من المدرسة السورية الالكترونية…انتقيت لكم مقالة رائعة حول ادب المهجر
نص السؤال.. : ظلّ الأدب المهجري يحنّ إلى منابته الأولى , ويشارك في التعبير عن المشاعر القوميّة الأصيلة
ويقّدم صورا واقعيّة مؤلمة عن حياة الشّقاء في الغربة …. ناقش واستشهد
الاجابة المقترحة
1ـ المقدّمة :
اقتلعت الغربة الإنسان العربي من تراب وطنه , وألقت به في متاهات بعيدة حين تطلّع إلى عيش أفضل وحياة أكرم ، فشدّه بريق الحرّية وبهره غنى البلاد البعيدة .
2ـ الشوق والحنين إلى الأهل والوطن :
وعلى شواطئ الغربة تحطّمت هذه الأحلام الجميلة ، وتأججت في الأعماق نيران الحنين إلى الوطن والشوق إلى الأهل ، وليس هنالك صوت أعلى وأعمق من نداء النفوس المعذّبة والقلوب الممزّقة التي تنشد الوصل واللقاء بعد طول البعد والفراق ، وذلك كما في قول الشاعر شفيق معلوف :
-أيُّ صوتٍ أدعى غداةَ التّنادي من نداءِ الأكبـــــــــــــــــــادِ للأكبادِ
– نشط َ الشّوقُ للإيــــابِ ونادى باسمِ لبنانَ في الضّــــــــــــــلوعِ منادِ
3ـ الشوق والحنين إلى ذكريات الطفولة :
ولم يكن الوطن عندهم طبيعة جميلة وواحة يفرّون إليها من عالم مثقل بالهموم ، بل ارتبطت
صورته بذكريات الطفولة وعهودها التي عاشوها قبل الهجرة ،قال شفيق معلوف :
– هاكَ ملهى الصِّبا فيا قلبُ لملِمْ ذكرياتي على ضفافِ الوادي
4ـ الشوق والحنين إلى الأم :
وتستيقظ ذكرى الم في خواطرهم ، تلك الأم المعذّبة التي تنتظر عودتهم مع كل نسمة تهب أو بدر
يشرق ، قال شفيق معلوف :
– غصـصُ الأمّهـاتِ مـا هـي إلاّ ذِمــمٌ فـي خِـفــارةِ الأولادِ
5ـ تصوير آلام الغربة :
وهذه الذكريات من وطأة إحساسهم بمأساة الغربة وآلامها , وقد صوّروا أثر الاغتراب في نفوس
المهاجرين ، تلك النفوس المطعونة بسهام الغربة ، وقد انعكست آثارها على ملامح وجوههم المتعبة ، قال شفيق معلوف :
في قلوبِ المُغَرَّبين جراحٌ حملُوها على الجباهِ الجِـــــعادِ
يومَ (دقُُّوا) سواحلَ الشَّرقِ بالغر بِ ولم يهدِهم سوى العزمِ هاد
6ـ الأمل والتفاؤل بالعودة:
وليس الوطن أرضا فحسب ،بل حلم العودة الذي لايفارق أخيلتهم في اليقظة والمنام , إنهم يحلمون متى يضعون حدّا لملحمة الغربة ومأساة الترحّل ، ومتى يلتقون الأهل والأحبّة ،قال الشاعر شفيق معلوف :
وزّعَتْهُم كفُّ الرياحِ فــــــــــــــهلاّ جمعَتْهُم يدُ النّسيمِ الهــــــــادي
حـانَ أنْ يخنقُوا الشّــراعَ ويـطـووا علــمَ الفتـحِ بعـدَ طـولِ الجِهــادِ
الاتجاه القومي :
1ـ تمجيد الشهداء :
أيقظ الأدب المهجري الوعي القومي وآمن بالعروبة ونادى بنهضتها ،وظلّت الروح القوميّة تضطرم في نفوس أدباء المهجر على بعد الدار وطول المسافات , وإن آلاف الأميال التي فصلت
بينهم وبين أوطانهم لم تستطع أن تفصلهم عن روح أمّتهم ،ولم تشغلهم عن نكباتها قوى الظلم
والشر، وعندما أعدم شهداء السادس من أيارالذين قدموا أرواحهم فداء لأمتهم من أجل الحرية
رفعوا تحية إكبار وإجلال إلى تلك القافلة الخالدة في ذاكرة الوطن والمهجر، وهي تضئ لنا طريق التخلص من الظلم والاستبداد كما في قول الشاعر القروي :
– خيرُ المطالعِ تسليمٌ على الشُّــــهدا أزكى الصّلاةِ على أرواحِـــهِم أبداً
– فلتنحنِ الهامُ إجلالاً وتكــــــــــرمةً لكلِّ حرٍّ عن الأوطانِ مـــــاتَ فدى
– يا أنجمَ الوطنِ الزُّهرَ الّتي سطعَتْ في جوِّ لبنانَ للشَّعبِ الضّليلِ هُدى
2ـ الإشادة بالروابط القومية :
