أبشر.. أيها المريض
إلى من شاء الله ابتلاءهم بالشدائد والكروب.. وإلى من أراد تمحيصهم بالأسقام علام الغيوب.. فذاك مريض فقد صحته.. وآخر حار في معرفة سقمه وفهم علته.. وثالث خارت قواه وزالت بشاشته.. وهم- مع ذلك-…ذاكرون شاكرون، وصابرون محتسبون.. وتأملوا
قول النبي صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » [رواه مسلم]
… فكم من نعمة لو أعطيها العبد كانت داءه، وكم من محروم من نعمة حرمانها شفاؤه..
{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } [البقرة:216]
أخي المريض.. شفاك الله وعافاك، ومن كل سقم وبلاء حماك.. فهذه وقفات مطعمة بنور الوحي، ومعطرة بعبير الرسالة.. أسأل الله تعالى أن يجعل في ذكرها عزاء، وشفاء
الوقفة الأولى.. المتاع الزائل..
تلكم هي الدنيا التي اغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله، وأكبر همه..وصفها ربها بقوله : { وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب } [العنكبوت: 64]
{ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } [الحديد: 20].
وبين خليله صلى الله عليه وسلم حاله معها بقوله : « ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها »
ذلك أنه عرف منزلتها، وتبين له دنوها وحقارتها. قال صلى الله عليه وسلم : « لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء » [رواه الترمذي].
وهي مع ذلك لا يدوم لها حال، إن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن سرت يوما ساءت أياما ودهورا. لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته، أو مرض يوهن قوته ويعكر بياته.. ومن يحمد الدنيا لعيش يسره فسوف لعمري عن قليل يلومها ولذلك كانت وصية من عرف قدرها صلى الله عليه وسلم : « كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل » [رواه البخاري]
وهكذا.. من عرف حقيقة الدنيا زهد فيها.. هانت عليه أكدارها ومصائبها.
الوقفة الثانية.. البلاء عنوان المحبة..
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط » [رواه الترمذي]
فالبلاء والأسقام إذا كانت فيمن أحسن ما بينه وبين ربه ورزقه صبرا عليها كانت علامة خير ومحبة.
قال صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا.. »
ومن تأمل سير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام- وهم من أحب الخلق إلى الله- وجد البلاء طريقهم، والشدة والمرض ديدنهم..
دخل عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- على الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فقال: يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا، قال صلى الله عليه وسلم : « أجل، إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم.. »
وسأله سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه-: أي الناس أشد بلاء؟، قال صلى الله عليه وسلم: « أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسن دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، وما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة »
لقد تأمل السلف هذه العبارة، وأدركوا ما فيها من إشارة.. فعدوا البلاء نعمة، والمرض والشدة بشارة..
الوقفة الثالثة.. البلاء طريق الجنة..
إن الأمراض والأسقام من جملة ما يبتلي الله تعالى به عباده، امتحانا لصبرهم، وتمحيصا لإيمانهم.. بل هي- لمن وفق لحسن التأمل والتدبر- نعمة عظيمة توجب الشكر..
قال تعالى: { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } [البقرة: 155- 157].
الله أكبر.. أي فضل بعد صلوات الرب ورحمته وهداه ؟؟؟؟؟
وعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض » وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشحرة من ورقها
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة »
وأتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي، فقال: « إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك » ، فقالت: أصبر.. .
ودخل صلى الله عليه وسلم على أم السائب، فقال: « مالك يا أم السائب تزفزفين؟ » ،
قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: « لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد »
قال ابن أبي الدنيا: كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب.
أخي الحبيب.. لعل لك عند الله تعالى منزلة لا تبلغها بعملك، فما يزال الله تعالى يبتليك بحكمته بما تكره ويصبرك على ما ابتلاك به، حتى تبلغ تلك المنزلة..فلم الحزن إذا؟!
الوقفة الرابعة.. الأجر الجاري..
