أعظم من الغيبة والنميمة
هذا اللسان الكريه، العاصي لربه.. هل نتركه يلوث مجالسنا ويحبط أعمالنا.
انظر لعظم أجر إسكات المغتاب والرد عليه والدفاع عن أعراض المسلمين وعرضك من أعراضهم ولسان المغتاب ربما افترى عليك في مجلس أنت غائب عنه.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم الق صلى الله عليه وسلم يامة" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من حمى مؤمنا من منافق يغتابه، بعث الله تعالى إليه ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد سبه حبسه الله تعالى على جسر جهنم حتى يخرج مما قال".
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في مواطن يحب فيها نصرته، وما من امرئ ينصر امرءًا مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عز وجل في مواطن يحب فيها نصرته" تفرد به أبو داود.
قال كعب الأحبار: قرأت في كتاب الأنبياء عليهم السلام أن من مات تائبا من الغيبة كان آخر من يدخل الجنة، ومن مات مصرا عليها كان أول من يدخل النار([1]).
وروي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: إني اغتبتك فاجعلني في حل فقال: وكيف أحل ما حرم الله؟
فكأنه أشار إليه بالاستغفار، والتوبة إلى الله تعالى مع استحلال منه([2]).
وقال عبد الله بن المبارك: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعته يغتاب عدوا له قط، فقال: هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهبها.
أخي:أختي
هذه أعراض المسلمين فكما أنك لا تقبل أن يكون عرضك حديث المجالس فكيف تقبل هذا لمسلم مثلك.. فربما إذا استمعت للمغتاب اليوم استمع لغيبتك غدا، ولكن رد عن أعراض المسلمين ليرد الله عنك، ولا تقبل أن يكون مجلسك مجلس سوء وشر.
كفارة الغيبة
تؤرقنا تلك الهنات.. وتزل ألسنتنا.. فكيف الطريق إلى محو السيئات وإقالة العثرات.
تنازع العلماء في كفارة المغتاب ولكنهم اتفقوا جميعا على توبته كخطوة أولى.
وقال العلماء: إن التوبة واجبة من كل ذنب.
وشروط توبة المغتاب أربعة:
أولاً: أن يقلع عن الغيبة.
ثانيًا: أن يندم على فعلها.
ثالثًا: أن يعزم على أن لا يعود إليها أبدا.
رابعًا: استحلال من وقع في غيبته، فإن لم تبلغ إلى صاحبه تلك الغيبة أو خشي أن يصيبه ضرر من إخباره، فتوبته أن يستغفر الله تعالى.
أخي الكريم:أختي الفاضلة هذه شروط التوبة.. وهذا طريق الطاعة.. وإذا كان من الصعوبة استحلال من نغتابهم فإن الأمر الأسهل حفظ ألسنتنا وجوارحنا.
هيا نبادر وخيرنا من إذا سمع وعى وإذا ذكر ذكر.. وإذا عوتب أناب وعاد.
فاللهم سلم المسلمين منا وسلمنا من المسلمين يا أرحم الراحمين.
أعظم من الغيبة والنميمة
وأعظم أخي الكريم أختي الفاضلة من الغيبة والنميمة هذا الذي يتردد من المتعاديين، ويكلم كل واحد منهما بكلام يوافقه
قال صلى الله عليه وسلم "من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانًا من نار يوم القيامة"([3]).
وقال صلى الله عليه وسلم "تجدون من شر عباد الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء بحديث" أخرجه الشيخان نحوه وهو عند أبي الدنيا بهذا اللفظ.
فإن قلت: بماذا يصير الرجل ذا لسانين وما حد ذلك؟ فأقول إذا دخل على متعاديين وجامل كل واحد منهما وكان صادقا فيه لم يكن منافقا ولا ذا لسانين، فإن الواحد قد يصادق متعاديين ولكن صداقة ضعيفة لا تنتهي إلى حد الأخوة، إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء، نعم لو نقل كلام كل واحد منهما إلى الآخر فهو ذو لسانين وهو شر من النميمة([4]).
ومن ذي الوجهين: من يمدح الإنسان في وجهه ويبالغ في ذلك لقصد دنيوي ثم في غيبته يذمه عند الناس ويعيبه وهكذا يفعل مع أغلب من لا يناسبه.
فلا تكن أخي المسلم ولا تكوني أختي المسلمة عونا للشيطان بتفريق وتمزيق المحبة والألفة بينهم بل كن صاحب خير ورسول صلح إلى المتخاصمين تنال بذلك الأجر وكن صدوقا تظهر ما تبطن لا تكن متزلفا ثم مغتابا.
أخي ها هو ذو الوجهين:
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا
تأمل غوائل ذي الوجهين كياد([5])
([1])تنبيه الغافلين (177).
([2])تنبيه الغافلين (179).
([3])رواه أبو داود وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (889).
([4])الإحياء (168).
([5])مكاشفة القلوب (355).
جزاك الله خيرا يا اختي على الموضوع القيم شكرا لك
جزاك الله خيرا يا اختي على الهذا الموضوع