تخطى إلى المحتوى

شَهْرَانِ لاَ يَنْقُصَانِ شَهْرَا عِيدٍ رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ 2024.

شَهْرَانِ لاَ يَنْقُصَانِ شَهْرَا عِيدٍ رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ

قال فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله -:

حديث أبي بكرة – رضي الله عنه – : ((شَهْرَانِ لاَ يَنْقُصَانِ، شَهْرَا عِيدٍ، رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ)) أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن هذين الشهرين لا ينقصان وهما شهرا العيد أما ذو الحجة فهو شهر عيد واضح إذ العيد فيه ذو الحجة شهر عيد فالعيد فيه والحج فيه وأما رمضان فليس بشهر عيد وإنما العيد في شوال فأطلق عليه اسم العيد لقربه منه إذ بانتهائه يدخل العيد فهو باب إليه فسمي شهر عيد وإلا فالعيد ليس فيه وإنما هو في أول شوال لكن لما كان قريبًا منه يكاد يكون ملتصقًا به قيل فيه شهر عيد

وهذا كما قال النبي:- صلى الله عليه وسلم – في حديث ابن عمر عند الترمذي: ((الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ)) فهل المغرب في النهار ولا في الليل؟ المغرب في الليل وصلاته جهرية ومع ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم -قال: ((الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ)) وذلك لقربه من النهار بعد غروب الشمس تدخل المغرب إذا وجبت الشمس وغابت دخل المغرب فسمي وترًا للنهار لقربه منه وإن كان في الليل فهكذا شهر رمضان فهو العيد ليس فيه لكنه باب إليه ولصيق به العيد ملتصق به فلقربه منه أطلق عليه شهر عيد وقوله – صلى الله عليه وسلم -((لاَ يَنْقُصَانِ)) اختلف في معنى هذا الحديث فمنهم من حمله على ظاهره فقال: لا يكون رمضان ولا ذو الحجه أبدًا إلا ثلاثين يومًا دائمًا وأبدًا هذا معنى قوله لا ينقصان عندهم عند بعض أهل العلم هؤلاء أنه لا يمكن أن يكون رمضان ولا ذو الحجة إلا ثلاثين دائمًا وأبدًا والحقيقة هذا قول ضعيف مردود لمخالفته للواقع الموجود ولمخالفته للمشاهد المحسوس عند الناس بل ويرده قول النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي تقدم معنا بالأمس: ((صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ)) والشاهد في هذا الحديث أنه لو كان رمضان دائمًا وأبدًا ثلاثين لم يحتج إلى هذا القول فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين فإذا كان دائمًا وأبدًا ثلاثين فهذا الكلام لغو وحاشا أن يكون كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لغوًا فإن لكل كلمة معناها فهذا يرد قول من قال إن رمضان لا يكون أبدًا إلا ثلاثين يومًا وذو الحجة لا يكون أبدًا إلا ثلاثين يومًا وذهب طائفة من العلماء إلى أن هذا الحديث معناه لا ينقصان في الفضيلة والأجر وإن كانا تسعة وعشرين، فلا فرق بين تسعة وعشرين في رمضان من حيث الفضل والأجر، أجر رمضان من حيث الشهر ولا فرق أيضًا بين ذي الحجة تسعة وعشرين وثلاثين من حيث الجملة من حيث الشهر فالأجر كائنٌ عليهما، فقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ ذَنْبِهِ)) و))مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) ينطبق على شهر رمضان سواء كان تسعة وعشرين أو ثلاثين فإن الشهر قد يكون تسعة وعشرين كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -وقيل لا ينقصان في الفضيلة وثواب العمل فيهما فلا فرق بين ثلاثين وبين تسعة وعشرين ثواب العمل في الشهر حاصل للـتسعة وعشرين وحاصل لـلثلاثين, وهذا في الحقيقة إذا نظرت إليه من حيث مجموع الشهر فهذا يسمى شهرًا وهذا يسمى شهرًا وقد ذهب إلى هذا جمع من أهل العلم.

ومن أقدم من بلغنا قوله إسحاق بن راهويه الإمام العلم -رحمه الله تعالى– فإنه قال " لا ينقصان في الفضيلة إن كان تسعة وعشرين أو ثلاثين" فسواء جاء شهر رمضان ثلاثين أو جاء تسعة وعشرين وسواء جاء شهر ذي الحجة ثلاثين أو جاء تسعة وعشرين فلا ينقصان في الفضيلة فهذا روي عن إسحاق بن راهوية ، بل ذكر البخاري في الصحيح عن إسحاق بن راهوية -رحمه الله تعالى– أنه قال مبينًا هذا المعنى "إذا كان تسعة وعشرين فهو تمام" يعني شهر تام وهذا يدل على أنه –رحمه الله تعالى– نظر إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم -السابق "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يومًا" فقال إسحاق تسعة وعشرين يومًا تامٌ، بل روى الحاكم عنه –رحمه الله تعالى– بسندٍ صحيح أنه سئل عن هذا، إسحاق بن راهوية سئل عن هذا فقال –رحمه الله تعالى– للسائل: "إنكم ترون العدد ثلاثين فإذا كان تسعة وعشرين ترونه نقصًا" يقول للسائل إسحاق بن راهويه "إنكم ترون العدد ثلاثين يعني الشهر ما يكون إلا إذا تم عدده ثلاثين، "وإنكم ترون تسعة وعشرين نقصًا وليس ذلك بنقصان " يقول إسحاق.

وذهب، الإمام أحمد –رحمه الله تعالى– واختاره البخاري إلى أن معنى قوله "لا ينقصان" يعني لا يجتمعان كلاهما ناقص، يكون شعبان تسعة وعشرين ورمضان تسعة وعشرين وهذا في الحقيقة بالنظر إلى الغالب وإلا قد يحصل ، معذرة يكون رمضان تسعة وعشرين وذو الحجة تسعة وعشرين، شعبان لا دخل له لأنه ليس فيه عيد لكن يكون رمضان تسعة وعشرين وذو الحج.ة تسعة وعشرين، هذا قول الإمام أحمد "لا يجتمعان في النقص في عامٍ واحد" يكون تسعة وعشرين رمضان ويكون ذي الحجة تسعة وعشرين، وهذا في الحقيقة بحسب الغالب الأعم الأغلب هو هذا الغالب، ولكن قد يوجد في بعض السنوات رمضان يكون تسعة وعشرين وذو الحجة يكون تسعة وعشرين فيجتمعان في سنة واحدة، كل واحد منهما تسعة وعشرين يومًا، والذي يظهر لي في هذا من هذه الأقوال جميعًا أن أرجحها قول إسحاق بن راهوية، أرجح الأقوال قول إسحاق بن راهوية -رحمه الله تعالى- وهو أن الناس يرون العدد التمام لا يرونه إلا في العدد إذا كمل ثلاثين فهو كامل وإذا جاء تسعة وعشرين قالوا الشهر ناقص وهذا غلط فإن النبي – صلى الله عليه وسلم -يقول: ((إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرَينَ يَوْمًا))

المصدر: جزء من الدرس الثاني من شرح كتاب الصيام من اللؤلؤ والمرجان

بارك الله فيك اخي

جزاك الله خيرا

بارك الله في الجميع

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة {مـشـاكـسـهـ}~ الجيريا
بارك الله فيك

شكرا و بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.