أهمية الأدب لبناء شخصية الطفل
محمود طافش الشقيرات
مشرف تربوي بمدارس الحكمة والكرامة
تلعب مرحلة الطفولة دوراً مهماً في تحديد وتشكيل ملامح شخصية رجل المستقبل ، من أجل ذلك عكف علماء النفس على دراسة العوامل التي تؤثر في تكوين شخصية الطفل خلال هذه المرحلة ، ويعتبر الأدب شعره ونثره من أقوى هذه العوامل . فما هي الفوائد التي يتطلع إليها الوالدان والمعلمون ويعملون على توظيفها في عملية تربية أبنائهم ؟
يدرك المربون المستنيرون أن الطفل في أثناء فترة نموه العقلي يبدأ في التعرف على مظاهر الحياة من حوله في محاولة منه لفهم طبيعتها ، وأن الأدب يُعد من الوسائل المهمة التي تمد الطفل بالخبرات اللازمة لإدراك أبعاد الحياة حاضراً ومستقبلاً ، وأن الأدب المسموع أو المشاهد أقوى أثراً في نفس الطفل من الأدب المكتوب ، وذلك لأنه يقوم بدوره من خلال تكامل حاستي السمع والبصر .
ويعتبر التراث الشفهي المسموع أو المشاهد بقصصه وحكاياته وترانيمه وأساطيره وفكاهاته من أقوى الوسائل التي تعين المربين على تحقيق أهدافهم السلوكية وصولاً إلى نتاجات أفضل ، وهم بصدد إحداث تغيير محمود في سلوك الأطفال وفي طرائق تفكيرهم ؛ وذلك لأن أدب الطفل:
ـ يلقى القبول من الأطفال .
ـ يوجد نوعاً من الألفة بين المربية وبينهم ، فينهلون من معينها معلومات ويكتسبون خبرات .
ـ يعمل على بناء شخصية الطفل بناءً متكاملاً من جميع نواحيها المعرفية والوجدانية والاجتماعية .
ـ يكسب الطفل عادات التذوق السليمة ، ويساعده على تلمس مواضع الجمال في الحياة اليومية .
ـ يكسبه ثقافة وقدرات وخبرات وتجارب تكرس حب الجمال لديه ، فينشأ حريصاً على النظافة والنظام .
ـ يعمل على تقوية الروح القومية والوطنية والدينية لدى الطفل .
ـ يجعل المواد التعليمية المقدمة للأطفال محببة لهم خصوصاً إذا كانت مبنية على أسس من حاجاتهم وميولهم .
ـ ويعتبر مصدراً للنمو اللغوي السليم ، فيزداد قاموس الطفل اللغوي من خلال سماعه للقصص والمسرحيات والأناشيد .
ـ يغذي مخيلة الطفل بكل المثيرات التي تنمي لديه الإحساس بالجمال .
ـ يصقل ذوق الطفل ، ويجعله أكثر قدرة على الإحساس بالجمال فينشأ متمتعاً بصحة نفسية وبذهن صاف ، ويتمكن من التعبير عن أفكاره باللغة وبالرسم .
ـ يهب الطفل القدرة على القراءة الواعية وعلى إدراك قيمة الكلمة فكرياً ووجدانياً .
إضافة إلى أن المعارف والخبرات المكتسبة عن طريق السمع والبصر تكون أكثر عمقاً وأبقى أثراً .
غير أن الأم المستنيرة تجتنب الحكايات الخرافية التي يترتب عليها آثار سلبية، فتثير الرعب في قلوب أبنائها ، وتطبعهم بطابع من الخوف والاستكانة والتردد .
ويبقى عقل الطفل وخياله بأمس الحاجة إلى الأدب ، لأنه ينمي تفكيره ويوسع خياله ؛ ويعمل على تكوين عواطفه السليمة والصادقة ، وهو وسيلة مهمة من وسائل التعليم والتنظيم ، ويقف الأطفال من خلاله على حقائق الكون ، ويميزون به بين الصواب والخطأ ، ويتعرفون على طرق الخير والشر في الحياة ، فإذا استطاعت الأمهات والمعلمات توظيف أدب الأطفال بكفاءة ، فإنهن يكن بذلك قد قمن بواجبهن تجاه أبنائهن على وجه حسن .
بارك الله فيك وجزاك كل خير
تربية الطفل تتطلب من الكثير من المهارات في التعامل في الإلقاء واللقاء فالنحرص على تلك المرحلة