باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله….
قال تعالى: ((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين¤الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين))
لقد كان من سنن الله في خلقه ولحكمة يعلمها أن جعلهم مختلفين في ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم وأرائهم ونظراتهم في الدين،والمختلف في الدين هو من خالف أهل السنة من المسلمين في كل الأمور او بعضها،فهو الوثني والملحد والمرتد والمنافق والمنازع في المسائل الفقهية وكذلك المبتدع…..
والحديث اليوم سيكون عن طريقة دعوتهم والرد عليهم خاصة أهل البدعة منهم،فالباحث في فقه الدعوة يجد أن الشريعة الاسلامية قد أمرت باللين أحيانا وبالشدة أحيانا أخرى ولا ينبغي أن نهمل ذلك او أن ننسب الى الشريعة اللين وحده أو الشدة وحدها.
فلقد حذرت كثير من النصوص من الغلو في الدين وأمرت بالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة،قال تعالى: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))وقال: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))وقول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة((مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله)).
ولكن ومع ذلك فإن الشريعة لم تهمل جانب الشدة والغلظة حين لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن،قال تعالى: ((يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم))،((يا أيها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين))وقول النبي صلى الله عليه وسلم((إذا وجدتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا))،وهذا عمر بن الخطاب يجش رأس صبيغ بن عسل لما كان يسأل عن المتشابه من القرآن.
والآيات والاحاديث الدالة على اللين والرفق من جهة والشدة والغلظة من جهة أخرى كثيرة،وعلى المتعامل مع مثل هؤلاء خاصة طالب العلم أن لا تكون نظرته قاصرة فينظر الى بعض هذه النصوص في هذا الباب دون أخرى بل عليه الجمع بينها والخروج بالقول الفصل والعدل فلا إفراط ولا تفريط.
وخلاصة القول أن الشريعة الاسلامية إنما جائت باللين في محله حين ينفع أما إذا لم ينفع واستمر صاحب الفسق والهوى في عمله ولم ينتصح فالواجب معاملته بالشدة وتوبيخه وتهديده وإن اقتضى الأمر إقامة الحد عليه حتى يقف عند حده وينتهي عن باطله.
ملاحظة((بعض اهل البدعة لا ينفع معه اللين بل يجب معاملته بالشدة من الاول لكبر الأخطاء التي يرتكبها)).