علاج الأمراض العضوية بالقرآن
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
سؤال من (م. ب) من الرياض: هل التداوي والعلاج بالقرآن يشفي من الأمراض العضوية كالسرطان كما هو يشفي من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما؟ وهل لذلك دليل؟ جزاكم الله خيراً.
القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء بإذن الله، والأدلة على ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[1]، وقوله سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[2]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى شيئاً قرأ في كفيه عند النوم سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[3] و(المعوذتين) (ثلاث مرات)، ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده، فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم، كما صح الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها.
قال ابن القيم رحمه الله:ففي الصحيح من حديث أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري «أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من العرب، فلم يقروهم، ولم يضيفوهم، فلدغ سيد الحي، فأتوهم، فقالوا: هل عندكم من رقية، أو هل فيكم من راق؟ فقالوا: نعم، ولكنكم لم تقرونا، فلا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم على ذلك قطيعا من الغنم، فجعل رجل منا يقرأ عليه بفاتحة الكتاب، فقام كأن لم يكن به قلبة، فقلنا: لا تعجلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيناه، فذكرنا له ذلك، فقال: ما يدريك
نها رقية؟ كلوا، واضربوا لي معكم بسهم.»
فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه، فأغنته عن الدواء، وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء.
هذا مع كون المحل غير قابل، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين، أو أهل بخل ولؤم، فكيف إذا كان المحل قابلا.
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين(1/79)
بارك الله فيك
بار الله فيك
بارك الله فيك اخي