تخطى إلى المحتوى

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا . 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم


رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا

يقول الله تعالى:

( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) )

تفسير الشّيخ عبدالرّحمن السّعدي رحمه الله.

القرآن العظيم كله محكم كما قال تعالى { كتاب أُحْكِمَت آياته ثم فُصِّلَت من لدن حكيم خبير } فهو مشتمل على غاية الإتقان والإحكام والعدل والإحسان { ومَن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } وكلّه متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى،

وأمّا الإحكام والتّشابه المذكور في هذه الآية فإنّ القرآن كما ذكره الله { منه آيات مُحْكَمَات } أي: واضحات الدّلالة، ليس فيها شُبْهَة ولا إشكال { هُنَّ أُمُ الكتاب } أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره، { و } منه آيات { أُخَرُ مُتَشَابِهَات } أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان: لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها،

فالحاصل أنّ منها آيات بيّنة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها، ومنه آيات تشكل على بعض الناس، فالواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريق يصدّق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة،

ولكن النّاس انقسموا إلى فرقتين { فأمّا الذين في قلوبهم زيغ } أي: ميل عن الإستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضّلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرّشاد { فيتّبعون ما تشابه منه } أي: يتركون المُحْكَم الواضح ويذهبون إلى المُتَشَابِه، ويعكسون الأمر فيحملون المُحْكَم على المُتَشَابِه { ابتغاء الفتنة } لمن يدعونهم لقولهم، فإنّ المُتَشَابِه تحصل به الفتنة بسبب الإشتباه الواقع فيه، وإلاّ فالمُحْكَم الصّريح ليس محلاً للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصد اتّباعه،

وقوله { وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله } للمفسّرين في الوقوف على { الله } من قوله { وما يعلم تأويله إلاّ الله } قولان، جمهورهم يقفون عندها، وبعضهم يعطف عليها { والراسخون في العلم } وذلك كلّه محتمل، فإنّ التأويل إن أريد به علم حقيقة الشيء وكنهه كان الصّواب الوقوف على { إلاّ الله } لأنّ المُتَشَابِه الذي استأثر الله بعلم كنهه وحقيقته، نحو حقائق صفات الله وكيفيتها، وحقائق أوصاف ما يكون في اليوم الآخر ونحو ذلك، فهذه لا يعلمها إلاّ الله، ولا يجوز التّعرّض للوقوف عليها، لأنّه تعرّض لما لا يمكن معرفته، كما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله { الرحمن على العرش [استوى ] } فقال السّائل: كيف استوى؟ فقال مالك: الإستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسّؤال عنه بدعة،

فهكذا يقال في سائر الصّفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك، تلك الصّفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة،

وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حدّ لنا، فأهل الزّيغ يتّبعون هذه الأمور المُشْتَبَهات تعرّضا لما لا يعني، وتكلّفا لما لا سبيل لهم إلى علمه، لأنّه لا يعلمها إلاّ الله،

وأمّا الرّاسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون.

وإن أريد بالتّأويل : التّفسير والكشف والإيضاح، كان الصّواب عطف { الرّاسخون } على { الله } فيكون الله قد أخبر أن تفسير المُتَشَابِه وردّه إلى المُحْكَم وإزالة ما فيه من الشُبْهَة لا يعلمها إلاّ هو تعالى والرّاسخون في العلم يعلمون أيضا، فيؤمنون بها ويردّونها للمُحْكَم ويقولون { كلٌ } من المُحْكَمِ والمُتَشَابِه { من عند ربّنا } وما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متّفق يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض

وفيه تنبيه على الأصل الكبير، وهو أنّهم إذا علموا أنّ جميعه من عند الله، وأشكل عليهم مجمل المُتَشَابِه، علموا يقينا أنّه مردود إلى المُحْكَم، وإن لم يفهموا وجه ذلك.

ولمّا رغّب تعالى في التّسليم والإيمان بأحكامه وزجر عن اتّباع المُتَشَابِه قال { وما يذّكر } أي: يتّعظ بمواعظ الله ويقبل نصحه وتعليمه إلاّ { أولوا الألباب } أي: أهل العقول الرّزينة لب العالم وخلاصة بني آدم يصل التّذكير إلى عقولهم، فيتذكّرون ما ينفعهم فيفعلونه، وما يضرّهم فيتركونه، وأمّا مَن عداهم فهم القشور الذي لا حاصل له ولا نتيجة تحته، لا ينفعهم الزّجر والتّذكير لخلوّهم من العقول النّافعة.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura3-aya7.html

ثم أخبر تعالى عن الرّاسخين في العلم أنّهم يدعون ويقولون { ربّنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } أي: لا تُمِلْها عن الحق جهلا وعنادا منّا، بل اجعلنا مستقيمين هادين مهتدين، فثبّتنا على هدايتك وعافنا ممّا ابتليت به الزّائغين { وهب لنا من لدنك رحمة } أي: عظيمة توفّقنا بها للخيرات وتعصمنا بها من المنكرات { إنك أنت الوهاب } أي: واسع العطايا والهبات، كثير الإحسان الذي عمّ جودك جميع البريّات.

