ينحدر حجاج الهامل –وهم أول سكانها –من أبى زيد ابن علي الشريف الحسني
الذي ينحدر منه غالبية أشراف المغرب الأوسط كما يقرر ذلك الرواة.
فسيدي أحمد هو ابن عبد الرحيم بن عبد الله بن أبي زيد بن علي بن موسى بن
علي بن مهدي بن صفوان "يسار" بن موسى بن سليمان بن موسى بن عيسى بن إدريس
بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة
الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتضح من البناءات المحيطة بالعين، أن العمارة قديمة فالطراز معروف في
الحواضر الإسلامية القديمة، ويسهل على الباحث الخبير أن يحدد تاريخه. وعلى
الرغم مما أصابها من هجوم همجي للإسمنت، شوه صورة العمارة التي كانت آية في
التناسق، وأتلف ما كان يعتبر مفخرة تراثية، خاصة تلك الشرفات والغرف التي
تمر الطرقات تحتها في انسياب بديع… ذهب هذا وغيره تحت أطنان من الاسمنت،
وفعل التصدع والانهيار فعله بعد أن هجر المساكن أهلها.ولكن الشواهد ما تزال
تصارع الزمن.
يذهب الأستاذ المؤرخ : على دبوز إلى القول بأن قرية الهامل بنيت في
القرن السادس هجري : " لهذه المزايا في المكان آثر حفيدا أبي زيد بن علي ؛
عبد الرحيم وأحمد الحلول فيه –الهامل- فبنيا فيه مسجد التوتة، ومساكنهما في
القرن السادس هجري ". ولو اعتمدنا طريقة الأجيال لما ابتعدنا كثيرا عن هذا
التاريخ.
وتذهب بعض الروايات الشفوية إلى القول بأن الهامل أقدم من بوسعادة،
وتؤكد أخرى أنهما بنيتا في قرن واحد. والأقرب إلى الصواب أن بوسعادة أقدم
وجودا من الهامل.
عرف السكان في هذه الناحية بأشراف الهامل، بمواصفاتهم آنفة الذكر، وهي
مواصفات لا تعدو الحق إن قلنا أن فيها ما يميزهم بعض الشئ، عن سواهم من
سكان حاضرة بوسعادة وما جاورها. غير أن هذا لم يكسب القرية مكانتها
المرموقة، وصيتها الذائع الذي جعل بعض الكتاب يصفها بمنارة المنطقة عموما
إلا بعد أن شاد فيها الأستاذ سيدي محمد بن أبي القاسم زاويته العامرة،
فأمها القاصي والداني والطالب والعالم وذو الحاجة والمسترشد. ولله در سيدي
محمد المكي بن عزوز إذ يقول :
فربا الهامل أضحت روضة من يرمها يلف ريفا خصبا
من علوم ورياضيات لهم وخشوع يستنفز الرهــبا
وتلاوات وذكــر وهــدى وأنـاس يتقون السغبا
وفنون أدبــيات بها هي أشهى من مناجاة الظبا
ووفود من أقاصي الأرض في طبقات لم يحسوا النصبا
من يرد دينا يجده أو يرد مأرب العاجل يحوي المأربا
مثل ما زمزم من ينو به مقصدا تم له إذ شربا
روضة من يرها يأنس بها ينشرح صدرا، وينجح مطلبا.
وفي الأخير هل من يعرف في ربوع الجزائر عائلات لطرش ، لعراف ، بوعكاز