من لطف الله تعالى ورحمته أنه لا يغلق بابا من أبواب الخير إلا فتح لصاحبه أبوابا.. فعلاوة على ما يكتب للمرضى من الأجر جزاء ما أصابهم من شدة ومرض وصبرهم عليه، لا يحرمهم ثواب ما اعتادوا فعله من الطاعات إذا قصروا عنها بسبب المرض.
فعن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما »
فأي كرم بعد هذا الكرم.؟ راحة العبد من العمل، وكتابة أجر ما كان يعمل..
الوقفة الخامسة.. لا بد للعسر من يسر..
هذه سنة الله تعالى في خلقه..ما جعل عسرا إلا جعل بعده يسرا. . والأمراض مهما طالت وعظمت لا بد لأيامها أن تنتهي، ولا بد لساعاتها- بإذن الله- أن تنجلي.. ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء..
قال تعالى : { فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا} [الشرح:5-6].
الوقفة السادسة..غنيمة المرض..
لو تأمل المريض فوائد مرضه وحسناته ما تمنى زواله..
فبالرغم مما فيه من تكفير للسيئات، ورفع للدرجات، وكتابة أجر ما كان يعمل، من الصالحات، فيه أيضا فرصة عظيمة لمن وفق لاستغلال الأوقات..
فالمريض يحصل له في حال مرضه من أوقات الفراغ ما لا يحصل له فيما سواه.
فاحرص- رعاك الله- على استغلال أوقاتك فيما يقربك من الله تعالى، من قراءة للقرآن وحفظه، وطلب للعلم، واستزادة من النوافل، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ودعوة إلى الله.. واعلم- شفاك الله وعافاك- أن المسلم مأمور باتباع أوامر الله تعالى في سرائه وضرائه، وفي حال صحته وبلائه..
((ربى إنى مسنى الضُر و أنت أرحم الراحمين ))
اللهم اشفهم شفاء ا ليس بعده سقما ابدا..
اللهم خذ بأيديهم
اللهم احرسهم بعينيك التى لا تنام .
و اكفهم بركنك الذى لا يرام و احفظهم بعزك الذى
لا يُضام . و اكلأه فى الليل و فى النهار .
و ارحمهم بقدرتك عليهم.
أنت ثقتهم و رجائهم يا كاشف الهم
يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة
المُضطرين .
اللهم ألبسهم ثوب الصحة والعافية عاجلا غير
آجل ياأرحم الراحمين..
اللهم اشفهم اللهم اشفهم اللهم اشفهم
اللهم امين.
إهداء الموضوع للأخت الصابرة
لأختي في الله والغالية كثيرا على قلبي
" مريـــــــــــم الصــــــــابرة "
وأستسمحك على سوء الفهم ….الذي كان في يوم
من الأيام.
تمنياتي لك بالشفاء العاجل
ولكـــــــــل المرضى
"أحبك"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلا أختي الأثر الجميل
بارك الله فيك على الموضوع الممتاز
اللهم اشف كل مريض وارزقه الصبر في الدنيا والجنة في الآخرة آمين
شكرا لك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أهلا أختي الأثر الجميل بارك الله فيك على الموضوع الممتاز اللهم اشف كل مريض وارزقه الصبر في الدنيا والجنة في الآخرة آمين شكرا لك |
وفيك بارك الله " أختي الغالية جميلة "
آآآآآآآآآآآآآآآآميييييييييين يا رب العالمين
"رب يشفي كل المرضى ويجعل أمراضهم مغفرة لذنوبهم "
بارك الله فيك على المشاركة المميزة
والله سرتني مشاركتك كثيرا
"أتمنى رؤية إبداعك دائما….فيما أشارك به"
ربي لا يحرمنا منك "غاليتي"
