تخطى إلى المحتوى

لماذا حرّم الاسلام لحم الخنزير؟ 2024.

لماذا حرّم الاسلام لحم الخنزير؟

ما حكمة تحريم لحم الخنزير؟
و هل إذا تربّى في حظائر نظيفة يصبح حلالاً؟
…….
الإجابة لفضيلة الشيخ مصطفى أحمد الزرقا – كلية الشريعة الجامعة الأردنية:
إنّ لحم الخنزير قد حُرِّم في الإسلام بنص القرآن، وهو قول الله تعالى: (إنما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير) [البقرة/ 173]، ولا يُباح بحال من الأحوال لمسلم أن يتناول منه شيئاً بأيّ شكل كان، مطبوخاً أو غير مطبوخ، إلا في حالة الضرورات التي تتوقف فيها صيانة حياة الشخص على تناوله، كما لو كان في مفازة، ولا يجد طعاماً سواه؛ وفقاً لقاعدة أن "الضرورات تبيح المحظورات"، وهي القاعدة التي جاءت فيها الشريعة الإسلامية بفتح باب الحلول الإستثنائية المؤقتة لظروف إستثنائية عارضة، نظراً لأنّ الشريعة الإسلامية شريعة واقعية، تُقرِّر لكل حالة في الحياة ما تستلزمه وتستدعيه من حلول وتدابير.
فإلى جانب المبادئ الثابتة والأحكام الأصلية العامة في الحياة العادية فتحت الشريعة باب الحلول والتدابير الإستثنائية الموقوتة للحالات غير العادية، وهي الظروف الإستثنائية المُعبَّر عنها بقاعدة (الضرورات)، وهي المقررة في القرآن العظيم بقوله في الآية السابقة التي جاءت بتحريم الميتة والخنزير: (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه) [البقرة/ 173]، و يقول الله سبحانه في موطن آخر بعد ذكر تلك المحرمات: (إلا ما اضطررتم) [الأنعام/ 119].

ولم يرد في النصوص الشرعية تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير -كما ورد في تحريم الخمر و الميسر مثلاً-، و لكن التعليل العام الذي ورد في تحريم المحرمات من المآكل والمشارب ونحوهما يرشد إلى حكمة التحريم في الخنزير، وذلك التعليل العام هو قول الله تعالى: (و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث) [الأعراف/ 157]، فهذا يشمل بعمومه تعليل تحريم لحم الخنزير، و يفيد أنه معدود في نظر الشريعة الإسلامية من جملة الخبائث.
و الخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته أو في ماله أو في أخلاقه، فكل ما تكون مغبته وعواقبه وخيمة من أحد النواحي الهامة في حياة الإنسان، دَخَل في عموم الخبائث.
وقد أثبتت الإكتشافات الطبية في عصرنا الحديث الذي اكتُشفت فيه عوامل الأمراض وخفايا الجراثيم الضارة أن الخنزير يتولد من لحمه في جسم الإنسان الذي يأكله دودة خطرة، توجد بذرتها في لحم الخنزير، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء، بل تنشب تلك الدودة الخنزيرية ضمن عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى "تريشين" (Treichine)، ومن هنا ظهرت حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام.
وقد جاء في موسوعة لاروس الفرنسية: إن هذه الدودة الخبيثة (التريشين) تنتقل إلى الإنسان، وتتجه إلى القلب، ثم تتوطن في العضلات، وخاصة في الصدر والجنب والحنجرة والعين، والحجاب الحاجز، وتبقى أجنّتها محتفظة بحيويتها في الجسم سنين عديدة.
ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف في التعليل، بل يمكن للعلم الذي اكتشف في الخنزير هذه الآفة أن يكتشف فيه في المستقبل آفات أخرى، لم تعرف بعد.
و من ثمّ لا يُقبل في نظر الإسلام رأي مَن يزعم أن تربية الخنازير الأهلية في العصر الحاضر بالطرق الفنية المراقبة في مراعيه، وفي مبيته، ومأواه، كفيلة بالقضاء على جرثومة هذه الآفة فيه، لِمَا بيّنَّا أن نص الشريعة في التحريم مطلق وغير معلل، ومن الممكن أن تكون هناك مضارّ أخرى للحم الخنزير لم تعرف بعد، كما كانت آفة التريشين نفسها مجهولة قبل اكتشافها في العصر الحديث.
و ينبغي ملاحظة أنه إذا أمكن العناية بتربية الخنازير بصورة فنية مزيلة لهذه الآفة فيه في وقت أو مكان، أو أمكنة كثيرة من مراكز الحضارة وعواصمها في العالم، فإن ذلك غير ممكن في جميع آفاق الأرض، في جميع الأزمنة، ولا تتيسر وسائله لكل البشر، كما أن هذه العناية الصحية بتربيته في المراكز الحضارية لا تكفل القضاء على هذه الآفة تماماً، والاحتياطات التي تُمكِّن من العناية بها في عاصمة غنية بالوسائل الفنية كنيويورك وباريس مثلاً، لا يمكن بذلها في الضواحي والقرى، ولا سيما النائية بين الفلاحين ونحوهم.
و حكم الشريعة يجب أن يكون صالحاً واقعاً لجميع الناس في جميع الأماكن، ولذلك وجب أن يكون التحريم عاماً شاملاً.
على أن الشخص المسلم المؤمن لا يجوز له رفض حكم الشريعة إذا لم تظهر له حكمته؛ لأن هذا يؤدي إلى أن يتخذ كل إنسان من عقله وعلمه القاصرين مقياساً متفاوتاً عن مقياس غيره في قبول أحكام الشريعة ورفضها، بل عليه قبول الحكم الشرعي في التحليل والتحريم متى ثبت وجود النص؛ سواءً أفهم الحكمة في ذلك أم لم يفهمها؛ لأن الكثير من حِكم الأحكام من أول عهد الشريعة إلى هذا العصر ظل مجهولاً حتى اكتشفت الوسائل العلمية الحديثة هذه الحكم، وذلك نظير المكلف تجاه القوانين الوضعية النافذة عليه، فإن على كل شخص طاعة القانون، سواء أكان مقتنعاً بحكمته أم غير مقتنع بعد أن يصدر القانون عن مصدره التشريعي؛ لأن المفروض أن السلطات التشريعية التي تُصدر القانون قد درست ما يحيط بالموضوع من كافة النواحي المتعلقة بالفرد، والجماعة، والحاضر، والمستقبل، والنواحي المالية والخلقية والاجتماعية دراسة بصيرة، ووسائل أوسع من بصيرة الفرد المكلف الذي يقيس الأمور عادة بمقياس مصلحته وأهوائه ورغباته فقط.
الجيريا

