تخطى إلى المحتوى

الإعجاز التاريخي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

من أسرار القرآن:

(349)- (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ*)
(القصص:76)
بقلم
الأستاذ الدكتور: زغلول راغب محمد النجار

الآية القرآنيةالكريمة جاءت في بدايات الثلث الأخير من سورة طه‏,‏ وهي سورة مكية وآياتها مائةوخمس وثلاثون‏(135)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم تكريما لخاتم الأنبياءوالمرسلين ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين.
لأن‏(‏ طه‏)‏ اسم من أسمائه الشريفة بدليل توجيه الخطاب إليه مباشرة بعد هذاالنداء‏,‏ وإن اعتبر نفر من المفسرين هذين الحرفين‏(‏ طه‏)‏ من المقطعات الهجائيةالتي استهل بها تسع وعشرون سورة من سور القرآن الكريم‏.‏
هذا وقد سبق لنااستعراض سورة‏(‏ طه‏)‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة‏,‏ والإشارات الكونية‏,‏ونركز هنا علي وجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في ذكر هذه السورة المباركة لواقعةحدثت من شخص اسمه‏(‏ السامري‏)‏ في زمن النبيين الكريمين موسي وهارون‏(‏ عليهماالسلام‏).‏

وجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي
في ذكر القرآن الكريم لواقعة"السامري"

جاءت قصة السامري مع قوم موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ مفصلة في الآياتالتالية‏:‏
‏1. ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداًّ لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْوَلاَيَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُوَكَانُوا ظَالِمِينَ *‏ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْوَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَاوَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ ‏*‏ َلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْوَأَلْقَى الأَلْوَاحَوَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِيوَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَوَلاَتَجْعَلْنِي مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ ‏*‏ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِيوَلأَخِيوَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَوَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ‏*إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا العِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْوَذِلَّةٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَاوَكَذَلِكَ نَجْزِي المُفْتَرِينَ ‏*‏ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَاوَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ‏*‏ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَوَفِي نُسْخَتِهَا هُدًىوَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ *)‏ (الأعراف‏:148‏ ـ‏154).‏

2. (‏َمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى*‏ قَالَ هُمْ أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِيوَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى* قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَوَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ*‏ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْوَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ العَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي*‏ لُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَاوَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ القَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ*‏ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْوَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ*‏ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاًوَلاَيَمْلِكُ لَهُمْ ضَراًّوَلاَنَفْعاً*‏ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِوَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِيوَأَطِيعُوا أَمْرِي*‏ قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى*‏قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا*‏ أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي*‏ قَالَ يَا بْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِيوَلاَبِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَوَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي*قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ*‏ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَاوَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي* قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَوَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّن تُخْلَفَهُوَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفاً*‏إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً *)