بارك الله فيك وجزاك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله " أختي الغالية جميلة " آآآآآآآآآآآآآآآآميييييييييين يا رب العالمين "رب يشفي كل المرضى ويجعل أمراضهم مغفرة لذنوبهم " بارك الله فيك على المشاركة المميزة والله سرتني مشاركتك كثيرا "أتمنى رؤية إبداعك دائما….فيما أشارك به" ربي لا يحرمنا منك "غاليتي" |
وفيك بارك الله أختي الأثر الجميل
سعادتي أكبر بمشاركتي في موضوع ممتاز كموضوعك والذي يواسي جرح كل مريض ويمسح دمعة كل متألم ويمدهم بالأمل
شكرا لك مجددا
أرجوا من الله تعالى الشفاء لكل المرضى
بارك الله فيك على الموضوع
شكرا على المشاركة
الطيبة العطرة
بارك الله فيك
اللهم اشف والدي وكل مرضى المسلمين
فالله لا يأخذ منا إلا ليعطينا
فالحمد لله
شكرا
سلام
الله يشفي كل المرضى
السلام عليكم اختي الكريمة
شكرا جزيلا وآسفة على التأخر في رؤية الموضوع
رائع من كل النواحي تلمست الامل عند قرائته وفرحت ه جدا فعلا انا ربما في الماضي كان إيماني ناقص وكنت اظل ابكي على مرضي وعلى ضياع حياتي في وهلة انا وصلت لمرحلة توقفت عن شرب الدواء وحتى فكرت في الإنتحار حتى انتهي من عذابي وكرهت كل الحياة وبت لا آبه لا بشفاء ولا غيره لكنني وعند بقائي في إحدى الفترات بالمستشفى مدة طويلة حوالي 5 اشهر رأيت حالات كثيرة وجدت نفسي انا افضب منهم بكثير فبدأت اؤمن أن الله يحبني وانه إختارني انا والمرضى حتى يهتم بنا اكثر واعطانا امراضا لأننا مخيرون عنده
بدأت اطلع على فتاوي واقوال حول المريض فأحببت مرضي جدا لأنه صلة قوية بيني وبين الله وصدقيني بعد تسجيلي بالمنتدى زاد الامل عندي اضعافا والآ ن الحمد لله إيماني بربي قوي جدا وأتعامل مع مرضي عادي جدا وممكن تدخل إحدى الصديقات ممن يتكلمن معي عبر الهاتف وسيخبرونك عن مريم كلامها وضحكها وعادي جدا وكأنني لست مريضة عادي جدا
الحمد لله الف مرة وربي يشفي كل مريض
شكرا على الموضوع الاكثر من رائع وشكرا لأانك اهديته لي ولم يعد في قلبي أي امر إتجاه سوء التفاهم صدقيني ذهب في يومه فقط انا إبتعدت هذا ما فعلته
شكرا لك وجزاك الله كل خير
الحمد لله أن يسر الله لي مواساة إخواننا المرضى
ولو بمجرد كلمات خرجت من قلوبنا
ولامست مباشرة الى قلوبهم
أختي مريومة تذكري دائما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به من سيئاته كما تحط الشجرة من ورقها"
لا شكر على واجب صديقتي
لو كان بإمكاني لساعدتك أكثر من هذا
ولتحملت المرض نيابة عنك
فقلبي حساس جدا وأتأثر بسهولة
أرجوا أن تعودي إلينا سالمة معافاة
وتذكري أني في الخدمة إن احتجت لأي شيئ
-فلا تترددي-
وأرجوا أن تعتبريني مثل أختك الحقيقية
موفقة بإذن الله " مريومة ".
لم اجد ما اقول فقط مرور خفيف
لانه فعلا موضوع يستحق الاثراء
هذا ما اتمنى ان نفهمه معنى الاخوة الحق
اخوة الايمان التي يجب ان نفهمها ونعيش في كنفها
احترامي
السلام عليكم
بارك الله فيك اللهم اشف والدي وكل مرضى المسلمين فالله لا يأخذ منا إلا ليعطينا فالحمد لله شكرا سلام |
وفيك بارك الله صديقتي " بصمة "
رب اشف أب صديقتي شفاءا لا يغادر سقما
وارزقه صحة وافرة….وقوة دائمة
"أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه"
دعواتي لك أختي