تخطى إلى المحتوى

البتراء . واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة 2024.

لم يدر بخلد الرحالة والمستكشف السويسرى يوهان بوكهارت، ان المدينة المفقودة فى الصحراء الأردنية، التى اكتشفها فى العام 1812 ستكون واحدة من عجائب الدنيا السبعة الجديدة.

جاء الرحالة السويسرى الى منطقة الشرق الأوسط قبل مئتى عام، بحثاً عن مدينة منحوتة فى الصخر ، ودوّن ملاحظات حول تأكده من وجود المدينة فى مكان ما بصحراء بلاد الشام. قادته إحدى رحلاته من القاهرة إلى دمشق، ومنها إلى صحراء الاردن، وهناك اقنع دليله البدوى ان يأخذه إلى عمق الصحراء ليكتشف المدينة المفقودة، التى نحتت مبانيها فى صخور "وادى موسي" الوردية اللون.

تقع مدينة البتراء، جنوب عمان بحوالى 262 كيلومتراً، وهى على الطريق الرئيسية التى تصل العاصمة عمان، بمدينة العقبة على ساحل البحر الأحمر.

ويعود تاريخ المدينة إلى أكثر من ألفى عام، عندما اخذ عرب الأنباط، الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية يحطون رحالهم فى المدينة، وبالنظر الى موقعها المنيع ،الذى يسهل الدفاع عنه ، جعل منها الأنباط عاصمتهم، ونحتوا بيوتهم فى صخورها. واستمرت البتراء عاصمة لدولتهم منذ العام 400 ق. م. وحتى عام 106 م، وامتدت دولة الأنباط من ساحل عسقلان على البحر المتوسط، غرباً وحتى صحراء بلاد الشام شرقاً.

ونظرا إلى موقعها المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين، وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر، فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها، وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة التوابل والبهارات، من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق، والحناء من عسقلان، والزجاجيات من صور وصيدا، واللآلئ من الخليج العربي.

وتتميز مدينة البتراء بأنها حفرت فى صخر "وادى موسي" الوردي، ولذا سميت بالمدينة الوردية. وهى مدينة متكاملة فيها كل المعالم الأساسية للمدينة، من "الخزنة" "بيت الحكم" إلى المدرجات العامة التى بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة، الى "المحكمة" وأماكن العبادة، وحتى بيوت أهلها وقبورهم محفورة فى صخرها الوردى الملون. كما تتميز بمدخلها المحكم، فقد حفرت بين جبال شاهقة صلدة مع شق ضيق "السيق" تظهر على جنباته بقايا غرف الحرس ومناطق المراقبة.

كما تميزت البتراء بنظامها المائى الفريد، إذ تتوزع فيها أقنية مبنية بشكل هندسى يضمن انسياب الماء بفعل الجاذبية من منابعه وعيونه إلى كافة المناطق الحيوية فى المدينة.

وما تزال الحياة البدوية تميز المدينة حتى يومنا هذا، حيث يصل الزائر إلى قلب المدينة الوردية، ماشيا على قدميه، أو على ظهر جواد، أو فى عربة تجرها الخيول، عبر "السيق" وهو شق هائل طوله ألف متر، وعندما يقترب "السيق" من نهايته، فإنه ينحنى فى استدارة جانبية، ثم لا تلبث الظلال الغائمة أن تنفرج فجأة تظهر "الخزنة"، التى حفرتها الأيدى فى الصخر الأصم على واجهة جبل، بارتفاع 140 مترا وعرض 90 مترا.

ومن ابرز معالم المدينة الأخرى المدرج الذى يتسع لحوالى 7000 شخص، و"قصر البنت" الذى يصل إليه الزائر بعد صعوده ما يزيد عن 100 درجة منحوتة فى الصخر، كذلك هناك مبنى الدير، وهو بناء ضخم يبلغ عرضه 50 متراً وارتفاعه 45 متراً إذا وقف المرء على قمته، ومد بصره بإمكانه أن يرى الأراضى الفلسطينية، وأجزاء من صحراء سيناء.

ووفقاً لعلماء الآثار فإن الأبنية فى مدينة البتراء ربما يكون قد تم بناؤها وسكنت فى القرن الأول والثانى قبل الميلاد.

وتعتبر مدينة البتراء ، أهم معلم سياحى فى الأردن، بالنظر لما تستقطبه من زوار عرب وأجانب.
وحسب إحصائيات وزارة السياحة زارها منذ بداية العام الحالى ما يزيد عن 180 ألف شخص من مختلف الجنسيات. ويحيط بالمدينة عشرات الفنادق من بينها فنادق عالمية. وينخرط معظم سكان المدينة فى العمل السياحى ويجيدون الحديث بمختلف اللغات الأجنبية رغم أن معظمهم غير متعلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.