إحسان عمر بن عبد العزيز:
يقال انه لما حل القحط بالناس على عهد عمر بن عبد العزيز، وضاقت بهم السبل، فقصده فريق من العرب شاكين إليه، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا نأكل في هدا القحط لحومنا، ونشرب دماءنا، أي أصابنا الهزل واصفرت وجوهنا لقلة الطعام. إن ما نحتاج إليه في بيت مالك، وهدا المال إما لك، وإما لله تعالى، وإما لعباده.. فإن يكن لعباده الله، فنحن منهم، وان يكن لله فلا حاجة لله به، وان يكن من أموالك وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين،وان يكن من أموالنا فهبنا إياه لننجو من هدا الضيق، فلقد يبست جلودنا على أجسامنا، فرﱠق عمر بن عبد العزيز لحالهم وسالت الدموع من عينيه، وقال : إنني فاعل ما قلتم، وأمر في الحال بقضاء طلبهم، وتلبية حاجتهم. ولما هموا بالانصراف قال لهم عمر، رحمة الله عليه: أيها الناس، أين انتم ذاهبون؟ ألا تعرضون أمري على الله تعالى، مثلما عرضتم أمركم وأمر عباد الله علي، أي اذكروني بالخير. فاتجه الناس إلى السماء ، ورفعوا أيديهم قائلين : يا رب بعزتك وجلالك، عامل عمر بن عبد العزيز ما عامل به عبادك، وما إن فرغوا من دعائهم، حتى غامت السماء، فنزل المطر مدرارا، وسقطت بردة على آجر قصر عمر، فانشقت نصفين، وادا ورقة تخرج منها. فلما نظروا فيها وجدوا العبارة التالية: هدا براءة من الله العزيز إلى عمر بن عبد العزيز من النار.
هكذا كان الحكماء الأوائل أنجد غيرهم في وقتنا………. يا حسرتي َ!!!!!!
مأخوذ من كتاب سياست نامة لوزير السلاجقة الكبير نظام الملك الطوسي"408هـ ـ485هـ.
مشكورة على الموضوع
بارك الله فيك على الموضوع القيم
ورحم الله الامام عمر بن عبد العزيز ورضي عنه