https://www.djelfa.info/watch?feature…HACRly84#t=39s
ما شأن أم المؤمنين وشاني *** هُدي المُحبُّ لها وضل الشاني
إني أقول مبيناً عن فضلها *** ومترجماً عن قولها بلساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمد *** فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد *** بصفات يُرى تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها *** فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي *** فاليوم يومي والزمان زماني
– زوجي رسول الله لم أرَ غيره *** الله زوجني به وحباني
– وأتاه جبريل بصورتي *** وأحبني المختار حين رآني
– أنا بكره العذراء عندي سره *** وضجيعه في منزلي قمران
– وتكلم الله العظيم بحجتي *** وبراءتي في محكم القرآن
– والله خفرني وعظم حرمتي *** وعلى لسان نبيه برَّاني
والله في القرآن قد لعن الذي *** بعد البراءة بالقبيح رماني
– والله وبخ من أراد تنقصي *** إفكاً , وسبح نفسه في شاني
– إني لمحصنة الإزار بريئة *** ودليل حسن طهارتي إحصاني
– والله أحصنني بخاتم رُسله *** وأذل أهل الإفك والبهتان
– وسمعت وحي الله عند محمد *** من جبريل ونوره يغشاني
– أوحي إليه وكنت تحت ثيابه *** فحنا عليَّ بثوبه وخباني
– من ذا يفاخرني وينكر صحبتي *** ومحمد في حجره رباني
– وأخذت عن أبويَّ دين محمد *** وهما على الإسلام مصطبحان
– وأبي أقام الدين بعد محمد *** فالنصل نصلي والسنان سناني
– والفخر فخري , والخلافة في أبي *** حسبي بهذا مفخراً وكفاني
هذه القصيدة للشاعر الأديب الأندلسي أبي عمران موسى بن محمد المعروف بابن بهيج ، وهي في مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها واشتملت على ذكر فضائلها وفضائل والدها أبي بكر الصديق ومجادلة الروافض والخصوم المبغضين لها المتقولين عليها. ومحاجتهم بالدليل من الكتاب والسنة في إيمان صادق ودفاع حار. وبالواقع التاريخي الذي لا نزال فيه من سيرتها العطرة وسيرة أبيها الخليفة الأول رضوان الله عليه، كل ذلك بأسلوب بارع وبيان رفيع وقد نظمها ابن بهيج رحمه الله على لسان السيدة عائشة رضي الله عنها فجعلها تناظر وتفاخر وتدفع في نحور الأعداء بسلاح الحجة والبرهان الذي يطوقهم الخزي والعار.