وزارة التعليم العالي صرفت الرواتب واكتشفت بعد سنتين أنها لا تخصّهم
أساتذة تقاضوا 12 مليون سنتيم خطأ
كشفت مصادر مسؤولة عن تعليمة وجهتها المصالح المالية بوزارة التعليم العالي إلى مدراء المؤسسات الجامعية، طالبتهم فيها بـ”تدارك” خطأ في رواتب الأساتذة المحاضرين من الصنف ”ب”، حيث اتضح بعد سنتين من دخولها حيز التنفيذ أنهم يتقاضون أجورا تخص الأساتذة المحاضرين من الصنف ”أ”، أي حاملي دكتوراه النظام القديم.
تعيش مختلف المؤسسات الجامعية على المستوى الوطني حالة غليان كبيرة بسبب مراسلة وجهتها المصالح المالية على مستوى وزارة التعليم العالي إلى المدراء. وحسب مصادر متطابقة من الوصاية، فإن الأمر يتعلق بـ”خطأ ” كبير تكون قد وقعت فيه ذات المصالح، وتم ”التفطّن” له بعد سنتين.
وجاء في نص التعليمة أن الأساتذة المحاضرين من الصنف ”ب” الذي استحدثه القانون الجديد الخاص بالأساتذة الجامعيين، يستفيدون من منحة تأطير تعادل قيمتها 9 آلاف دينار، وهي منحة لا تخصهم، حسب نص المراسلة التي جاء فيها ”علمنا أن هذه الفئة لا تتقاضى منحة تأطير تقدر بـ4500 دينار..”، بمعنى أن هذه الفئة كانت طيلة الـ24 شهرا الماضية تستفيد من منحة تخص الأساتذة المحاضرين من الصنف ”أ”.
وعلى هذا الأساس، تكون المصالح المالية قد وضعت الصنّفين ”أ” و”ب”، في نفس السلم، بمعنى أن وزارة التعليم العالي وضعت الأساتذة الحاملين لشهادة الدكتوراه القديمة في نفس المرتبة مع الأساتذة الذين يحملون الدرجة الجديدة ”ب” المستحدثة مع القانون الجديد. علما أن هؤلاء يحملون أيضا شهادة دكتوراه، غير أنهم ملزمون باجتياز امتحان وإصدار منشورة جديدة يتم مناقشتها لمعادلة الدكتوراه القديمة.
وبمجرد صدور القانون الجديد للأساتذة الجامعيين، واستحداث هذا الصنف، تقرر أن تكون هذه المنح هي نفسها التي يستفيد منها الأساتذة المحاضرون من الصنف ”أ” الحاملون لشهادة الدكتوراه، على اعتبار أن التعويضات الجديدة الخاصة بالقطاع لم تصدر لحد الآن.
وبعد دخول شبكة الأجور الجديدة حيز التنفيذ بأثر رجعي ابتداء من جانفي ,2017 وبشكل ”منطقي” أيضا، وعلى غرار جميع الأصناف، استفاد هؤلاء الأساتذة من النظام التعويضي القديم المطبق على الأساتذة المحاضرين من الصنف ”أ”، أي حاملي دكتوراه النظام القديم.
ويستفيد الأستاذ من الدرجة ”ب” منذ جانفي 2024 من زيادة في الراتب تعادل حوالي 9 آلاف دينار شهريا وفقا للإجراءات التي أقرتها المصالح المالية لوزارة التعليم العالي، علما أن عدد الأساتذة المنتمين لهذه الفئة يقدر بالمئات.
غير أن هؤلاء ”تفاجأوا” بتعليمة تجرّدهم من هذه الزيادة وتضعهم في درجة أقل هي درجة الأساتذة المساعدين، أي أنهم سيستفيدون مستقبلا من منحة التأطير المطبّقة على هذه الفئة و التي تعادل قيمتها حوالي 4500 دينار، ما يعني أن الزيادات ستتراجع بشكل كبير” ليس هذا فقط، فتعليمة المصالح المالية وإن لم تشر صراحة إلى إلزام الأساتذة المعنيين بتعويض الفرق بين الرواتب التي كانوا يتقاضونها طيلة الـ24 شهرا الماضية، والرواتب التي أقرتها المصالح المالية، إلا أن جميع المؤشرات توحي، حسب مصادرنا، إلى قرار في هذا الاتجاه سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمة.
”الكناس” يحذر من تطبيق مضمون التعليمة..
من جهته، أكد المجلس الوطني للأساتذة الجامعيين بأنه لم يتلق لحد الآن معلومات بوجود هذه التعليمة، لكنه حذر بالمقابل من لجوء الوزارة إلى مثل هذه القرارات، خاصة إذا تعلق الأمر بخطأ ارتكبته المصالح المالية لوزارة التعليم العالي، لأنه في هذه الحالة، ستكون ملزمة بتحمّل مسؤولية هذا ”الخطأ الفادح وحدها.
المصدر: جريدة الخبر ليوم 27/04/2016
الصبر الصبر في هذي لبلاد