تخطى إلى المحتوى

جدولة النفس فيما يعني 2024.

  • بواسطة

وأعني بذلك: ضبط النفس، وكبح جماحها، ومراقبتها وتوجيه سلوكها وتصرفاتها بدافعٍ إيماني داخلي، يوفر لها كثيرًا من طاقاتها لتوظيفها فيما يهمها ويعنيها، ولا سبيلَ لذلك إلا بمعرفة النفس والمجاهدة في ضبطها؛ إذ إنَّ هناك دوافعَ فطرية يتلذذ بها الإنسان رغم أنَّ هلاكها في الإسهابِ فيها، فلو جاهد على التركِ عاش عيشةً هنية، وأصبح الفلاح وضبط النفس له سجية؛ ومن ذلك: (الكلام – السمع – البصر – البطش – المشي).

الخطوات العملية لضبط النفس بما ذكر:

– المجاهدة لتركِ فضول الكلام إلا ما لا بد منه.

– المجاهدة لترك فضول السمع إلا ما لا بد منه.

– المجاهدة لتركِ فضول البصر إلا ما لا بد منه.

– المجاهدة لترك فضول البطش إلا ما لا بد منه.

– المجاهدة لترك فضول المشي إلا ما لا بد منه.

الفائدة المرجوة من ذلك:

هي توريث القوة في السمعِ والبصر والبطش والمشي، وتوفير الطاقاتِ لما يعني؛ لأنَّ من اشتغل فيما لا يعنيه ضيَّع على نفسِه كثيرًا مما يعنيه؛ فالمرأة الكثيرة الكلام مثلاً لا بد لها أن تتعدى في حديثِها إلى ما لا داعي له، فتفوِّت على نفسِها كثيرًا من الذكر والتسبيح الذي ينبغي أن تأتي بهما لصلاحِ نفسها، بدلاً من فضولِ الكلام، ومن يطلق بصرَه فيما لا يعنيه واشتغل به فوَّت على نفسِه كثيرًا من مصالحه ومصالح غيره؛ فمثلاً الرجل الذي يقف عند حدوثِ حادث مروري لفضول النظر، ويقف غيره ويزدحم المكان بوقوفِهم دون جدوى، يفوِّتُ على غيره مصلحةَ إنقاذه؛ بإبطاء وصول مصلحةِ إسعافه إليه، وقد يتسبَّبُ في وفاتِه، غير أنَّه فوت على نفسِه مصالحه الذي كان يسعى لأجلِها، ويقاس على ذلك الكثير من الأمثلة.

– غير أنَّ السلف – رضوان الله عليهم – كانوا يحرصون على توفير طاقاتهم ليستعينوا بذلك على إنجازِ كثير من مهماتهم وأعمالهم، فنجد أحدَهم عند سيرِه في طريقه لا يلتفتُ ببصرِه يمينًا ولا شمالاً؛ ليركِّزَ بسمعه وبصره لما يعنيه، فنجده يراجع كمًّا من علمِه وهو سائر في طريقه، بل قد يقرأ القدْرَ الكبير من كتابِ الله – إن لم يختم – فقد علم أولئك أنَّ إطلاقَهم للسمع أو البصر لا يعينهم على بلوغِ مقصودِهم فتركوه.

– بل نجد أنَّ أحدَهم من حرصِه يركز بصرَه على الأرض، ليس لزيادة خشوع وإنما توفيرًا للطاقاتِ.

فالعقلُ البشري مثله كمثل جهاز الحاسب (الكمبيوتر)، إن امتلأ بما ليس بمهم رفض دخول غيره فيه وإن كان مهمًّا، ومن ابتلي بذلك فعليه بزمامِ القاعدةِ العلمية: (التخلية قبل التحلية).

تـوجيه:

أ- توجيه نبوي كان له دافعٌ قوي في نفسي للمجاهدةِ في ترك الفضول والابتعاد عمَّا لا يعني، وتوفير الطاقاتِ لما يعني؛ روى الإمام الترمذي في سننِه في كتاب "الزهد" حديثًا هزَّ كياني؛ قال – رحمه الله -: مر على رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – جنازة، فقال الصحابة: أَبْشِرْ بالجنة، فقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وما يدريك؟! فلعلَّه تكلَّم فيما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينقصه)).

ب- قال ابنُ القيم – رحمه الله -: اعمل لنفسِك جدولاً فيما يعنيك وما لا يعنيك.

ما يعنيك من

الكلام

السمع

البصر

البطش

المشي

دينك

دنياك

دين غيرك

ما لا يعنيك من

الكلام

السمع

البصر

البطش

المشي

دينك

دنيا غيرك

دين غيرك

فلو أردنا توظيفَ ذلك وطرحنا من الأسئلةِ ما يعيننا على المجاهدةِ في جدولةِ النفس لقلنا:

لماذا؟

متى؟

كيف؟

أين؟

الجواب:

لحفظ الطاقات وتوفيرها لما يعنيه؛ فبها يزول الكثير من الخلافات والمشاكل، وتتحقق السعادة في الدارين، فيكون المجتهدُ في حفظٍ من مولاه لمجاهدته في حفظ سمعه وبصره… إلخ، حتى ينالَ الغاية السامية في دنياه المتمثلة في (تحقيق العبودية)، وفي الآخرة نيل الدرجات العالية في الجنان.

الجواب:

في جميع الأحوالِ وجميع تقلبات السمع والبصر والكلام والبطش والمشي والدين والدنيا.

الجواب:

سبيل ذلك:

1- المجاهدة.

2- الصدق مع النفسِ فيها.

3- استشعار مراقبةِ الله لها؛ فإنه يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور.

الجواب:

في جميعِ الأمكنة بين الأهل والإخوان والأقران والدراسة، وجميع مجالات الحياة العلمية والعملية.

إشـراقة:

أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا

فَإِنَّمَا أَنْتَ بِالنَّفْسِ لاَ بِالْجِسْمِ إِنْسَانُ

مريم مصطفى علي برناوي

بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة ومنها يستدعي كل انسان مراجعة وتقييم نفسه …فجزاك الله كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.