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/saadi/sura3-aya8.html

جزاك الله خيرا


بسم الله الرّحمن الرّحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منار الابيض الجيريا
جزاك الله خيرا

آمين..أسأل الله أن يوفّقكم للعلم النّافع والعمل الصّالح

بسم الله الرّحمن الرّحيم

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله

قوله تعالى :رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ، فيه مسألتان

الأولى : قوله تعالى : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا في الكلام حذف تقديره يقولون . وهذا حكاية عن الرّاسخين .

ويجوز أن يكون المعنى قُلْ يا محمّد ، ويقال : إزاغة القلب فساد وميل عن الدّين ،

أفكانوا يخافون وقد هُدُوا أن ينقلهم الله إلى الفساد ؟

فالجواب أن يكونوا سألوا إذ هداهم الله ألاّ يبتليهم بما يثقل عليهم من الأعمال فيعجزوا عنه ; نحو (وَلَوْ أنّا كتبنا عَلَيْهِم أَنِ اقْتُلُوا أنفسكم أَوِ اخْرُجُوا من دياركم ). . . .

قال ابن كيسان : سألوا ألاّ يزيغوا فيزيغ الله قلوبهم ; نحو: ( فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم ). . . ; أي ثَبِّتْنَا على هدايتك إذ هديتنا وألاّ نزيغ فنستحق أن تزيغ قلوبنا .

وقيل : هو منقطع ممّا قبل ; وذلك أنّه تعالى لمّا ذكر أهل الزّيغ . عقب ذلك بأن علّم عباده الدّعاء إليه في ألاّ يكونوا من الطائفة الذّميمة التي ذكرت وهي أهل الزيغ .

وفي الموطأ عن أبي عبد الله الصنابحي أنّه قال : قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق فصلّيت وراءه المغرب ، فقرأ في الرّكعتين الأوليين بأم القرآن وسورة من قصار المفصل ، ثم قام في الثالثة ، فدنوت منه حتّى إنّ ثيابي لتكاد تمس ثيابه ، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا الآية .

قال العلماء : قراءته بهذه الآية ضرب من القنوت والدّعاء لما كان فيه من أمر أهل الرِدَّة . والقنوت جائز في المغرب عند جماعة من أهل العلم ، وفي كل صلاة أيضا إذا دهم المسلمين أمر عظيم يفزعهم ويخافون منه على أنفسهم .

وروى الترمذي من حديث شهر بن حوشب قال : قلت لأم سلمة : يا أم المؤمنين ، ما كان أكثر دعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان عندك ؟ قالت : كان أكثر دعائه ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) . فقلت : يا رسول الله ، ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال : يا أم سلمة إنّه ليس آدمي إلاّ وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ . فتلا معاذ : رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا . قال : حديث حسن .

وهذه الآية حُجّة على المعتزلة في قولهم : إن الله لا يضلّ العباد .
ولو لم تكن الإزاغة من قبله لما جاز أن يدعى في دفع ما لا يجوز عليه فعله .

وقرأ أبو واقد الجراح " لا تُزِغْ قُلُوبَنَا " بإسناد الفعل إلى القلوب ، وهذه رغبة إلى الله تعالى . ومعنى الآية على القراءتين ألاّ يكون منك خُلُقُ الزّيغ فيها فتزيغ .

الثانية : قوله تعالى : وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً : أي من عندك ومن قبلك تَفَضُلاً لا عن سبب مِنَّا ولا عمل . وفي هذا استسلام وتطارح .

وفي " لدن " أربع لغات : لدن بفتح اللام وضم الدال وجزم النون ، وهي أفصحها ، وبفتح اللام وضم الدال وحذف النون ; وبضم اللام وجزم الدال وفتح النون ; وبفتح اللام وسكون الدال وفتح النون .

ولعل جهّال المتصوّفة وزنادقة الباطنية يتشبّثون بهذه الآية وأمثالها فيقولون : العلم ما وهبه الله ابتداء من غير كسب ، والنّظر في الكتب والأوراق حجاب . وهذا مردود على ما يأتي بيانه في هذا الموضع .

ومعنى الآية : هب لنا نعيما صادرا عن الرحمة ; لأنّ الرّحمة راجعة إلى صفة الذّات فلا يتصوّر فيها الهبة يُقَال : وهب ، يهب ; والأصل يوهب بكسر الهاء .

ومن قال : الأصل يوهب بفتح الهاء فقد أخطأ لأنّه لو كان كما قال لم تحذف الواو كما لم تحذف في يوجل وإنّما حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتح بعد حذفها لأنّ فيه حرفا من حروف الحلق .

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qort…8.html#qortobi

أعتقد أن كلمة زيغ تحتاج إلى شرح أكبر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NIGHTINGALE الجيريا
أعتقد أن كلمة زيغ تحتاج إلى شرح أكبر

أتقصدين أن كلمة زيغ تحتاج إلى شرح أكبر في هذه الآية بالذات أم في مواضع أخرى ؟

فما معنى كلمة زيغ ؟

( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) )

يقول ابن كثير رحمه الله في شرح الآية:

ثم قال تعالى عنهم مخبرا أنّهم دعوا ربّهم قائلين : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) أي : لا تَمِلْهَا عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ ، الذين يتّبعون ما تشابه من القرآن ولكن ثبّتنا على صراطك المستقيم ، ودينك القويم

( وهب لنا من لدنك ) أي : من عندك ( رحمة ) تثبت بها قلوبنا ، وتجمع بها شملنا ، وتزيدنا بها إيمانا وإيقانا ( إنك أنت الوهاب )

قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي – وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب – قالا جميعا : حدثنا وكيع ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ثم قرأ : ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) رواه ابن مردويه من طريق محمد بن بكار ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، وهي أسماء بنت يزيد بن السكن ، سمعها تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه : " اللهم مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " قالت : قلت : يا رسول الله ، وإن القلب ليتقلب ؟ قال : " نعم ، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل ، فإن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه " .

فنسأل الله ربّنا ألاّ يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة ، إنّه هو الوهاب .

وهكذا رواه ابن جرير من حديث أسد بن موسى ، عن عبد الحميد بن بهرام ، به مثله . ورواه أيضا عن المثنى ، عن الحجاج بن منهال ، عن عبد الحميد بن بهرام ، به مثله ، وزاد : " قلت يا رسول الله ، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي ؟ قال : " بلى قولي : اللهم ربّ النبي محمد ، اغفر لي ذنبي ، وأذهب غيظ قلبي ، وأجرني من مضلات الفتن " .

ثم قال ابن مردويه : حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن هارون بن بكار الدمشقي ، أخبرنا العباس بن الوليد الخلال ، أخبرنا يزيد بن يحيى بن عبيد الله ، أخبرنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أبي حسان الأعرج عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو : " يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك " ، قلت : يا رسول الله ، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء . فقال : " ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن ، إذا شاء أن يقيمه أقامه ، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه ، أما تسمعين قوله : ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) . غريب من هذا الوجه ، ولكن أصله ثابت في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة بدون زيادة ذكر هذه الآية الكريمة .

وقد روى أبو داود والنسائي وابن مردويه ، من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ – زاد النسائي وابن حبان : وعبد الله بن وهب ، كلاهما عن سعيد بن أبي أيوب حدثني عبد الله بن الوليد التجيبي ، عن سعيد بن المسيب ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم إني أستغفرك لذنبي ، وأسألك رحمة ، اللهم زدني علما ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " لفظ ابن مردويه .

وقال عبد الرزاق ، عن مالك ، عن أبي عبيد – مولى سليمان بن عبد الملك – عن عبادة بن نسي ، أنه أخبره ، أنه سمع قيس بن الحارث يقول : أخبرني أبو عبد الله الصنابحي ، أنه صلى وراء أبي بكر الصديق المغرب ، فقرأ أبو بكر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل ، وقرأ في الركعة الثالثة ، قال : فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه ، فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية : ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا [ وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ] ) .

قال أبو عبيد : وأخبرني عبادة بن نسي : أنه كان عند عمر بن عبد العزيز في خلافته ، فقال عمر لقيس : كيف أخبرتني عن أبي عبد الله الصنابحي فأخبره بما سمع أبا عبد الله ثانيا . قال عمر : فما تركناها منذ سمعناها منه ، وإن كنت قبل ذلك لعلى غير ذلك . فقال له رجل : على أي شيء كان أمير المؤمنين قبل ذلك ؟ قال : كنت أقرأ ( قل هو الله أحد ) [ الإخلاص : 1 ]

وقد روى هذا الأثر الوليد بن مسلم ، عن مالك والأوزاعي ، كلاهما عن أبي عبيد ، به . ورواه الوليد أيضا ، عن ابن جابر ، عن يحيى بن يحيى الغساني ، عن محمود بن لبيد ، عن الصنابحي : أنه صلى خلف أبي بكر – رضي الله عنه – المغرب فقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة قصيرة ، يجهر بالقراءة ، فلما قام إلى الثالثة ابتدأ القراءة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتمس ثيابه ، فقرأ هذه الآية : ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا [ بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ] ) .

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/kath…8.html#katheer


بارك الله فيك أختي الكريمة وَبَارك لك في علمك وثبتك على طريق الهدى اللهم آمين
((فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه )) كلمات من ذهب
صلى الله وسلم على نبينا محمد

بسم الله الرّحمن الرحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nightingale الجيريا

بارك الله فيك أختي الكريمة وَبَارك لك في علمك وثبتك على طريق الهدى اللهم آمين
((فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه )) كلمات من ذهب
صلى الله وسلم على نبينا محمد

آمين …وفيك بارك الرّحمن أخيّتي….

اللّهمّ يامقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك ، واصرفها إلى طاعتك وجنّبها معصيتك …

وصلِّ اللّهمّ وسلّم على نبيّك محمّد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدّين .والحمدلله ربّ العالمين .


ربي يبارك فيك

آمين….وفّقكم الله للهدى والحق .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.