شكككككككككككككككككككككرااااااااااااااااااا
جزاك الله خيررررررررررررررررررررررررراااااااااااااا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed.dz الجيريا
شكككككككككككككككككككككرااااااااااااااااااا
جزاك الله خيررررررررررررررررررررررررراااااااااااااا

نسأله سبحانه أن يوفق الجميع لما يرضيه ، وأن يتوفانا مسلمين ، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، وأن يول عليهم خيارهم ، ويصلح قادتهم ، وأن يكثر بينهم دعاة الهدى ، وأن يرزقهم جميعا وفي كل مكان الفقه في دينه ، والعمل بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد.

شككككككككككككككككككراااااااااااااا

[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]هذه صور [/COLOR]

الجيريا
الجيريا

شكرا على الكلام الطيب
الله يشكرك
شششششششششششششششششششششششششششكراااااااااااااااا

أشكرك على النصيحة
شكرااااااا
جزيلاااااا

baraka llahou fik ma3louma moufida giddanالجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة s a m y الجيريا
baraka llahou fik ma3louma moufida giddanالجيريا

أتمنى أن تعم الفائدة الجميع

سبحان الله شكرا جزيلا لك .

الحكمة في تحريم لحم الخنزير

ما الحكمة في تحريم لحم الخنزير؟ أرجو الإفادة.

قال الله تعالى: قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ[1]، والرجس هو النجس الخبيث، وهو الحكمة في تحريم لحم الخنزير، ولهذا استباحه الكفار من النصارى وغيرهم لخبثهم؛ لأن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن الخبيثين للخبيثات، والخبيثات للخبيثين.

https://www.ibnbaz.org.sa/mat/3204

هل يوجد تعارض بين حديث إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها، وقاعدة الضرورات تبيح المحظورات

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما معناه: (إن الله -عز وجل- لم يجعل شفاء أمتي فيما حرِّم عليها)، وبعض الناس عندما يُصاب ببعض الأمراض المزمنة يذهبون لبعض المشعوذين، أي من يسمون أنفسهم بالأطباء العرب، فينصحونهم إما بأكل لحم الخنزير أو بشرب الخمر، وقد حدث هذا كثيراً، ويستدل هؤلاء المشعوذين بالقاعدة الشرعية التي تقول: (إن الضرورات تبيح المحظورات)، ما حكم التداوي بما ذكرت، وهل القاعدة تتعارض مع معنى الحديث السابق؟

هذا غلط من بعض الناس، فإن الله -جل وعلا- لم يجعل شفاء الناس فيما حرم عليهم، وليس داخلاً في القاعدة، وليس هناك ضرورة، لأنه ليس فيه شفاء، الشفاء فيما أباح الله -جل وعلا-، ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- لما سأله سائل قال: يا رسول الله إني أصنع الخمر للدواء؟ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنها ليست بدواء ولكنها داء) والحديث (إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم) فلا يجوز للمريض أن يأتي للمشعوذين الذين يتهمون باستخدام الجن، ودعوى علم الغيب ونحو ذلك، أو التهاون بأنهم يعالجون بالحرام: كلحم الخنزير، أو شرب الخمر، أو غير هذا مما حرم الله، هذا منكر لا يجوز، بل يجب على المريض أن يبتعد عما حرم الله، وأن لا يتعاطى إلا ما أباح الله في علاجه، فلا يأتي السحرة والكهان والمشعوذين، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، ولا يجوز أن يتعالج بما حرم الله من خمرٍ أو خنزيرٍ أو دخان أو غير هذا مما حرم الله، وفيما أباح الله غنية والحمد لله عما حرم الله، نسأل الله السلامة. جزاكم الله خيراً
https://www.ibnbaz.org.sa/mat/18405

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.