بسم الله الرحمن الرحيم "و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون"
"و عسى أن تكرهوا شيئاً و يجعل الله فيه خيراً كثيراً"
يقول المصطفى نبينا وحبيبنا
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك ؟ قالوا : يا رسول الله ومم تضحك ؟ قال : عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابه ما يحب حمد الله ، وكان له خير ، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير ، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن .
قال عليه الصلاة والسلام : من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .
وعلموا يا رعاكم الله ان عنوان السعادة في ثلاث :
• مَن إذا أُعطي شكر
• وإذا ابتُلي صبر
• وإذا أذنب استغفر
وحق التقوى اي حق الله في ثلاث
• أن يُطاع فلا يُعصى
• وأن يُذكر فلا يُنسى
• وأن يُشكر فلا يُكفر ..
فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء ، وبين مقام الصبر على البلاء .
فيعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى .
فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء
وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إلا وسوف تزول ، وما من حزن إلا ويعقبه فرح ، وأن مع العسر يسرا ، وأنه لن يغلب عسر يُسرين .فلا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس يدوم ولا شقاء
فالمؤمن يرى المنح في طيّـات المحن
ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل !
ويرى في الصفحة السوداء نُقطة بيضاء
وفي سُمّ الحية ترياق !
وفي لدغة العقرب طرداً للسموم !
من هذا الحديث اقول نعم اخي واختي المسلم/ه هل لدينا خيار اخر غير الصبر ان سخطنا فعلينا السخط وانا رضينا فلنا الرضى والسعادة والفوز فان اثمن غنى لنا هو غنى النفس والقناعة فانها كنز لا يدرك معناها الا المؤمن الحقيقي القانع والموكل امره الى الله وراضي بحكم الله وان كل ما يصيبه هو خير له لا شر
ينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء المؤمن إن جاءه ما يسرّه سُـرّ فحمد الله
وإن توالت عليه أسباب الفرح فرِح من غير بطـر
يخشى من ترادف النِّعم أن يكون استدراجا
ومن تتابع الْمِنَن أن تكون طيباته عُجِّلت له
إن أُنعِم عليه بنعمة علِم أنها محض مِـنّـة
يعلم أنه ما رُزق بسبب خبرته ، ولا لقوة حيلته
والمؤمن إذا أصابه خيرٌ شكره ، ونسب النّعمة إلى مُسديها ، ولم يقل كما قال الجاحد : ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )
أو كما يقول المغرور : ( إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ) !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه الى الاستغفار ، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما ، فإنه لايزال يتقلب فى نعم الله وآلائه ، ولا يزال محتاجا الى التوبة والاستغفار .
فالعبد يعلم أنه عبدٌ على الحقيقة ، ويعلم بأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يعترض على سيّده ومولاه
وكلما قربت المنزلة وعلى شأن المؤمن اشتد البلاء
فإن الابتلاء يرفع شأن الصالحين ويعظم اجرهم
يقول سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قلت يا رسول الله اي الناس اشد بلاء؟
قال:-
( الانبياء ثم الصالحون ثم الامثل فألامثل يبتلي الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابه زيد في بلائه وان كان في دينه رقه خفف عنه وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الارض وليس عليه خطيئه) رواه البخاري
وانت على سنة الابتلاء سائر والدنيا لم تصف لاحد ولو نال منها ما عساه ان ينال
فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال:-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من يرد الله به خيرا يصب منه ) رواه البخاري
ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة
وربنا وحده له الحمد واليه المشتكى فلا ترجو الا اياه في رفع مصيبتك ودفع بليتك
واذا تكالبت عليك الايام واغلقت في وجهك المسالك والدروب واذا ليله اختلط ظلامها وارخى الليل سربال سترها ؛؛
قلب وجهك في ظلمات الليل في السماء
وارفع اكف الضراعة وناد الكريم ان يفرج كربك ويسهل امرك
واذا قوى الرجاء وجمع القلب في الدعاء لم يرد النداء
قال تعالى :-
(امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )
أيها المبتلى بالحزن والفقر والمرض والظلم
ذكّر نفسك بجنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ
إن جعتَ في هذه الدّار أو افتقرتَ أو حزنتَ أو مرضّتَ أو بخسّتَ حقّاً أو ذقّتَ ظلماً
فذكّر نفسك بالنعيم
إنك إن اعتقدت هذه العقيدة وعملت لهذا المصير .. تحولت خسائرك إلى أرباح وبلاياك إلى عطايا
إن أعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خيرٌ وأبقى
وأما الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم
فهم أجزع الناس عند المصائب ، وأندمهم عند الحوادث لأنهم لايرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة ، لاينظرون إلا إلى هذه الدار الفانية , لايتفكرون في غيرها ولا يعملون لسواها , فلا يريدون أن يُعكّر لهم سرورهم ولا يُكدر عليهم فرحهم ,
ولو أنهم خلعوا حجاب الرّان عن قلوبهم , وغطاء الجهل عن عيونهم ..
لحدّثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها ,
ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها ..
إنها والله الجنة
الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد
إذا كان المصير إلى هذه الدار , فلتخفّ المصائب على المصابين , ولتقّر عيون المنكوبين …
فيا أيها المبتلون بالفقر , المبتلون بالمصائب ..
اعملوا صالحاً .. لتسكنوا جنة الله وتجاوروه تقدست اسماؤه
( سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعمَ عقبى الدار ) .
فالبلاء دائماً دليل خير, وليس نذير شر , قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي. ويقول صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه حتى الشوكة يشاكها. متفق عليه. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته.
واعلم أنك إذا دعيت الله أن يجنبك المصائب, ووقعت عليك المصائب, فقد يكون الله استجاب دعائك, أخي الحبيب.. أختي الفاضلة ….. لعل لك عند الله تعالى منزلة لا تبلغها بعملك، فما يزال الله تعالى يبتليك بحكمته بما تكره ويصبرك على ما ابتلاك به، حتى تبلع تلك المنزلة.. فلم الحزن إذا؟!
لكن أبشروا … لا بد للعسر من يسر , هذه سنة الله تعالى في خلقه.. ما جعل عسرا إلا جعل بعده يسرا.. والأمراض مهما طالت وعظمت لا بد لأيامهـا أن تنتهي، ولا بد لساعاتها – باذن الله – أن تنجلي.
وهوسبحانه حكيم عليم لايفعل شيئا عبثا، ورحيم تنوعت رحماته، لا يقفي قضاء إلا كان خيرا للعبد، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82].
الحمد الله أن الإبتلاء والمصيبة لم تكن في الدين , فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أصابته مصيبة حمد الله , وعندما سئل عن ذلك قال لأنها لم تكن في ديني.
إن أفضل البشر محمد صلى الله عليه وسلم له وقفة مع الأمراض والإبتلائات حتى السحر لم يسلم منه الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك فقدانه لأبنائه. فكان يقول صلى الله عليه وسلم إذا مرض
ومما ورد من الأدعية والأذكار ما جاء عن عائشة رضي الله عنها: { أن رسول الله كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي بأصبعه هكذا – ووضع سفيان بن عيينة – أحد الرواة – سبابته بالأرض ثم رفعها – وقال: "بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى به سقيمنا، بإذن ربنا"} [متفق عليه]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،{ أن جبريل أتى النبي فقال: يا محمد اشتكيت؟ قال: نعما، قال: "بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك" } [رواه مسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنه، { أن النبي كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" } [متفق عليه].
وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله : { دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت "لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين" فانه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له } [رواه الترمذي].
لكن هده الأدعية والرقى تريد قلبا خاشعا، وذلا صادق، ويقينا خالصا، لا ترديدا على سبيل التجربة والاختبار.. وفي النهاية لا يسعني الا ان اقول
اللهم أشفي سقمنا، وعظم أجرنا، وكفر ذنوبنا، ورزقنا العافية في ديننا وأبداننا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا الى النار مصيرنا وجعل الجنة هي دارنا وقرارنا إنك سميع عليم
اسئل الله ان يطهر قلبي من النفاق وعملي من الريآء ولساني من الكذب وان يجعل ما اكتبه كله خالص لوجهه الكريم وان يجعله حجة لي لا علي انه هو القادر على ذلك انه هو السميع العليم العظيم.لا تنسوني من دعائكم.
منقول ..مما راقني .
ولا تنسوني ايضا من صالح دعائكم .
يرفع للتدكرة ………………….
للرفع ………..للفائدة دائما ……..
مسك الختام ……….. في التوكل على رب الأنام .
ان شاء الله ……..