اسباب التدني في المذاكرة والتحصيل الدراسي
ثمة مشكلاتٌ ثلاث تعُوق المذاكرة الصحيحة، وتتسبب في تدني التحصيل والفهم،
وهذه المشكلات هي:
<<النسيان، والشرود، والمَلل>>.
هنا سنقف عند كل مشكلة من هذه المشكلات الثلاث وقفات تفصيلية باذن الله ؛
موضحين جذورَها وأسبابها، ومبيِّنين – أيضاً – كيفيةَ علاجها؛
فأحوجُ ما يحتاجُ الطلاب إليه اليومَ هو الحديثُ عن مشكلات المذاكرة؛ وأسبابها، وعلاجها،
حتى تسير في الطريق الصحيح، وتؤتي ثمرتها المرجوَّة، لاسيما وقد أزفت الاختبارات،
وأُعلنت حالةُ الطوارئ في الكثير من البيوت؛ نتيجةَ ارتفاع مؤشرات القلق
لدى الكثير من أبنائنا الطلاب والطالبات!!
و أول هذه المشكلات:
أولاً – النسيان:
النسيان هو فقدانٌ طبيعيٌّ، جزئيٌّ أو كليٌّ، مؤقتٌ أو دائمٌ،
لما اكتسبناه من ذكريات ومهارات حركية.
و النسيان نوعان:
1. نسيان طبيعي: وهو موضوع حديثنا.
2. نسيان مرضي: ناتج عن صدمة دماغية أو انفعالية.
أسباب النسيان:
1) مرور الزمن: فهناك علاقة بين النسيان والمدة التي تنقضي بعد الحفظ،
وتكون درجة الحفظ عالية في الأيام الأولى، ثم لا يلبث ما حُفِظَ أن يَدخُل عالم النسيان.
ولتجنب هذا النسيان ينبغي:
1- استخدام المعلومات المكتسبة باستمرار؛ لأن ذلك يرسِّخها في الذهن،
ويجعلها مستعصيةً على النسيان.
2- مراجعة المادة أو الموضوع بعد قراءته مباشرة..
و تدور هذه المراجعة حول ثلاث نواح:
أ) استعراض أهم النقط أو الأفكار الأساسية.
ب) ملاحظة الترتيب المنطقي بين هذه الأفكار.
ج) مراجعة الموضوع بعد الاستيقاظ من النوم، أو قبل البدء بالمذاكرة الجديدة.
3- عمل ملخصات للمادة الدراسية حتى تسهل مراجعتها.
2) ضعف المذاكرة:
تنقسم المذاكرة إلى ثلاثة أنواع:
1- مذاكرة مناسبة: وهي المذاكرة التي يمكن للطالب بعدها أن يسترجع المادةَ
مباشرةَ استرجاعاً صحيحاً.
2- مذاكرة ناقصة: وهي التي لم تستكمل أصولَها، فإذا اختُبِر الطالبُ بعدها
مباشرة فقد يعجز عن استرجاعها.
3- مذاكرة كافية: وهي التي تستمر حتى بعد استرجاع المادة،
وهذه أبعد غوراً، وأصلب عُوداً، وأقلُّ تأثُّراً بعوامل النسيان.
الأسباب التي تضعف المذاكرة:
1- ضعفُ اليقظة عند المذاكرة.
2- وصل ساعات المذاكرة دون راحة يُعَرِّضُها للنسيان!
3- ضعف رغبة الطالب في المذاكرة.
4- سرعة القراءة.
5- الانتقال من مادة إلى أخرى مشابهة مباشرة.
6- عدم الراحة الكافية عقب المذاكرة.
7- المرض.
8- الضوضاء.
ولتجنب النسيان بسبب ضعف المذاكرة ينبغي:
1. التركيز والانتباه والفهم الجيد، والتمييز بين الأفكار، ومعرفة العلاقات بينها.
2. الراحة عقب المذاكرة، والابتعاد عمَّا يشغل الذهن.
3. عقد النية والعزيمة على المذاكرة؛ فالإنسان يتذكر الأشياء التي يهتم بها.
4. التمهل والتريث في المذاكرة.
5. التنويع في المذاكرة، والانتقال من مادة إلى مادة أخرى غبر مشابهة،
كالانتقال مثلاً من الرياضيات إلى التاريخ؛ حتى لا يحدث تداخل بين المواد المشابهة.
6. تجنب المذاكرة في حالة الإرهاق، والاضطرابات النفسية، والجسدية.
7. المذاكرة في مكان هادئ، بعيداً عن الضوضاء والمشكلات.
3) العوامل الشخصية:
وقد يحدث النسيان بسبب عامل شخصي؛ كميل الطالب إلى الكبت،
أي: كبت بعض الحوادث المؤلمة في نفسه، فيفضل نسيانها.
وقد يرتبط تعلُّم مادة من المواد بحادث مؤلم للطالب، فيترُك ذلك آثاراً سلبيةً
على مذاكرة هذه المادة، وهنا لا بد من توضيح الصورة للطالب، والقضاء على هذا الارتباط،
وإفهامه أنه لا بد من تعلم هذه المادة ومذاكرتها، وإلا أثَّر ذلك على دراسته.
تجارب على النسيان:
1- العادات والمهارات الحركية أعصى على النسيان من المعلومات والمحفوظات اللفظية.
2- الاتجاهات والمبادئ والأفكار أعصى على النسيان من المعلومات.
3- النسيان في النهار أسرع منه عند النوم.
4- هناك علاقة بين النسيان والمدة التي تنقضي بعد الحفظ.
5- حفظ سريعي التعلم أحسن من حفظ ضعيفي التعلم.
6- يتوقف مدى ما يحفظه الفرد على طريقة التعلم.
7- هناك دعائمُ أساسيةٌ تثبِّت المعلومات في الذهن، وهي:
أ – الفهم الجيد للمادة.
ب- مراجعة المادة بعد قراءتها مباشرة، وفي هذه المراجعة:
– تُستَعرَض أهمُّ النُّقطِ والأفكار الرئيسية.
– تلاحَظُ العلاقاتُ والوشائج بين هذه الأفكار.
– تُراجَعُ المادةُ في أحيانٍ متقاربة حتى ترسخ في الذهن.
ج – مناقشة المعلومات مع النفس أو مع الغير مناقشةً علميةً نقديةً.
منقول للامانة مع الشكر لصاحب الجهد الاصلي