تخطى إلى المحتوى

آية تأملتها – بقلمي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، هو الأول بلا ابتداء، و الآخر بلا انتهاء، أولويته أوجبت ألا إلاه غيره، وآخريته أوجبت ألا إلاه سواه .. الحمد لله أكرمنا بخير كتاب أنزل .. الحمد لله أنعم علينا بخير كتاب أنزل .. واختصنا بين خلق كثير بأن جعلنا نتصفح منتدى الخير هذا في وقت انغمست طائفة آخرى في صفحات محرمة أو قضو أوقاتهم كلها في اللهو واللعب
فهي والأحداث تستهدفها ** تعشق اللهو وتهوى الطربَ

نضّر الله وجوها أكرمتني بقرائة موضوعي، وبارك أقلاما ناقشته وأياد نقلته .. حياكم الله إخواني وأحياكم لخدمة الدين والقرآن .. حياكم الله وأحياكم للأمة .. ترفعون منارها .. وتورون نارها .. وتقومون منئآدها .. وتصلحون فسادها .. وتنفقون كسادها .. وتحسنون تهيئتها وإعدادها ..
أنتم من أحسب أنهم المنادى في
شباب الهدى يا منايا العدى ** تعالو نعد ماضيا سيّدا
أحيكم بتحية الإسلام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمع الهداية قد شرفت منزلا ** قدر المنازل عن سناها نازل
كم سرت فيها نحو ربعك منشدا ** لك يا منازل في القلوب منازل
أما بعد إخواني
ها أنا منذ أسابيع أحاول أن أشارك إخواني بموضوع أَجْذَبَ للقراءة.. فقد لمست ذلك إذا كانت المواضيع بأقلام الأعضاء، لكنّ قريرتي لم تجد بما يحقق المبتغى ، لقلة الزاد وضعف القلم ، حتى فتح الله عليّ بما ستقرؤون، وأسأله ربي أن يوفق كلامي لنيل مبتغاه كما وفقني لكتابته وله الحمد و المنّة
أقول و الله الموفق
غير خاف على الغبيّ و النبيه ، والحليم والسفيه ، ماهو حالنا اليوم مع ترك تدبر القرآن.. وفهم معانيه.. والتفاعل مع آيته فهما وإدراكا .. لأسباب عديدة ، فمن ضعف في اللغة ، لقسوة في القلوب وبعد عن الدين ، والإنشغال بالدنيا، إلى قلة العلم بالله وكتابه.
ونحن في ذلك على مراتب .. ففي القرآن آيات واضح ظاهرها لكل عربي، ثم آيات يجد العام من غير طلبة العلم غموضا في فهمها إلا أن يتعلموا تفسيرها و يدرسوه، ثم هناك آيات لا يفهمها إلا الراسخون في العلم من عاشوا مع القرآن فجعلوه حياتهم ومنّ الله عليهم الله بفطنة وعلم في دينه.. وبين المراتب درجات ولا يزال المؤمن يسموا فيها ما اشتغل بكتاب الله تعلما وتأملا، ولا يزال يتدنّى ما هجر القرآن وانشغل عنه و العياذ بالله.
لكن مع ذلك فإنه من الحين للآخر تمر على الواحد منا آيات ومعان كأنه يتأملها لأول مرة، مع أنه سمعها كثيرا، فتحا من الله عليه في لحظة صفا قلبه فلامس كلام الله أشجانه، وحرّك وجدانه، وإن كان ذلك حقا،وكان تأثره صدقا، فإنه يجلس متأثرا بها، مغمورا بحلاوة كلام الله، يرى فجأة معان كثيرة في رأسه ونظرات عن الدنيا والعلاقة بالله تتغير وتتوضح أكثر، فإذا به يعيش لحظة ارتفاع الإيمان لاتضاهيها أي شهوة في اللذه ..أسأل الله لي ولكم لحظات كثيرة مثل هذه.

وها أنا أشارككم بإيجاز تجربة في شيئ مما وصفت من لذة مع آية سمعتها من كتاب الله مستعيذا بالله أن يكون إدعائي تأثري بالقرآن رياء، مرتجيا ربي أن يخلص كلماتي من كل سمعة وعجب (أدعولي إخواني بالإخلاص) ولكنه من باب {وأما بنعمة ربك فحدث} ومن باب الدعوة إلى الله وتقريب القرآن إلى الإخوة والأخوات ومشاركتهم في تجربتي علها تنفعهم وتنفعني من بعدهم , فبالله أستعين .

وأنا أسمع مادة صوتية مؤثرة مقتطفة من درس للشيخ صالح المغامسي عن لذة السجود لله عز وجل، -وضرفا الزمان والمكان مواتيان إذكنت وحيدا في غرفة مظلمة في وقت متأخر من الليل- لم يؤثر في نفسي شيئ من كلامه أكثر من استشهاده بقوله تعالى:
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}
كف عن قراءة الموضوع للحظات وتدبر الآية

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ، الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
لامست الآية وجداني وأطرقت لها .. اختالني شعور قويّ حاولت تفسيره لما هدأ، والله أعلم إن وفقت في ذلك .. لعلها رحمة الله التي تجلت في الآية .. كم مرّت عليّ آيات مراقبة الله لنا وأنه يعلم بكل حالنا ودقيق شأننا {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مبين }
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}
وكم تكلم الخطباء ووعظ الوعاظ عن مراقبة الله لكنهم ركزوا كلامهم عن اطلاع الله على معاصينا وما يجب علينا من استشعار لمراقبته تجنبا للمعاصي و المنكرات لكن الله يبسط علينا رحمته ويذكرنا أنه يعلم بحالنا إذا قمنا نناجيه في ظلمة الليل حين لا يرانا بشر، نبتغي وجهه، ونتضرع له، متقلبين بين ركوع وسجود، مستحضرين وقوفنا وسجودنا بين يدي العزيز الجبار، شديد العقاب، القادر على كل شيئ ومع ذلك سبقت رحمته عذابه، تصورت المشهد .. مشهد ذالك العبد المنكسر يخر لربه ساجدا في ظلمة الليل يدعوه طامعا، يبكي ويتضرع بحرقة، عساه يفوز بالصفقة، صفقة التوبة ، يناجي ربه ، يعترف بذنوبه ، يطلب من ربه ألا يكله إلى نفسه وأن يعينه على معاصيه ، قولوا بربكم أي وصف أحلى وأوقع في النفس من قوله تعالى {وتقلبك في الساجدين} .. تأملت فيه فوقع في نفس لذة كلام الله وروعة بيانه لا أدري لماذا بالضبط لكنه سحر القرآن، والمعجزة الخالدة بين أيدينا . فحمدا لربي على نعمة الإسلام ونعمة القرآن
ذاك هو تأثري شاركتكم إياه دون تفسير ولا علم فلست أهلا لذلك لكنني عبد ينقل خواطره عسى تلقى من ينتفع بها
إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن اصبت من الله وحده لا شريك له
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إلاه إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الله يبارك فيك اخي الفاضل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباديسي الجيريا
الله يبارك فيك اخي الفاضل

وفيك بارك الله

اسال الله أن يرزقك الاخلاص في القول والعمل

وأن يجعلك خاطرتك هذه حجة لك يوم القايمة

بارك الله فيكم ونفع بكم….

بارك الله فيك يااخي
يارب يجعل اعمالك في ميزان حسناتك
بارك الله فيك

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.