجة عن امتصاص ألوان الضوء (ألوان الطيف) لونًا تلو الآخر([2]) . فإذا تبين لهم عندما يتعرفون كلمات الله التي رأوها؟ عندما ترجمت هذه الآية للبروفيسور هيل ([3]) ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾ لم يجد تعليقًا سوى أن يقول: «لا بد وأن يكون القرآن الكريم من الله».

برازخ البحار المالحة

قال الله سبحانه: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 19-22]. ولأن المرجان لا يخرج إلا من البحار المالحة.. علمنا أن الحديث هنا عن كل بحرين مالحين يلتقيان يكون بينهما برزخ، وأن البحرين لا يبغي أحدهما على الآخر.. والبرازخ بين البحار المالحة لا ترى بالعين المجردة، وإنما التقطتها الأقمار الصناعية.. بالاستشعار الحراري.. وإنك إذا نظرت إلى البحار المالحة بالعين المجردة فسوف تراها بحرًا واحدًا، وفي الحقيقة هي عدة بحار تختلف في حرارتها وكثافتها ونسبة ملوحتها.. إلخ.

والبرزخ: لا يسمح لمياه أحد البحرين أن تنتقل للآخر حتى تتخلى عن صفاتها وتكتسب صفات البحر الذي تنتقل إليه.. وهذه البرازخ تذهب وتجيء وتضطرب مع حركة المياه.. وكل ما سبق يدخل في المعنى اللغوي لكلمة مرج.. فتأمل!! وعندما ترجمت هذه الآية للبروفسير هيل: قال: «إنه من المثير جدًا أن أجد مثل هذا النوع من المعلومات موجودًا في آيات القرآن الكريم، لهذا اعتقد أنه لا بد وأن يكون القرآن الكريم من الله».

تغيرات المناخ في العالم تحول صحارى إفريقيا إلى مزارع خضراء

بعد عشرات التحذيرات التي ترددت طوال سنوات الثمانينات عن أن الكوارث ستحل بالكرة الأرضية بسبب الارتفاع المستمر في درجة حرارة الغلاف الجوي نشرت مع الساعات الأولى للتسعينات أنباء تبعث على التفاؤل فيما يتعلق بالقارة الإفريقية على وجه التحديد، فظاهرة البيت الزجاجي، أو الصوبة الزراعية التي يعتقد أنها ستصيب مناخ العالم بأضرار بالغة مثل إغراق البحار للعديد من المدن والجزر وتزايد مساحة الصحارى وتناقص الغابات سيكون تأثيرها فيما يبدو على القارة الإفريقية حميدًا.

فقد أعلن ميكائيل بوديكو رئيس قسم علوم الطقس بمعهد الظواهر الجوية السوفيتي بلنجراد في حديث لمجلة دير شبيحل الألمانية.

إن دراسات الخبراء لا تشير إلى احتمال وقوع كوارث ويستبعدون أن ترتفع مياه البحار بصورة تؤدي إلى إغراق مناطق ساحلية كبيرة لأن الارتفاع من الآن وحتى نصف القرن القادم لن يزيد عن نصف متر حيث أن درجات الحرارة لن ترتفع بنفس القدر الذي حذر منه البعض، وهو ما يعمل إلى أربع درجات خلال السنوات القادمة.

وقال الخبير السوفيتي في حديث صحفي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط أن القارة الإفريقية ستكون أكثر المناطق استفادة من التغيرات المناخية في المستقبل وأن صحراءها ستتحول إلى مناطق لغابات السفانا الخضراء، وأن زيادة معدلات الحرارة تعود على الأفارقة بالفائدة كما كان الحال قبل ستة آلاف عام حين كان الطقس أكثر دفئًا وكانت النباتات تنمو في الصحراء وتعيش بها والقردة وغيرها من الحيوانات مع البشر.

وأضاف العالم السوفيتي العضو باللجنة السوفيتية الأمريكية المشاركة لدراسة تغييرات المناخ أن الولايات المتحدة ستكون من بين المتضررين من ارتفاع الحرارة في بداية القرن القادم ولكن بصورة عابرة، وأضاف الخبير السوفيتي أن عنصر الرطوبة سيكون أهم شيء في المستقبل فإذا ازدادت فهذا لصالح الزراعة، وقال أن الدراسات تشير إلى أن الأمطار سيزداد سقوطها في جميع أنحاء العالم عند موقعين بوسط الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفيتي ووسط الولايات المتحدة لمدة 15 عامًا ثم تزداد الأمطار بعد ذلك في كل الأنحاء.

