و الصلاة و السلام على محمد الأمين
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
سبب نزول قوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
قال الله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} [سورة الحشر]، سبب نزولها: أن رجلاً أتى النبي فبعث إلى نسائه ليقدن له شيئا فقلن: "ما معنا إلا الماء" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضم أو يضيف هذا" فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله. فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيّئي طعامك واصبحي سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت وكأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ضحك الله" وضحك هنا بمعنى رضي وليس كضحك البشر، أو "عجب من فعالكما"، فأنزل الله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [سورة الحشر]
فانظروا إلى هذا الإيثار الذي هو من الكرم واقتدوا بهؤلاء، اقتدوا بالحسن والحسين والليث والشافعي وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، وأنفقوا من أموالكم في وجوه الخير، في سبيل الله، فإن الدنيا إلى فناء، ولا تسلّموا لوساوس الشيطان. أنفقوا ولا تخشَوا من ذي العرش إقلالا، فإنّ الله لا يضيع مثقال ذرة.
جعلنا الله من الكرماء الأسخياء الذين عندهم الإيثار من الأصفياء الأتقياء، ءامين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
بارك الله فيك أخي
الله الله على نفوس حملت هذه الطيبة
ومما قرأت عن الايثار ايضا حادثة وقعت في معركة اليرموك حكاها حذيفة العدوي بقوله: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي – ومعي شيء من الماء – وأنا أقول: إن كان به رمق سقيته، فإذا أنا به، فقلت له: أسقيك، فأشار برأسه أن نعم، فإذا أنا برجل يقول: آه! آه! فأشار إلي ابن عمي أن انطلق إليه، فاذا هو هشام بن العاص فقلت: أسقيك؟ فأشار أن نعم. فسمع آخر يقول: آه! آه! فأشار هشام أن انطلق إليه فجئته فإذا هو قد مات. فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات. فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات.