تخطى إلى المحتوى

لحية العتروس 2024.

و الله لقد شاع في زمننا هذا الإستهزاء بالدين و معالمه، فمن كان في قلبه مرض يصفها بالتخلف و الآخر بالرياء ، ناسين بذلك سنة نبيهم، فمن يقلد كارل ماركس أو أحد المشاهير أصبح متحضرا و من يقلد نبيه صلى الله عليه و سلم يسمى معقدا و متخلفا هذا بغض النظر عن حكم اللحية و أعلمكم أن وجوب إعفاء اللحية جاء بالإجماع من الأئمة الأربعة.
و قد حذر العلماء من الإستهزاء بالدين و بالسنة و قد سئل الشيخ إبن باز رحمه الله:
هل من يستهزئ بالدين بأن يسخر من اللحية أو من تقصير الثياب، هل يعد ذلك من الكفر؟ فأجاب: ج: هذا يختلف إذا كان قصده الاستهزاء بالدين فهي ردة، كما قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ـ أما إذا كان يستهزئ من الشخص نفسه بأسباب أخرى من جهة اللحية أو من جهة تقصير الثياب، ويعني بذلك أنه متزمت، وأن يستهزئ بأمور أخرى يشدد في هذا أو يتساهل في أمور أخرى يعلم أنه جاء بها الدين وليس قصده الاستهزاء بالدين، بل يقصد استهزاءه بالشخص بتقصيره لثوبه أو لأسباب أخرى، أما إذا كان قصده الاستهزاء بالدين والتنقص للدين فيكون ردة، نسأل الله العافية، فسئل: إن كان يقول: أنا أقول ذلك للناس من باب الضحك والمزاح؟ فأجاب: هذا لا يجوز، وهذا منكر وصاحبه على خطر، وإن كان قصده الاستهزاء بالدين يكون كفرا.
و أما من يقول أنها لا تدل على قوة إيمان الشخص فاليعلم أن الإنسان يأتي من الدين ما إستطاع و إلا ففي زمن النبي صلى الله عليه و سلم كانوا كلهم أصحاب لحى و منهم من زنى و منهم من سرق … فإذا كنت صاحب لحية فهذا لا يعني أنك معصوم.

و أما عن علاقة اللحية بالرجولة : فلا تلازم بينهما و تعريف الرجولة واضح في كتاب الله :
قال تعالى -: (مّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ)[الأحزاب: 23]،
وقال تعالى -: (رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَوةِ وَإِيتَاء الزَّكَـوةِ يَخَـافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَـارُ)[النور: 37].
ومن سمات الرجال في كتاب الله: حب التطهر: (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)
و هل تعلم يا حالق اللحية لو كنت في زمن النبي لما نظر إليك كرها و بغضا إسمع لهذا الحديث:
قال الطبري في " تاريخه " (2/ 654)
حَدَّثَنَا ابْنُ حميد ، قال: حَدَّثَنَا سلمة ، عن محمد بن إِسْحَاقَ عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ .. فذكر الحديث ، وفيه : " ودخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ حَلَقَا لِحَاهُمَا، وَأَعْفَيَا شَوَارِبَهُمَا، فَكَرِهَ النَّظَرَ إليهما،ثم أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ : ( وَيْلَكُمَا! مَنْ أَمَرَكُمَا بِهَذَا ؟ ) ، قَالا: أَمَرَنَا بِهَذَا رَبُّنَا- يَعْنِيَانِ كِسْرَى- ، فَقَالَ رسول الله : ( لَكِنَّ رَبِّي قَدْ أَمَرَنِي بِإِعْفَاءِ لِحْيَتِي وَقَصِّ شَارِبِي).
لمن يقول لحية العتروس (التيس) أقول له كما قال القائل:
قيل لي لحيتك كلحية التيس فقلت له**** لحيتـــــي كلبـــــدة الأســــــد
و أسألنـــــي عمــــن لا لحيــة لـــــه**** كالنعـاج أو كأنثـــى الأســـــد
وسبحان الله حتي في الحيوانات الذكور بلحاهم :
الجيريا

تم الكلام وربنا المحمـــود *** له المكارم و العلى والجــود

جزاك الله خير

الجيريا

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.