(‏ طه‏:83‏ ـ‏98).‏

وواضح من هذه الآيات أن الله ـ تعالي ـ كان قد دعاموسي ـ عليه السلام ـ لميقات علي الجبل ليتلقي رسالة الله ـ تعالي ـ إلي بنيإسرائيل فصعد موسي إلي الجبل تاركا قومه في أسفله بعد أن وكل بهم أخاه هارون ـ عليهالسلام ـ وبعد أن تلقي موسي الألواح من ربه أخبره ـ سبحانه وتعالي ـ أن قومه قدتعرضوا للابتلاء من بعده فما كاد موسي يتركهم في رعاية أخيه هارون حتي فتنهمالسامري عن عبادة الله ـ تعالي ـ وحده وتنزيهه عن جميع صفات خلقه‏,‏ وعن كل وصف لايليق بجلاله فأخرجه عن ذلك إلي عبادة عجل له خوار صنعه من ذهب نساء بني إسرائيل ولميكن لموسي علم بذلك‏,‏ حتي لقي ربه‏,‏ وتلقي الألواح وبها ركائز الإسلام الذي لايرتضي ربنا ـ تبارك وتعالي ـ من عباده دينا سواه‏.‏
ويعود نبي الله ورسوله موسيبن عمران إلي قومه غضبان أسفا لعودة قطاع من بني إسرائيل إلي الشرك بالله وعبادةالأصنام بعد أن أنقذهم الله ـ تعالي ـ من الاستعباد والذل والمهانة التي كانوايعيشون تحتها في ظل حكم وثني جاهلي ظالم علي أرض مصر‏,‏ ونجاهم بمعجزة خارقة للعادةعند عبورهم خليج السويس‏,‏ وأغرق أعداءهم المطاردين لهم وعلي رأسهم فرعون وجنودهأمام أنظارهم‏,‏ وفجر الأرض عيونا بالماء العذب تحت أقدامهم بمجرد عبورهم لمياهالخليج‏,‏ ونزل عليهم المن والسلوي رحمة من عنده‏,‏ وحذرهم من مخالفة أوامره فيحلعليهم غضبه وينزل عليهم سخطه‏,‏ ومن عليهم بمواعدة موسي ـ عليه السلام ـ بعد خروجهممن وادي النيل أن يأتي إلي جبل الطور بعد أربعين ليلة من الصلاة والقيام والصياميتعبد ربه كي يكون متهيئا لهذا اللقاء النادر الذي يتلقي فيه الوحي من الله ـ تعاليـ مسموعا ومدونا في الألواح‏,‏ وتنزل المن‏,‏ وهو من المواد السكرية التي تتجمع عليسيقان الأشجار كنتيجة لنز العصارة الغذائية من الأوعية الخشبية للأشجار‏,‏ ثمجفافها علي تلك السيقان الشجرية‏,‏ وإرسال أفواج السلوي وهو طائر السماني مما شكلوجبة غذائية كاملة من الكربوهيدرات والبروتينات الشهية والمغذية في قلب الصحراءالجرداء في قلب سيناء‏,‏ وهي من المعجزات الإلهية الحقة‏,‏ ويذكرهم الله ـ تعالي ـبتلك النعم التي أفاض بها عليهم‏,‏ ويذكرهم بها موسي حين رجع إليهم غضبان أسفا‏,‏لمقابلتهم تلك النعم الغامرة التي أفاء الله ـ سبحانه وتعالي ـ بها عليهم ثميقابلونها بالانحدار من التوحيد إلي الشرك‏.‏ ومن تنزيه الله ـ تعالي ـ عن جميعصفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله إلي الانحطاط بمدلول الألوهية إلي تمثال عجلمن ذهب مسروق له خوار ويصفونه بأنه الا ههم وإله موسي الذي نسيه عندهم وذهبلملاقاته علي الجبل‏,‏ يطلبه هنالك‏…!‏
راح موسي يعنف قومه ويوبخهم علي مااقترفوه من كفر بالله‏,‏ ويلوم أخاه هارون ويؤنبه علي تساهله مع الذين أشركوا منقومه علي فظاعة الجرم الذي كانوا قد اقترفوه‏,‏ علي الرغم من تعهدهم له بالبقاء عليالتوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ بغير تغيير لا ابتداع‏.‏ وعلي الرغم من تحذير موسيلهم من محاولة تقليد عبدة الأصنام حينما مروا علي قوم يعكفون علي أصنام لهم فطالبواموسي نبي الإسلام القائم علي التوحيد الخالص لله طالبوه أن يتخذ لهم صنما يعبدونهمن دون الله‏,‏ فقال لهم‏: (...‏إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ‏)‏ (طه:138)وفي الرد علي تقريع موسي للذينأشركوا من قومه أجابوا برد أسوأ من فعلتهم النكراء قائلين‏:‏ لقد حملنا أكداسا منحلي المصريات كانت مستعارة منهن بواسطة نسائنا‏,‏ وخرجن بها قبل المطالبة بردها‏.