الشّاشيّة بقلم الأستاذ العلاّمة الجزائريّ ابن أبي شنب
ذكر الأستاذ المؤرِّخ عبد الرّحمن الجيلاليّ (رحمه الله) في كتابه: «محمّد بن أبي شنب حياته وآثاره» (ص34و136): أنّ الأستاذ العلاّمة ابن أبي شنب (رحمه الله) كتب بحثًا لُغَويًّا تاريخيًّا في بيانِ أصلِ كلمة «شاشيّة»، ونَشرَهُ بالفرنسيَّة سنة (1907م)، في «المجلّة الإفريقيّة»
(Revue africaine , p.55 et suivente).
وكانَ قد ظهر على صفحات مجلّة «الفتح» للعلاّمة محبّ الدّين الخطيب ذِكْرٌ لهذه الكلمة في أحد المقالاتِ، فبعثَ العلاّمة ابن أبي شنب (رحمه الله)، ببحثٍ مختصرٍ في تحقيقُ نسبة هذه المُفرَدَة إلى صاحبِ «الفتح».
وها هُو كما نُشِرَ في العدد (9)، السنة الأولى، الخميس 4 صفر 1345هـ – 12 أغسطس 1926م، (ص 10):
«الشّاشيّة:
لمّا وصل الجزء الخامس من صحيفة «الفتح» إلى الأستاذ العلاَّمة الجليل الشّيخ محمد ابن أبي شنب مدرّس اللّغة العربيّة بكلّيّة الآداب العليا بجزائر المغرب، وصاحب المؤلّفات والأعمال العلميّة الكثيرة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة، اهتمّ للمقال الممتع الّذي أنشأه العلاَّمة المحقّق صاحب السّعادة أحمد تيمور باشا في تاريخ الطّربوش، وقد ورد في ذلك المقال أنّ العمامة تسمّى في المغرب «الشّاشية»، فرأى الأستاذ الشيخ محمد بن أبي شنب أن يزيد البيان في سبب تسميتها فتفضّل بكتابة ما يأتي:
لا يخفى أنّ «الشّاشية» بالمغرب قُلُنْسُوَةٌ مِن صُوف خاصة مثل الطربوش عند أهل المشرق، وقد اشتهر عند علماء العرب والإفرنج في زماننا أنّ لفظة «شاشية» مأخوذة من «الشاش» الّذي هو نسج رقيق من القطن أبيض غالبا ويُلَفّ على الرَّاس فيُسمّى عمامة، وقد أورده الخفاجي في «شفاء الغليل»، وقال: إِنَّهُ مُوَلَّدٌ مَنقول مِن اللّغة الهنديّة، وجاءت لفظة «شاشة» بمعنى العمامة في «رسائل بديع الزمان الهمذاني» (ط. بيروت ص265).
هذا ويصعب قبول القول بنسبة «الشاشية» إلى «الشاش» ولو مجازًا، لكون «الشاش» نسجًا رقيقًا من القطن الأبيض، وكون «الشاشية» تُصنع من صوف أحمر في الغالب. وذكر «الشاشية» القاضي عياض في «مداركه» في ترجمة سحنون، وأنّه كان يلبس الشاشية الطويلة، والعباسي في «شرح شواهد التّلخيص» أثناء ترجمة مسلم بن الوليد (مصر 1316 ج2 ص12 ص19)، ووردت هذه الكلمة أيضًا في «خِطط المقريزي» و«رحلة ابن بطوطة» و«ألف ليلة وليلة».
قد كنت حرَّرْتُ مقالة صغيرة باللّغة الفرنسيّة أدرجتُها في «المجلة الإفريقيّة» (سنة1907 ص55)، ذكرتُ فيها أنّي عند مطالعتي «مجموعة رسائل الجاحظ» (مصر 1324) وقفتُ في الرّسالة الثانية إلى الفتح بن خاقان في مناقب الترك وعامة جند الخلافة (ص11 س11) على هذه العبارة: «ونحن أصحاب التجافيف والقلانس الشاشية»، فحقّقتُ بأنّ لفظة «شاشية» نسبة إلى «بلاد الشاش»: «أرض واسعة وراء نهر سيحون»، ثمّ راجعتُ «معجم ما استعجم» للبكري، فقال عند كلامه على «الشاش»: «وإليه تُنسب الشاشية»، فزاد تحقّقي وأنّ «شاشية» صفةٌ لقُلنسوة أُقيمت مقام الموصوف لكثرة الاِستعمال، وهذا كثير في الثِّياب والبرود نحو: التزيدية والباغزية والشرعية والمسندية والكرباسية والسحولية والجهرمية والشطوية والقوهية والمقدية والقطرية والقسية والاتحمية.
وآخر الأمر أنّ لفظة «شاشية» منسوبة إلى «بلاد الشاش»، لا إلى نوعٍ من المنسوجات القطنية يُقال لهُ: «الشاش»، والله أعلم.
م. ابن أبي شنب
مُدرِّس العربيّة بكلّيّة الآداب العليا بالجزائر»اهـ
ايضا شاش بالعامية تعنى وصل الى القمة او الذروة,فى اى شئ,والشاشية تعلو الراس .
ايضا شاش بالعامية تعنى وصل الى القمة او الذروة,فى اى شئ,والشاشية تعلو الراس .
|
شكرا
بارك الله فيك على هذه المعلومة
شكرا
بارك الله فيك على المعلومات
الشكر موصول اليك أخي
بارك الله فيك
شكرا