وأشاد الشعراء بالروابط القومية ، ومن هذه الروابط وحدة الآلام والمصير، وأشاروا إلى أنّ دماء
الشهداء ستبقى منارة للأجيال وطريق هداية للمناضلين ورابطة تجمع شمل العرب وتوحدهم
وتحفزهم للنضال دائما كما في قول القروي :
أكرمْ بحبلٍ غدا للعربِ رابطةً وعُقدةٍ وحّدَتْ للعُربِ مُعتقدا
3ـ التنديد بجرائم المستبدين :
وقد ندد الأدباء بجرائم المستبدين إلى جانب تمجيد أولئك الشهداء ، فالمستبدون جناة مجرمون
أيديهم ملطّخة بالدماء ، بينما اتصف الشهداء بالقداسة والطهارة ، وهم كالأوسمة المنيرة في السماء ، قال القروي :
قد علَّقَتْكُم يدُ الجاني مُلطَّـــــخةً فقدّسَتْ بكم الأعوادَ والمـــسدا
بل علّقُوكم بصدرِ الأفق أوسمةً منها الثّريّا تلظّى صدرُها حسدا
4ـ التحريض على الأخذ بالثأر:
ويتطلع الشاعر المهجري إلى المستقبل تندفع فيه مواكب التضحية والفداء من الشباب لتواصل
تسطير ملاحم البطولة والبذل من أجل بناء المستقبل العري المشرق قال القروي محرضا على
مقاومة الاستبداد والثأر للشهداء :
– وأنتمُ يا شبابَ العربِ يا سنداً لأمّةٍ لا تَرى في غيركُم سندا
– ناشدْتُكم بد مــــاءِ الأبرياءِ ألا لا تُهدَرَنَّ دماءُ الأبرياءِ سُدىً
5ـ الإشادة بسجايا الشهداء :
وقد ضرب الآباء والأجداد أروع الأمثلة في البذل والتضحية وهم يدافعون عن أوطانهم بعزّة وشموخ ، وعلى الأبناء أن يترسموا خطاهم وينهجوا نهجهم من أجل غد مشرق للأمة العربية
قال القروي مشيدا بسجايا الشهداء :
تلك الجبابرةُ الأبــــــطالُ ما ولدَتْ للمجدِ أمثالُهُم أمٌّ ولن تلـــــــــــدا
للّهِ أروعُهُم كالنّارِ متَّـــــــــــــــقِدا يبغي حياضَ الرّدى بالنّارِ مُبترِدا
يقبِّـلُ الجـرحَ لـو لـم يـُـغرهِ طمعٌ بـغـيـرِهِ مـا تـمنّى أنّـهُ ضــــــمــدا
إن المغترب العربي يبقى محبا لوطنه وإن كان قد هاجر فالوطن يسكن في قلبه ، وقلبه يسكن في الوطن .
الاتجاه الواقعي
1ـ تصوير السعي الدائم طلبا للرزق بروح ساخرة :
عرف معظم أدباء المهجر واقع الحياة بكل مافيه من مرارة ونكد فتأثروا به وصوروه تصويرا
واقعيا ساخرا ، وقد رسم الشاعر إلياس فرحات صورة الصراع الدائم مع الظروف سعيا وراء الرزق كما في قوله :
– طوى الدّهرُ من عمري ثلاثين حِجّةً طويْتُ بها الأصقاعَ أسعى وأدأبُ
– أغرِّبُ خلفَ الرّزقِ وهو مشــــــرَقٌ وأقســــــمُ لو شرّقْتُ راح يغرّبُ
2ـ تصوير الواقع بروح ساخرة : ( تصوير عربة النقل )
وقد الشاعر الكدح المضني وتحمّل المشاق والسفر وكفاحهم في سبيل الحصول على لقمة العيش
وسعيهم الدائم الذي يصطدم بسوء الحظ ، وهذا ما عبّرعنه إلياس فرحات في وصف العربة التي
كانت تقلهم في تجوالهم :
ومركبةٍ للنّقلِ راحَتْ يجـــرُّها حصانان محمرٌّ هزيلٌ وأشــــــهبُ
تمرُّ على صمِّ الصّفا عجلاتُها فتسمعُ قلبَ الصَّخرِ يشكو ويصخبُ
3ـ تصوير المعاناة ( المنزل أو الكوخ ) :
وقد صوّر الأدباء المعاناة القاسية التي كان يعانيها المغتربون في بلاد الغربة ، قال إلياس فرحات
يصور منزله في تلك البلاد البعيدة :
– نبيتُ بأكواخٍ خلَتْ من أناسِها وقامَ عليها البومُ يبكي وينعبُ
– مفكّكةٌ جدرانُها وسقوفُها يطلُّ علينا النَّجمُ منها ويغربُ
4ـ الخاتمة :
وهكذا عبّر أدباء المهجرعن ذواتهم ومشاعرهم بأبسط الألفاظ والأساليب كما عبّروا عن قضايا
أمّتهم القوميّة والاجتماعيّة والإنسانية في مهجرهم
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii i
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii