طور سيناء..مهد الحضارات وملتقى الاديان
السلام عليكم ورحمته وبركاتة
تحتضن أرض منطقة طور سيناء المصرية العديد من الكنوز الآثرية والتي تتصل بالديانات السماوية الثلاثة فالجزء الأكبر من قصة سيدنا موسى مع بني إسرائيل شهدتها هذه الأرض، كما كانت معبرا هاما للحجاج الأقباط إلى القدس وللحجاج المسلمين إلى الحجاز.
وجاءت تسمية طور سيناء نسبة إلى جبل طور سيناء، الذي ورد ذكره بالقرآن الكريم "والتين والزيتون وطور سينين" التين 2،3 . والطور فى اللغة يعنى الجبل الذى يكسوه الشجر، أما سينين فمعناها الشجر وعلى هذا فطور سينين معناها منطقة الجبال التى تكسوها الأشجار والنباتات.
خروج بنى إسرائيل
أول المعالم الموجودة بمنطقة طور سيناء يمثله طريق خروج بنى إسرائيل، والمحطة الأولى لهذا الطريق منطقة عيون موسى والتي تحتوى الآن على أربع عيون واضحة بينما اختفت بقية العيون نتيجة تراكم الرمال عليها .
وكان عدد هذه العيون 12 عين، والتي تفجرت لنبى الله موسى وبنى إسرائيل. وأثبتت دراسة للعالم فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جداً وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم بهذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون
أما المحطة الثانية في طريق خروج بني إسرائيل منطقة معبد سرابيت الخادم وهى المنطقة الوحيدة التى تقع فى طريقهم وبها تماثيل حيث طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى أن يجعل لهم إلهاَ من هذه التماثيل.
والمحطة الثالثة هى طور سيناء وهى مدينة ساحلية عبدوا فيها العجل الذى صنعه السامرى وكانت هذه المنطقة تشرف على بحر فلقد خاطب سبحانه وتعالى السامرى بأن هذا العجل سيحرق ثم ينسف فى اليم .
والمحطة الرابعة منطقة الجبل المقدس "سانت كاترين حالياً" وتتجمع بهذه المنطقة عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر، وجبل كاترين 2642م، وجبل المناجاة.
والمحطة الخامسة هى منطقة "عين حضرة" وهى عين ماء طبيعية مشهورة بسيناء.
دير الوادي
كما تحتوى منطقة الطور على آثار مسيحية، أهمها دير الوادى بطور سيناء ويعتبر من المحطات الهامة المكتشفة على طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين عبر سيناء، مبنى من الحجر الجيرى المشذّب مستطيل الشكل له سور دفاعى ويخترقه ثمانية أبراج مربعة.
ويوجد بدير الوادي أربعة كنائس ومعصرة زيتون ومنطقة خدمات وبه 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلالى للرهبان "أماكن إقامة الرهبان" والأخرى حجرات للمسيحيين الوافدين للإقامة فترة قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ومنه للقدس.
ويضم أيضا تل الكيلانى دير القديس جاورجيوس وبه كنيسة مارجرجس التى بنيت عام 1875م على أنقاض كنيسة قديمة يرجع تاريخها إلى عام 1500م و بنى حولها هذا الدير الذى يتبع دير سانت كاترين .
وللآثار الإسلامية نصيب بتل الكيلانى حيث يوجد جامع صغير بمنارة بنى فى عهد الخديوى توفيق. وقد ضم مقاماً قديماً للشيخ الجيلانى الذى سميت المنطقة على اسمه ثم حرّف للكيلانى، وقد زار هذا الجامع عباس حلمى الثانى بن توفيق عام 1898م .
مسلم ومسيحي .. طريق واحد
أما ميناء الطور فقد استخدم فى العصر المملوكى كطريق للحجاج المسيحيين إلى القدس عبر سيناء منذ "القرن الثامن الهجرى الرابع عشر الميلادى".
كما كان لميناء الطور دورا هاما فى خدمة الحجاج المسلمين بعد أن تحول درب الحج المصرى القديم من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م فى عهد الخديوى توفيق.
يذكر أن الحجاج المسلمون والمسيحيون كانوا يركبون نفس السفن، وكانوا يمرون فى طريقهم لميناء الطور يتوجهون سوياً لزيارة الأماكن المقدسة بجبل سيناء. وقد ترك الحجاج المسلمون العديد من الكتابات بمحراب الجامع الفاطمى داخل دير سانت كاترين.
ميناء الطور
يذكر أن ميناء الطور القديم يقع بمنطقة تل الكيلانى بطور سيناء والذى يعود للعصر المملوكى "648-922هـ ، 1250-1516م"، وهو عبارة عن مبانى من الحجر الجرانيتى والمرجانى والطوب اللبن.
وهو الميناء الذى كان يخدم التجارة بين الشرق والغرب حيث ترد منتجات جنوب شرق آسيا عن طريق البحر الأحمر إلى ميناء الطور على خليج السويس وكانت ترد منتجات الغرب عن طريق ميناء القلزم "السويس حالياً" إلى ميناء الطور الذى ظل عامراً حتى عام 1930م رغم افتتاح قناة السويس 1896م
للأمانة معلومات منقولة