لربيع والحساسية المفرطة
نسبة المصابين بالحساسية المفرطة، في السنوات الأخيرة، في ارتفاع متواصل نظرا لتزايد العوامل المسببة لها، مثل التلوث البيئي، التدخين، الإفراط في مواد الزينة،
المواد المضافة للتغذية والضغوط الاجتماعية وغيرها.
أنواع الحساسية المفرطة عديدة بعضها تتظاهر طوال العام وبعضها تتصاعد وتيرتها عند حلول فصل الربيع خاصة، لأن سببها لقاح النباتات والأشجار التي تزهر في هذه الفترة بالذات، ويصبح أصحاب الحساسية عرضة لنوبات الزكام والحكة وعسر التنفس وغيرها.
نلاحظ إثر تعرض هؤلاء لجسم غريب لا يتحملون وجوده، سواء على جسمهم أو داخله أو بمجرد الاحتكاك به، ردود فعلية تتمثل في أعراض متعددة ومختلفة تكون أحيانا خفيفة وعابرة وأحيانا أخرى قد تصبح خطيرة أو قد تسبب الوفاة. أغلب هذه الأعراض هي سواء جلدية مثل الاحمرار والحكة والإكزيما… أو تنفسية مثل العطس، السعال، صعوبة في التنفس… أو انتفاخ أو صدمة قلبية…إلخ.
تبدأ أعراض الحساسية المفرطة تتظاهر عند دخول الجسم الغريب في الدورة الدموية، حيث يشرع الدم في صناعة أجسام مضادة له باعتباره عاملا خطيرا يجب تدميره. وتتمثل هذه الأجسام المضادة في غلوبينات المناعة المتعددة الأصناف، وفي هذه الحالة بالذات يكون الصنف اة هو المعني مباشرة.
لا تظهر أعراض الحساسية المفرطة إلا بتوفر عاملين هما:
– حساسية الجسم لعامل معين.
– تواجد هذا العامل في محيط هذا الجسم.
قد يكون هذا العامل سواء غذاء كالحليب، البيض، المسكرات، الكاوكاو والسمك أو مادة ما من مختلف المواد المضافة للتغذية (مادة حافظة، ملون، رافع الذوق، مضاد التعفن، مضاد الحموضة….إلخ)، أو لقاح الأشجار والنباتات، شعر أو صوف الحيوانات، بقايا القراديات، أو أيضا مواد كيمياوية أو دواء أو سم حشرة،…إلخ.
كما أن هناك عوامل جانبية تساهم في إثارة الحساسية مثل العامل الوراثي، التلوث البيئي، الإفراط في مواد الزينة، التدخين والضغوط الاجتماعية…
نسبة المصابين بالحساسية المفرطة، في السنوات الأخيرة، في تزايد مستمر نظرا لزيادة هذه العوامل المذكورة أكثر فأكثر، حيث تم تسجيل ارتفاع نسبة المصابين بزكام الحشائش بأكثر من 15%.
تتطلب الحساسية المفرطة لمادة غذائية ما الإقلاع نهائيا عن هذه المادة مدى الحياة، لتفادي تظاهر أعراضها، بينما بإمكان الحساسية لمادة تنفسية أن تتراجع مع مرور السنين والشفاء منها مع الوقت، رغم من التعرض لتلك المادة مجددا.
تتمثل أعراض الحساسية المفرطة فيما يلي:
1) الغذائية: لطخات حمراء على البشرة متبوعة بحكة وأحيانا انتفاخ الأجفان، اللسان أو الوجه. يمكن أن تتبع بصدمة قلبية تتطلب المعالجة السريعة قبل تطورها إلى صعوبة في التنفس، هبوط الضغط الدموي، فقدان الوعي وأحيانا الوفاة.
2) التنفسية: سيلان الأنف، احمرار العينين، الحكة، السعال، أوجاع الرأس، العطس وأحيانا نوبة الضيقة…
3) الجلدية: انتفاخ البشرة على شكل لطخات حمراء أو بيضاء متبوعة بحكة وحروق أو على شكل إكزيما.
نلاحظ الحساسية المفرطة عند الطفل أكثر من الراشد، وهذا يعود لأسباب من بينها عدم بلوغ جهاز المناعة عند الأطفال تطوره الكامل، إضافة إلى العوامل المذكورة سالفا كالتدخين عند الأم أثناء وما قبل الحمل أو تعرضها للدخان، الإرضاع بحليب البقرة بدلا من حليب الأم، إدخال بعض الأغذية مبكرا عند الرضيع، كالبيض والسمك،… أو سوء التغذية فيما بعد أو عدم توازنها والإفراط في بعض الأدوية عند الرضيع كالمراهم…إلخ.
عوامل تقي من الإصابة بالحساسية المفرطة هي:
1) الرضاعة بالثدي (حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تسمح بتطور سريع للمناعة من جهة، وكذلك مخاطية الأمعاء من جهة أخرى).
2) الإقلاع عن التدخين من طرف الأبوين.
3) تفادي بعض الأغذية من طرف الأم أثناء الرضاعة مثل البيض، الأسماك، حليب البقرة، المسكرات، الكاوكاو…إلخ.
4) تأخير إدخال الأغذية المسببة للحساسية عند الرضيع إلى مابعد 9 أشهر، والبدء في تنويع حمية الرضيع تدريجيا وبكميات قليلة وواحدة واحدة ليس أكثر، مثلا الزروع بعد 6 أشهر، وشهرا من بعد نشرع في إدخال الخضر ثم شهرا من بعد الفواكه ثم شهرا من بعد اللحوم.
تتمثل معالجة الحساسية المفرطة في:
أولا: البحث عن العامل المسبب للحساسية والابتعاد عنه مما يضمن الشفاء 100%.
ثانيا: استعمال الأدوية المضادة للحساسية أو التلقيحات المتكررة لإزالة الحساسية والتي تنفع في بعض الحالات التنفسية أو الجلدية، بينما لا فائدة لها في الحساسية الغذائية.
بارك الله فيك على هذه المعلومات القيمة
مشكور أخي على هذا المجهود الطيب ………..
مشكور اخي على الموضوع القيم