الجوع.. ولا الرجوع
انتفض الأساتذة بعديد الولايات، ضد قرارات وممارسات وزارة التربية ملبين بذلك نداء الكناباست بتنظيم وقفات احتجاجية، أمام مقرات مديريات التربية، رافعين شعارات منددة بسياسة الوزارة التي دفعت بالقطاع نحو المجهول.
استجاب صبيحة أمس، مئات أساتذة التعليم الثانوي والتقني المضربين بولايتي بومرداس والبويرة وباتنة وقسنطينة وتبسة وسوق أهراس، لنداء نقابة الكناباست الداعي لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية. حيث تجمعوا منذ الساعات الأولى أمام مقر هذه الأخيرة رافعين ومرددين هتافات وشعارات منددة بممارسات الوزارة على "لا تهديد لا وعيد الكناباست من حديد"، "كرامتنا فوق كل اعتبار"،"الجوع ولا الرجوع" و"قرص مضغوط = أستاذ ؟".
وفي حديث ممثل عن الأساتذة لـ"الشروق" أكد أن هذه الوقفة هي رسالة للرأي العام بأن الإضراب شرعي ومطالبهم شرعية، وأن الواقع غير الواقع المروج له من وزارة التربية، وأضاف أن الكناباست تندد باستخفاف الوزارة وهذا ما اعتبره هؤلاء دليلا على عدم شعور وزارة بن غبريط بمسؤوليتها تجاه القطاع وبعدهم الكلي عن مصلحة التلميذ. وبشأن القرص المضغوط الذي اعتبرته الوزارة تعويضا عن الأستاذ، أفاد محدثنا أنه دليل على استخفاف والنظرة الاستعلائية للوزارة تجاه التلاميذ وعدم معرفتهم بواقع الفرد الجزائري – على حد تعبير ذات المتحدث –
واجتاح، أمس، سيل بشري من الأساتذة شوارع مدينة بجاية في مسيرة حاشدة، انطلقت من مقر مديرية التربية لتمر عبر المحكمة وحي الناصرية لتعود من جديد إلى مقر المديرية، وذلك استجابة لدعوة الكناباست بتنظيم حركات احتجاجية موازية لحركة الإضراب التي تدخل أسبوعها الرابع على التوالي، دون أن تظهر بوادر انفراج في الأفق، وهو ما جعل أحد المتدخلين يؤكد أن نجاح الحركة الاحتجاجية ستساهم في رفع معنويات الأساتذة المضربين والتسلح من جديد لمواجهة تهديدات بن غبريت التي تحاول، حسبهم، اللعب على وتيرة الترهيب لتكسير الحركة الاحتجاجية.
النقابيون نظموا في البداية تجمعا احتجاجيا أمام مقر مديرية التربية، ليفاجئوا مصالح الأمن بقرارهم بتحويل التجمع إلى مسيرة، خاصة وأن عدد المشاركين قدر بأزيد من سبع آلاف مشارك – حسب النقابيين – الذين رفعوا لافتات كثيرة منددة بعنجهية بن غبريت وصمت الدولة تجاه المطالب الشرعية للأسرة التربوية منها " و"لنا دين ولنا ملة" و"لنا أخلاق بدون ميثاق و"الأستاذ أكبر من أن يكون قرصا مغضوطا".
وأقدمت أمس، نقابة الكناباست بالاعتصام أمام مبنى مقر مديرية التربية في كل من ولايتي الوادي وتيبازة، احتجاجا على الممارسات التعسفية والتضييق على النشاط النقابي في الولاية التي تنتهجها الوصاية، لكسر الحركة الاحتجاجية والتشكيك في مصداقية ممثلي الكناباست.
كما طالبت النقابة، في بيان تحصلت "الشروق" نسخة منه بالترقية الألية لاستدراك الإجحاف الذي مس المناصب المحررة من التقاعد مشيرين إلى التعتيم المخيم على عدد هذه المناصب وعدم العمل بالمواد القانونية، مبدين استياءهم من استبدال المربي بقرص مضغوط، كما شددت على تجسيد طلب العمل والمناصب المكيفة وملف السكن والتقاعد بعد 25 سنة فعلية واحتساب سنوات التكوين والخدمة الوطنية في التقاعد ومنحة المنطقة.