السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إلى كلّ من يحبّ أهل الحديث و يواليهم
إلى كلّ من يفرح و يسعد لذكرهم
إلى كلّ من يأسى و يحزن لفقدهم و فراقهم
هذه هديّة أبي الخير لكم
قِصَّةٌ عجيبةٌ في حُسنِ خاتمةِ أبي زُرعة الرّازي يرويها الشيخ عبد الله بن عبد الرّحيم البخاري حفظه الله و رعاه
و ذلك ضِمنَ مُحاضرةٍ قيِّمةٍ ألقاها فضيلتُه بعنوان وصايا لطالب العلم
فقط للعِلم :
أبو زُرعة هو : عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي المخزومي أبو زُرعة الرّازي ت(264هـ)
وقد قال أبو حاتم الرّازي: (( إذا رأيت الرّازي وغيره يُبغِضُ أبا زُرعة فاعلم أنَّه مُبتدِع )) تاريخ بغداد (10/329)، وتاريخ دمشق (38/31).
قال الشيخ حفظه الله و رعاه :
إنما الأعمال بالخواتيم
يقول الامام ابن القيم : العمر بآخره والعمل بخاتمته
و أذكر في هذا قِصَّة لعلّها تُحرِّكُ النفوسَ لنعلم كيف كانوا وكيف صدقوا الله جل و عز في طلبهم و إخلاصهم و عملهم
أخرج الإمام ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل و الحاكم في المعرفة و ابن البنّاء في فضل التهليل وثوابه الجزيل بسند حسن الى محمد بن مسلم بن وارى الإمام قال رحمه الله :
حضرتُ أنا وأبو حاتم الرازي والمنذر بن شاذان عند أبي زُرعة عبيد الله بن عبدالكريم الرازي في النزع عند النزع ، فقلت : (ابن وارى يقول قلت) لأبي حاتم تعال حتى نلقِّنه الشهادة فقال أبو حاتم إني لأستحي من أبي زُرعة أن ألقّنه الشهادة ولكن تعال حتى نتذاكر الحديث فلعلّه إذا سمعه يقول
قال محمد بن مسلم بن وارى : حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم النبيل…..قال محمد بن مسلم بن وارى حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح…..قال فارتَجَّ عَليَّ الحديثُ و كأنِّي ما قرأته ولا سمعته هَيبةً من الإمام أبي زُرعة…..
فقال أبو حاتم :حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح…..فارتَجَّ عَليَّ الحديثُ فكأنِّي ما قرأته ولا سمعته……
فَطِنَ إليهم أبو زُرعة أنهم أرادوا تلقينه حديث الشهادة فقال و هو على فراش النزع حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم النبيل عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله قال فخرجت روحه مع الهاء وتتمة الحديث دخل الجنة فهؤلاء القوم أيها الأحِبَّة صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، علمٌ ، عملٌ ، تقربٌ ، طاعاتٌ ، تنسكٌ لله جل و عز ، ترجمةٌ لهذا الاعتقاد ولهذه السّنة المباركة النيِّرة المنوِّرة ، صدقوا الله فصدقهم الله جلّ و عزّ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
وفي الأخير أختم بقول الشاعر لله درّه
أهلُ الحديث هُمُو أهل النبي وإنْ***لم يصحبوا نَفْسَهُ أنفاسَهُ صَحِـبوا
********
دين النبي محمدٍ أخبارُ***نِعمَ المَطِيَّةُ للفتى آثارُ
لا ترغبنّ عن الحديث وأهله***فالرأيُ ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما غلط الفتى سبل الهدى***والشمس بازغةٌ لها أنوارُ
أخوكم في الله أبو الخير
