تخطى إلى المحتوى

مقامة النحو للزمخشري. 2024.

يا أبا القاسم أعَجَزْتَ أنْ تكُونَ مثلَ هَمْزَةِ الاستفهامِ إذ أخَذَتْ على ضَعفِها صَدْرَ الكَلامْ، لَيْتَكَ أشبهتَها مُتقَدِّماً في الخيرِ معَ المُتَقَدِّمينْ، ولمْ تُشْبِهْ في تأخركَ حَرْفَ التأنيثِ والتّنْوينْ. المُتقدِّمُ في الخيرِ خَطَرُهُ أتَمْ. وَدَيْدَنُ العَرَبِ تَقْدِمَةُ ماهُوَ أهمْ، ضَارعِ الأبْرَارَ بعَمَلِ التّوَّابِ الأوَّابْ. فالفِعلُ لُمضارَعتِهِ الاسمَ فازَ بالإعرابْ. ومادَّةُ الخَيْرِ أنْ تؤْثِرَ العُزْلَةَ وَلا تَبْرُزَ عَنِ الْكِنْ، وَتُخْفَي شَخصَكَ إخْفاءَ الضَّميرِ المُستَكنْ. فإنَّ الخَفَاءَ يَجْمَعُ يَدَيْكَ على النّجاةِ والاستعصام كما استعْصَمتِ الوَاوُ منَ القَلْبِ بالإدْغامْ، ولا يَكُونَنَّ ضَميرُكُ عَنِ الهَمِّ الدِّيْنيِّ سَالياً، كمَا لا يَكُون أفْعَلُ منَ الضّمير خالِياً. وعَوِّضْهُ مِنْ تلكَ السلوَةِ ذلكَ الهَمْ، كمَا عُوِّضَتِ الميمُ مِنْ حَرْفِ النِّدَاءِ في اللهُمْ. وَقِفْ لِرَبِّكَ على العَمَلِ الصَّعْبِ الشديدْ. كما تقِفُ بَنُو تميمٍ على التشديدْ واثُبتْ على دينِ الحقِّ الذي لا يَتَبدَّلُ وَلا يَحُولْ. ثَباتَ الحركة البِنائيّةِ التي لا تَزُولْ. ولا تَكُنْ في التّرْجِيح بَينَ مَذْهَبَيْنْ كالهمزَةِ الواقعةِ بينَ بَينْ. فانظُرْ إلى السودِ والبيضِ، كيفَ تعتقِبُ على ما تحتَ السماءْ. اعتقابَ العواملِ المختلفةِ على الأسماءْ. فإنّكَ لا ترى شيئاً إلا مُسْتهدفِاً للحوادثِ والنوائِبْ، كمَا ترَى الاسمَ عُرْضَةً للخَوَافِضِ والرَّوافِعِ والنواصبْ. وَتَجَلّدَ في المُضيِّ على عزمِكَ وتصميمِهْ. وَلا تقصُرْ عَمّا في الفَمِ مِنْ جلادَةَ مِيمِهْ. وَليحَجُبْكَ هَمكَ عَنِ الرُّكُونِ إلى هؤُلاءِ المُسْتَوْلية كما تُحْجَبُ عَن الإمالَةِ الحُرُوفُ المُسْتَعْلِيةْ. وَاحْذَرْ أنْ يَعْرفَكَ الدِّيوَانُ وَعَطاؤُهُ. مادَامَتْ مُبْدلَةً مِنْ وَاوِهِ يَاؤُهُ.

جميلة ورائعة وفقك الله وسدد خطاك أخي الفاضل

رحمة الله على الزمخشري وعلى العنبلي .

شكرا على الإفادة

شكرا لك على الموضوع القيم الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

بارك الله فيك أخي العنبلي

لكن الزمخشري معتزلي

قد تقول لي ما دخل هذا باللغة فأجيبك :

يتضح ذلك في أهمية اللغة , إذ هي الأصل , فإذا تناولها المبتدعة بالتأصيل , سهل عليهم من بعد إدخال بدعهم و ضلالتهم , بطريقة أسرع و أخبث و أنجع مما لو حالوا إدراج بدعهم عن طريق علمي الأصول و المنطق , و ما ذلك إلا لأن ذين العلمين , كانا منبوذين , مكروهين , و المنطق منهما خصوصاً , و ما ذلك إلا لمخالفته للفطرة السليمة و إطباق السلف على التحذير منه , و كلنا يعرف حكم الإمام الشافعي رحمه الله في أهل الكلام .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامه الفرجيوي الجيريا
بارك الله فيك أخي العنبلي

لكن الزمخشري معتزلي

قد تقول لي ما دخل هذا باللغة فأجيبك :

يتضح ذلك في أهمية اللغة , إذ هي الأصل , فإذا تناولها المبتدعة بالتأصيل , سهل عليهم من بعد إدخال بدعهم و ضلالتهم , بطريقة أسرع و أخبث و أنجع مما لو حالوا إدراج بدعهم عن طريق علمي الأصول و المنطق , و ما ذلك إلا لأن ذين العلمين , كانا منبوذين , مكروهين , و المنطق منهما خصوصاً , و ما ذلك إلا لمخالفته للفطرة السليمة و إطباق السلف على التحذير منه , و كلنا يعرف حكم الإمام الشافعي رحمه الله في أهل الكلام .

شكرا على التذكير .

لم يخدم العربية كما خدمها المعتزلة فلا تبخسوا الناس أشياءهم،وأنصفوا من انفسكم يرحمكم الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.