وقال بوديكو: إن المناطق الأكثر تعرضًا لارتفاع درجات الحرارة في المناطق الداخلية الأكثر برودة وأن الزيادة ستكون في الشتاء بصفة خاصة وليس هذا ضارًا وأضاف أن زيادة نسبة الرطوبة سيزيد الرقعة الزراعية وإنتاج المحاصيل وهو أمر إيجابي إذ أخذنا في الاعتبار الزيادة المستمرة في سكان العالم، ووصف الفترة التي تمر بها حاليًا بأنها فترة انتقالية والأحوال الجوية فيها غير مستقرة.

غير أن العالم السوفيتي لم يستبعد حدوث كارثة بيئية بسبب تأكل طبقة الأوزون الذي كان مفاجئًا للعلماء وليس لديهم تصور لتطوره جريدة الأخبار 1/1/1990.

صحاري العرب ترجع خضراء

بشرى النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث بها علماء الجيولوجيا:

في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا» أي بساتين وأنهارًا. يظهر من الحديث أن صحاري العرب كانت من قبل أرضًا خضراء، وأنها ستعود كذلك.

ماذا رأى علماء الجيولوجيا؟؟ وجه هذا السؤال للبروفيسور كرونر ([4]) . هل كانت أرض العرب خضراء؟.. قال: نعم، في العصر الجليدي السابق منذ آلاف السنين.

هل ستعود أرض العرب خضراء؟ قال: بالتأكيد.. إنها حقيقة علمية.

كيف هذا؟

قال: لعلك تلاحظ هذه العواصف الثلجية التي تقصف المدن الشمالية من العالم في كل شتاء، والتي تزيد باستمرار من معدل قصفها سنة عن الأخرى، وساق أدلة علماء الجيولوجيا التي تؤكد هذه الحقيقة العلمية.. ([5]) .

فماذا بعد اطلاعه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال.. وبعد مناقشة عنيدة:

إن الوسائل العلمية الحديثة الآن يمكنها في وضوح إثبات ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم واعتقد أن ما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون إلا بوحي من الله ([6]) وهنا يعلم كل إنسان؛ ما كان لسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي أن يتحدث من نفسه، ولكن بما يوحي إليه ربه سبحانه ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3] فنعلم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله تعالى كما قال سبحانه. ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80] وفي الحديث: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى» قيل ومن يأبى يا رسول الله قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» رواه البخاري…..

لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.. ولهذا فإن الشيخ إبراهيم الخليل (الذي كان قسيسًا وأسلم) يقولك من غير محمد صلى الله عليه وسلم جاء بعد المسيح عليه السلام وأخبر البشرية بكل ما هو كائن إلى يوم القيامة؟ وفي البخاري: «حدثنا رسول الله بما كان و ما يكون فأعلمنا وأحفظنا»([7]) .

ود . عبد الأحد داود الذي اهتدى للإسلام بترجمته فقرات من الإنجيل من السريانية حيث ترجم هذه الجملة: «الحمد لله في الأعالي أوشك أن يجيء الإسلام ويقدمه إلى الناس أحمد» حيث (الإسلام) و(أحمد) في السريانية هما (إيريني وإيادوكيا) ولكنهم ترجموها إلى السلام، والمسرة في الوقت الذي تجد كلمة السلام في السريانية شلم، وفي العبرانية شالوم وكلمة إياد وكيا: أفضل فعل من الحمد (أحمد).

ومن نصوص التوراة: تجلى الله من طور سيناء وأشرف من ساعير واستعلى من جبال فاران ([8]) وهي جبال مكة وهذا خبر في التوراة عن وحي الله تعالى لموسى عليه السلام في سيناء وعيسى عليه السلام في فلسطين، ومحمد صلى الله عليه وسلم في مكة.

أخفض منطقة على سطح الأرض

قال الله سبحانه: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ [الروم: 2] ([9]) . سئل بارما ([10]) : ما أخفض مكان على سطح الأرض؟ فأتى بمجسم للأرض حيث السهم على مكان بجوار البحر الميت ([11]) ، مكتوب عليه أخفض منطقة على سطح الأرض (وهو مكان الدولة الرومانية القديمة الذي هزمت فيه من الفرس). فماذا بعد استماعه ترجمة هذه الآية: ﴿ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ﴾.. اندهش .. وتساءل.. وناقش.. وحاور.. واستمع إلى آيات وآيات تشير إلى ما يعلم جيدًا من العلوم الحديثة ثم قال: «نعم إن ذلك يقود إلى أن الله قد أرسل هذا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم».

وسبحان الله رب العالمين.

وبعد.. فهلا آن أن نقرأ كتاب الله ونتدبره كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» رواه مسلم.

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها» الترمذي وقال: حسن صحيح.

و «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» الترمذي وقال: حسن صحيح ولقد استحب النبي صلى الله عليه وسلم سماع القرآن.

