تخطى إلى المحتوى

التعليم الابتدائي مفتاح التفوق الياباني 2024.

ما سر تفوق المدارس اليابانية الابتدائية عن مثيلاتها لدينا؟
إنها كلمة واحدة وهي القيادة، فالأطفال يديرون شؤون فصولهم إلى حد تنظيف الحمامات الخاصة بالمدرسة. لقد آلوا على أنفسهم أن يستفيدوا من كل شيء يتعلمونه ويجعلون منه نبراسا لهم في حياتهم وسلوكهم.
دق جرس انتهاء الفسحة المدرسية، فانطلق الطلبة بمدرسة تاكيهار الابتدائية مسرعين من فناء المدرسة نحو فصولهم؛ ليعودوا في لحظات قصيرة مدججين بالمكانس والمساحات وقطع القماش اللازمة للتنظيف. وبدأ العمل على الفور في أروقة المدرسة التي ضجت بصياح الأولاد والبنات أثناء قيامهم بإخلاء المكان من مخلفات العلب الفارغة.
أما دورات المياة فنظف الأولاد جدرانها البيضاء وتسابق بعضهم فيما بينهم في مسحها بقطع القماش المبللة، وإعادة ترتيب المكان بوجه عام بعد جمع المهملات.
وحيث إن المدارس اليابانية لا يعمل بها أي بواب أو حاجب، لذا فقد أصبح على الطلبة القيام بمهام تنظيف النوافذ والأرضيات بأنفسهم. ومن ثم يعد الطلبة – بما فيهم أطفال الصفوف الأولى – أدوات المسح والتنظيف ليقوموا بهذه المهمة كل يوم لمدة عشرين دقيقة.
بعد ذلك يدق جرس المدرسة مرة أخرى ليعلن أنه قد حان الوقت لما يسمى بجلسة الاعتراف، فيقوم فتى طويل نحيل من طلبة الصف السادس، ممن يتولون قيادة إحدى جماعات التنظيف، بجمع أعضاء فريقه لإجراء مناقشة بخصوص عمل فترة الظهيرة، وقد دار بينهم الحوار التالي:
qسأل قائد الجماعة فريقه قائلا: هل قمنا بعملنا على ما يرام اليوم؟
طأجاب الآخرون نعم.
طفرد القائد وهل أحسنا استخدام وقتنا تماما؟.
طأجاب الآخرون نعم.
طواختتم تساؤله قائلا وهل أعدنا كل الأدوات إلى أماكنها؟
طفجاءه الرد بالإيجاب.
لكن هذا الجو المفعم بتهنئة الذات قطعه صوت ضمير إحدى الفتيات الخجولات وتدعى سيرا، وتبلغ من العمر أحد عشر عاما، حيث قالت الواقع أننا لم نضع المكانس في مكانها بشكل أنيق. وقد أومأ باقي الأطفال برؤوسهم مقرين بذنبهم، واكتست وجوههم للحظات مسحة من الكآبة بسبب هذا التقصير.
مما سبق يتضح لنا الجانب الذي نفتقده غالبا، ويتميز به التعليم الابتدائي في شرق آسيا. وتشتهر المدارس الابتدائية في اليابان، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية بأنها الأفضل عالميا بسبب أدائها العلمي المتميز. ومع ذلك فالشيء المهم، وخصوصا في اليابان، لا يتمثل في تخريج أطفال بارعين أذكياء بقدر ما هو الاهتمام بتخريج أطفال جيدين ومسؤولين ومنظمين. فالبرنامج بأسره يهدف إلى تعليم الأطفال العمل معا والتعاون على حل المشكلات، وهذا البرنامج يؤتي على وجه العموم بثماره. وبصفتي أحد المقيمين بمدينة طوكيو على مدى العامين ونصف العام الأخيرين، لم يكن المكان يروق لي ولا يجذبني كمحل لإقامتي ومعيشتي، يرجع هذا إلى ازدحامه الشديد وإثارته للإزعاج والضجر. بيد أنني مقتنع أن الشعب الياباني الآن بشكل عام هو ألطف الشعوب، وأكثرها تحملا للمسؤولية في العالم. وقد وصفتهم بالألطف تحديدا دون سائر الأوصاف الأخرى من صداقة وسعادة ومرح، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى النظام التعليمي لديهم. منقول للفائدة

جزاك الله خيرا .

و الله ما قصرت على هذه المعلومة القيمة و التييقشعر لها الجسم و نقف مذهولين مصدومين منهم باقع مرير …فهل سنقدر على التغيير بدل النعي حول التتحضير و المذكرات و الجدل البيزنطي حول مسائل كل واحد منا أعرف بما يدور بيننا في الدوام و الراحة ….الله يجيب الخير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمري محمود الجيريا
جزاك الله خيرا .

شكرا أخي المتألق دائما على مرورك الجميل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمار79 الجيريا
و الله ما قصرت على هذه المعلومة القيمة و التييقشعر لها الجسم و نقف مذهولين مصدومين منهم باقع مرير …فهل سنقدر على التغيير بدل النعي حول التتحضير و المذكرات و الجدل البيزنطي حول مسائل كل واحد منا أعرف بما يدور بيننا في الدوام و الراحة ….الله يجيب الخير

شكرا أخي على مرورك الطيب طيبة كلماتك وملاحظاتك الجميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.