قبيلة مغراوة 2024.

لديّ بعض الملاحظات، وذلك من خلال ما تفضّلتم به، وكذلك من خلال اطّلاعنا واجتهادنا أيضا أتمنّى أن أسمع رأيك فيها إذا أمكن.
1 . بني ورا:
أو (بني وراگ) في رواية أخرى. يصف ابن خلدون حالهم في عصره فيقول: وأمّا بنو ورا، فهم فخذ من مغراوة أيضا، ويقال من زناتة. وهم متشعّبون ومفترقون بنواحي المغرب: … ومنهم ببلاد شلف … وأكثر الذين كانوا بمراكش، قد انتقل رؤساؤهم إلى ناحية شلف، نقلهم يوسف بن يعقوب سلطان بني مرين في أوّل هذه المائة الثامنة، لما ارتاب بأمرهم في تلك الناحية، وخشي من إفسادهم وعيثهم، فنقلهم في عسكر الى موطن شلف لحمايته، فنزلوا به. ولما ارتحل بنو مرين من بعد مهلك يوسف بن يعقوب أقاموا ببلاد شلف فأعقابهم بها لهذا العهد .. إهـ.
أليس بني ورا الّذين بوطن شلف، هم بني وراغ القبيل الأمازيغي المشهور، والمتواجد إلى اليوم بوطن شلف، وبنفس الإسم تقريبا؟!
2 . بنو زنطيس:
يبدو أنّ الإسم الأمازيغي القديم لهذه القبيلة هو يزنطيسن أو يزنتيسن، أو لعلّه يزنطاسن أو يزنتاسن. ولكنّه صحّف إلى زنطيس أو زنتيس، وذلك عندما تمّ نقله إلى الصّيغة العربيّة فسقطت الياء والنّون للثّقل، أو ربّما صحف نظرا لتطاول الأزمنة عليه، أو لإختلاف اللّهجات واللّكنات، أو لأسباب أخرى كثيرة.
في المقابل، نجد أنّ ابن خلدون يذكر من أحياء-بني سرغين-من بني توجين، قبيلا يسمّى: بني يزناتن، ونلاحظ أنّ هذه الصّيغة تقترب كثيرا من بني يزنتاسن، وفي نفس الموطن حيث ذكرهم ابن خلدون-مواطن بني يزناتن بجبل وزينة-ويجاور بني زنطيس قبيلة أولاد سلامة من بني يدللتن. والإسم والموطن والجوار، يؤكّدون أنّهم هم بنو يزناتن، المذكورين عند ابن خلدون من بني توجين.
3 . بنو زروال:
هنالك إشارات تاريخيّة على أنّ هذه القبيلة قد تكون في الأصل من مغيلة.
يقول ابن خلدون عن مواطن مغيلة: ولهم افتراق في الوطن. وكان منهم جمهوران: أحدهما بالمغرب الأوسط، عند مصب شلف، في البحر من ضواحي مازونة ، المصر لهذا العهد. ومن ساحلهم أجاز عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس، ونزل بالمنكب إهـ.
وموطن بني زروال لهذا العهد، بالمغرب الأوسط، عند مصب شلف-بمستغانم-في البحر من ضواحي مازونة.
ثمّ يذكر ابن خلدون بعض رجالاتهم فيقول: وذكروا من رؤسائهم أيضا موسى بن خليد ومليح بن علوان وحسّان بن زروال الداخل مع عبد الرحمن إهـ.
أقول: لعلّ بنو زروال، يكونون من عقب حسّان بن زروال، الجائز إلى الأندلس مع عبد الرحمن الدّاخل، ويدعم ذلك أنّ ابن حزم، قد ذكر قبيلا من مغيلة بالأندلس يسمّى بني زروال.
قال ابن حزم-في جمهرة أنساب العرب-: مغيلة منهم بنو الياس، رهط الوزير أحمد بن الياس، وبنو زروال الأمراء بالمنتانية إهـ.
فلعلّ بنو زروال الأندلسيّين، كانوا قد عادوا إلى مواطنهم الأولى بمصّب نهر الشلّف في فترة ما، أو أنّ الموجودين اليوم بمستغانم، هم من بقيّة مغيلة المذكورين بتلك المضارب والله أعلم.
4 . ورتزمير (ورتزمين؟):
يبدو أنّ هذه الصيغة-ورتزمير-هي الأقرب للصحّة، حيث أنّنا نجد اختلافات كثيرة سواء في كتابة ولفظ اسم هذه القبيلة لدى المؤرّخين العرب؛ أو بين النّساخ. وهذه الإختلافات شائعة خاصّة في الأسماء الأعجميّة. وكما تعلم أستاذ بو زيّان فنحن في اللّهجة الشّاويّة مثلا نقول عند الإنتساب إلى القبيلة الكبيرة (آث) أو (آه) والتّي تقابلها (بنو) أو (أولاد) في العربيّة. أمّا في الإنتساب إلى فرقة من القبيلة الكبيرة فنستعمل اللفظ (وت). وعلى هذا، فأرى والله أعلم أنّ حقيقة-ورتزمير-كما نجدها في المصادر هي في واقع الأمر-وت وزمير-أو-وت وزمار-والتّي تعني بنو وزمار فرقة من مغراوة. والذّين يمثّلون عقب صولات بن وزمار أمير مغراوة إبّان الفتح الإسلاميّ الأوّل.
ويقول René BASSET أنّ قبيلة الزدامة يربطون نسبهم بمنديل بن عبد الرحمان وعائلته، والذين كانوا رؤساء الطبقة الثانيّة من مغراوة في زمن ابن خلدون وما قبلة، وهم من أعقاب آل خزر رؤساء الطبقة الأولى من مغراوة، والمنحدرين من صولات بن وزمار. وإذا صحّ ما سبق ذكره فهذا معناه أنّهم يمثّلون ورثة بنو ورتزمير من مغراوة.
5 . بني فرح:
يذكر الشّيخ مبارك الميلي وغيره، أنّ بني يفرن مساكنون لمغراوة بمواطنهم. وقد يكون اسم يفرن (إيفرن أو أفرن) صحّف إلى يفرح (إيفرح، أو أفرح)، ثمّ سقطت الياء الأولى وربّما الأخيرة إذا كانت الكلمة (يفرحن). اطّلعت على هذا الإفتراض في أحد المواقع، حيث ممّا قاله صاحبه أيضا: أنّ هناك العديد من القبائل بشمال أفريقيا تحمل اسم بني فرح، منها عرش بني فرح الشّاويّة بجبل أوراس-أََه أفرح كما يتسمّى عند الأعراش المجاورة-والذّي أنتمي إليه. وقد اعتبر أنّ هذا الإسم هو مجرّد تحريف لبني يفرن.
وقد طرأ علينا قول مُحدث في عرشنا، وهو أنّنا من أصل واحد مع بني فرح بمنطقة بوهلال بتيبازة، وذلك لعدّة معطيات من بينها تشابه اللهجة الأمازيغيّة المستعملة عند العرشين، وتطابقها في بعض المفردات الفريدة، يقال أنّ جمعيّة Izourane الأمازيغيّة ببني فرح هم من اتصّلوا بنظرائهم في تيبازة، وأجروا تلك المقارنة والله أعلم بصحّة ذلك.
أرجو أستاذنا بو زيّان، أن نعرف رأيكم فيما يخصّ ما قلناه. وإذا ما كانت هنالك تعقيبات، أو إضافات، أو تصحيح لما جاء في كلامنا أن تفيدونا بها مشكورين، وبارك الله فيكم.