«إني أحب أن أسمعه من غيري» متفق عليه.

﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.

أيها الناس

يقول الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر: 5] فكما ترون بأعينكم آيات الله وموعوداته حقًا . كذلك ترون غدًا بأعينكم الجنة وأهل التقى والإيمان يتنعمون وترون النار وأهل الفجور والكفران يتعذبون .. ويا لها من حسرة على المكذبين..

﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ * وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 31، 32] أفلا تعقلون: والله: إن الذي يجحد نعم الله عليه، بدءًا من نعمة الحياة، ومقوماتها، من مأكولات بأنواعها، ومشروبات بأنواعها، وأنفاس يستمر بها حيًا، وأعضاء يتحرك بها، وكل متعة ينعم فيها.. إلخ. والله لا يجحد ذلك عاقل.. ولذلك يخبرنا الله سبحانه عن أولئك:

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾.. ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ .

﴿ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ﴾ [الفرقان: 15، 16] .

فالجنة الجنة: لمن كان دينه مخلصًا لله رب العالمين ولم يتول عن دين الله بعرض من الدنيا.

﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 11] وهنيئًا لمن استقام إلى الله.. ففي الحديث أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل فيه أحدًا غيرك فقال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم» صحيح مسلم.

والاستقامة تكون كما أمر الله سبحانه، لا كما يتصور أو يتخيل أي إنسان كما قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود: 112] نعم كما أمرت.

وهكذا نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضوان الله والذين اتبعوهم بإحسان كما قال تعالى.

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100] وهنيئًا لمن تعلم كيف يكون من الذين اتبعوهم بإحسان «ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» الحديث رواه مسلم.. والعلم لا يعني في الإسلام المعرفة فقط ولكن يعني المعرفة والعمل معًا ويكون ذلك بملازمة جماعة المسجد.

﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36، 37].

ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾ [التوبة: 18] وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة» متفق عليه.

ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث: «عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» أبو داود بإسناد حسن.

أحيطكم علمًا:

إن ما يعيشه العالم اليوم من انفجار معرفي هو تحقيق لوعد الله المجيد: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾.

﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ﴾ ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.

وعلى الأمة


الأخذ بكل معنى من معاني القوة، تنفيذًا لأمر الله سبحانه ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ فقط تكليف الله سبحانه للأمة هو ما تستطيعه أما الذي لا تسطيعه فالله يتكفل به.. وكذلك على الفرد «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير» رواه مسلم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾.

وختامًا

فمن أراد رضا الله، فإنه يسلك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتزود بما أمر الله، أما الطريق: فهو الذي أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم هو ومن اتبعه كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هذه سبيله صلى الله عليه وسلم: أي طريقه ومسلكه وسنته وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويدعو إلى الله على بصيرة من ذلك ويقين، وبرهان هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وبرهان عقلي وشرعي اهـ.

أما الزاد الذي أمر بالتزود به فهو التقوى، كما قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .


([1]) تاجاثات تاجاسن: عميد كلية الطب بجامعة تشان ماي بتيلاند وهو من أكابر علماء التشريح.

([2]) عند سقوط أشعة الشمس على السحاب يمتص جزء منها وعند سقوطها على موج البحر السطحي ينعكس جزء منها ثم تمتص ألوان الضوء خلال طبقات المياه فتتكون ظلمة فوق ظلمة، وما تبقى ينعكس على موج البحر العميق، فيكون الظلام التام.

([3]) هيل: من أكابر علماء البحار بأمريكا.

([4]) الفريد كرونر: ألماني، وهو من أكابر علماء الجيولوجيا ومشهور بنقضه لنظريات مشاهير العلماء.

([5]) راجع خبر الجريدة (32).

([6]) إن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأمور آتية ذلك من صفاته في التوراة والإنجيل.. ولديهم من قول عيسى عليه السلام إن لي أمورًا كثيرًة أيضًا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق .

([7]) راجع كتاب الفتن والملاحم عن علامات القيامة لابن كثير.

([8]) وتنص التوراة أن إسماعيل عليه السلام سكن برية فاران، وقد شرفه الله مع أبيه إبراهيم عليه السلام برفع قواعد الكعبة المشرفة.

([9]) أدنى: أقرب وأخفض (قولك السماء الدنيا: أي أخفض سماء وأقربها إلينا).

([10]) بارما: المشرف علي الاحتفال المئوي لعلماء الجيولوجيا بأمريكا.

([11]) ينخفض مستوى مياه البحر الميت عن جميع بحار الأرض (380) مترًا.

الحمد لله على نعمة الإسلام

الحمد لله !!!!!

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.