تذكير بدخول شهر ذو القعدة : من الأشهر الحرم
أحببت تذكيركم , من باب : وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
نحن دخلنا في أحد أربعة أشهر حرم , ألا وهو ذو القعدة , فأذكركم ونفسي بتقوى الله , وطاعته فيها
و يقول العلماء أن الأجور تتضاعف , كما تتضاعف فيها السيئات أيضا , قال تعالى :
إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات و الأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم .
و أحببت أن تكون هذه الذكرى الآن , لأننا في ثلاث أشهر حرم متوالية .
أسأل الله العظيم أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه و أن يجعل عملنا صالحا في رضاه.
من أحداث شهر ذي القعدة:
صلح الحديبية
كان في ذي القعدة من سنة 6هـ، وفيها خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في ما يقرب من ألف وأربعمائة من الصحابة الكرام قاصدين مكةَ لأداء العمرة، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم وخرجوا من مكةَ ليصدوا رسول الله وأصحابه عن العمرة من ذلك العام، فرجع رسول الله بعد أن صالحوه على أن يأتي العام القادم، ولا يُقيم أكثر من ثلاثة أيام، وعلى هدنة تكون بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم لمدة عشر سنين، وعلى أن يردَّ رسول الله من قصده من الكفار مسلمًا، وألا يردُّوا هم من قصدهم من المسلمين كافرًا.
وعلى الرغم من جور المعاهدة إلا أن رسول الله قَبِلَها وقد حدث قبل الصلح أمر بيعة الرضوان، بعدما أُشيع أن عثمان قُتل، وكان رسول الله قد بعثه إلى قريش يُعلِمُهم أنه ما جاء لقتال أحد، وإنما جاء معتمرًا، وقد أثنى الله على المؤمنين وأنزل فيهم قرآنًا ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِيْنَ إِذْ يُبَايِعُوْنَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِيْ قُلُوْبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِيْنَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيْبًا﴾ (الفتح: 18).
عمرة القضاء
وكانت في العام السابع من الهجرة؛ حيث خرج رسول الله من المدينة معتمرًا، وسار حتى بلغ مكةَ فاعتمر وطاف بالبيت، وتحلَّل من عمرته، وتزوَّج بعد إحلاله بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
حجة الوداع
وكان مبتدأ خروج الرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من المدينة لأداء حجة الوداع في ذي القعدة من العام العاشر للهجرة، وكان ذلك مع جمعٍ من المسلمين كثير، صلَّى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بذي الحليفة ركعتَين وبات بها، وأتاه آتٍ من ربه عز وجل في وادي العقيق يأمره أن يقول في حجته هذه: "حجٌّ في عمرة"، ومعنى هذا أن الله يأمره أن يُقرن الحج مع العمرة، فأصبح فأخبر الناس بذلك.
معركة الفِرَاض
وقعت في ذي القعدة سنة 12هـ، وفي هذه الموقعة تمَّ تحالفٌ ثلاثيٌّ بغيضٌ بين مشركي العرب والروم النصارى والفرس المجوس ضد المسلمين، وانتصر فيها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد- رضي الله عنه- على هذا التحالف الشرّ، والفِرَاض هي تخوم الشام والعراق والجزيرة من الجنوب الشرقي.
بارك الله فيك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك أخي على هذه الإلتفاتة الطيبة و جعلها الله في ميزان حسناتك.
آمين
و السلام عليكم