‏فألقين بها وتخلصن منها لحرمتها فالتقطها السامري‏,‏ وسول له شيطانه أن يصوغ منهاعجلا أجوفا جعل له عددا من المنافذ إذا دارت فيها الريح أخرجت صوتا كصوت الخوار‏,‏وهذا كله من نفث الشيطان ووساوسه وإغواءاته‏,‏ فما كاد ضعاف النفوس من بني إسرائيلأن يروا ذلك العجل الذي لا يملك لهم نفعا ولا ضرا حتي خروا له ساجدين‏,‏ ونسوا ربهمالذي خلقهم‏,‏ ونجاهم ورزقهم‏…!‏ فقال لهم نبيهم هارون إن ما فعلوه هو من الشركالذي يخرجهم من الملة‏,‏ ونصحهم بالرجوع عما وقعوا فيه من معاص‏,‏ وأن يستغفرواالله ـ تعالي ـ من سوء أعمالهم ويتوبوا إليه‏,‏ ولكنهم لم يستمعوا إلي نصح هارون‏,‏وطالبوه بالانتظار حتي يرجع إليهم موسي لأن الشيطان كان قد صور لهم أن هذا العجلالجسد الذي له خوار هو الا ههم وإله موسي الذي راح يبحث عنه علي الجبل‏,‏ متخيلينأنه نسي الطريق إلي ربه وتاه عنه‏.‏
وعندما رجع موسي إليهم غضبان أسفا‏,‏ واستمعإلي حجتهم التافهة‏,‏ التفت إلي أخيه هارون مؤنبا إياه علي ترك هؤلاء المشركين منقومه سادرين في غيهم‏,‏ وحاول هارون إطفاء غضب أخيه مستجيشا عاطفة الرحم بينهما‏,‏معتذرا بأنه لم يشأ معالجة الأمر بشيء من العنف انتظارا لعودته من لقاء ربه خشية أنيتفرق بنو إسرائيل شيعا‏,‏ وقد سبق أن أمره موسي بالمحافظة علي قومه وبألا يحدثمنهم أمرا حتي يرجع إليهم‏.‏
عندئذ اتجه موسي ـ عليه السلام ـ بحديثه إليالسامري صاحب الفتنة والغواية في بني إسرائيل‏,‏ متسائلا عن مبررات غوايته لقومه‏,‏فأجاب متعللا بأنه رأي جبريل ـ عليه السلام ـ في صورته الذي ينزل بها علي الأرض‏,‏فقبض قبضة من التراب الذي داس عليه أو داس عليه فرسه‏,‏ فألقاه علي العجل الذي كانقد صاغه من الذهب المسروق‏,‏ فصار له خوار‏.‏ والقرآن الكريم لا يقرر حقيقة ما حدثولكنه يسجل رد السامري الذي قاله في محاولة للتملص من المسئولية‏,‏ وتبرير ما حدثمنه‏.‏
ولكن موسي ـ عليه السلام ـ أعلنه بالطرد من جماعته طيلة حياته‏,‏ ووكلأمره بعد ذلك إلي الله ـ تعالي ـ يحاسبه بعدله المطلق‏,‏ وقال له‏:‏ اذهب مطروداملعونا معزولا لا يمسك أحد‏,‏ ولا تستطيع أن تمس أحدا من عباد الله‏,‏ وأن لك موعدامع خالقك في يوم الحساب لتلقي جزاءك علي ما اقترفت من جرائم ولن تخلف ذلك الموعدفإنه واقع لا محالة‏,‏ وأما عجلك الذي عبدته لنفر من قومك من دون الله فهاأنذاأحرقه وأنسفه وألقيه في ماء البحر لأثبت لكسخافة ما سولت لك الشياطين بعبادته وهولا يستحق من ذلك شيئا لأنه لو كانت له أية قدرة لدافع عنك ذلك التمثال الأبكمالأخرس الذي لا يضر ولا ينفع أو دافع عن ذاته‏.‏
وفي تلك اللحظة الحاسمة يؤكدموسي لقومه وللناس أجمعين حقيقة الألوهية الجديرة بإفرادها بالعبادة فيقول‏: (‏إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً‏) (‏ طه‏:98)‏.
من هنا فإن روايةالقرآن الكريم لحادثة السامري بعد أن ذهب النبي موسي بن عمران للقاء ربه تمثل وجهامن أوجه الإعجاز الإنبائي والتاريخي في كتاب الله‏,‏ ويشهد للنص القرآني بأنه لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ كما يشهد للقرآن الكريم بأنه كلام رب العالمين الذيأنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية فينفس لغة وحيه‏ (‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا‏,‏ وتعهد بهذاالحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يومالدين‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.