و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى رقم: ٨٥٩
الصنـف: فتاوى العقيدة – التوحيد وما يُضادُّه – الأسماء والصفات
في حكـم التعبيـد باسـم «السَّتَّـار»
للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى
السـؤال:
لقد انتشر عند كثيرٍ من الناس أنَّ «السَّتَّار» من أسماء الله تعالى
فهل هذا صحيح؟
وهل يجوز تعبيد الأسماء به؟
وجزاكم الله خيرا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه
إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فاعلم أنَّ الأسماءَ الحُسنى -عند السلف- توقيفيةٌ لا تُؤخذُ من غيرِ النصوص الشرعية الثابتةِ، وهي غيرُ محصورةٍ
بعددٍ مُعيَّنٍ، واستأثرَ اللهُ تعالى بعلمه بها، وأسماؤُه سبحانه محكمةٌ وهي دالَّةٌ على ذاتِ الله مع دلالتها على الصِّفة
فإن أُريد بالصِّفة المتضمِّنة في الاسم معناها فهذا مُحكَمٌ، وإن أريد حقيقة الصفة وكيفيتها فهذا من المتشابه
الحقيقي الذي لا يعلمه إلاَّ الله، لذلك يجب الإيمان بالاسم، وبما دلَّ عليه من معنى بلا كَيْفٍ، وبما تعلَّق به من أَثَرٍ
فهذه أركان الإيمان بأسمائه الحسنى في كمالها وجلالها وليس فيها ما يتضمَّن الشرَّ.
واسم «الستير» من أسماء الله الحسنى الثابتة بما أخرجه أبو داود وغيرُه بسندٍ صحيحٍ من حديث يعلى بن أُمَيَّة
رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم رَأَى رَجُلاً يَغْتَسِلُ بالبَرَازِ بِلاَ إزَارٍ، فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَحَمِدَ اللهَ
وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال: «إنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الحَيَاءَ وَالسِّتْرَ فإذَا اغْتَسَلَ أحَدُكُم فَلْيَسْتَتِرْ»(١).
أما اسم «السَّتَّار» فلا أعلمُه من أسماءِ الله الحسنى الثابتةِ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهو اسمٌ متداولٌ خطأً
عند عامَّة المجتمع الجزائريِّ حتى عُبِّدت أسماءُ الناس به، فسمُّوا ﺑ: «عبد الستار»، والصواب الصحيح أن يعبَّد الاسم
الثابت عنه فيقال: «عبد السِّـتِّير».
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه
وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الموافق ﻟ: ١٠ مارس ٢٠٠٨م
وأحمد في «مسنده»: (١٧٥٠٩)، من حديث يعلى بن أمية رضي الله عنه، والحديث صححه النووي في «الخلاصة»: (١/ ٢٠٤)، والألباني في «الإرواء»: (٢٣٣٥).
بارك الله فيكم وجزاكم خير
بارك الله لك ولشيخنا الكريم حفظه الله على طاعته
بارك الله فيكم وجزاكم خير
مبارك سلم الله يداك
حفظ الله الشيخ وبارك الله في عمره
ثم ذكر مقتضى هذين الاسمين حيث قال: (يحب الحياء، ويحب الستر) يعني هو حيي يحب الحياء، وهو ستير يحب الستر، وهكذا يأتي في بعض الأحاديث التي فيها ذكر بعض أسماء الله تعالى محبة الصفات التي تدل عليها هذه الأسماء، وهنا: (إن الله حيي ستير؛ يحب الحياء والستر) وفي حديث آخر: (إن الله جميل يحب الجمال)، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً: (إن الله محسن فأحسنوا) وهكذا بعض الأحاديث التي تأتي يأتي فيه ذكر اسم من أسماء الله، ثم يذكر بعدها شيء يرشد إليه، وغالباً ما يكون مشتقاً من تلك الأسماء.
أما ما يشتهر على ألسنة الكثير من عامة الناس من إطلاقهم اسم (الساتر) و (الستار) على الله تعالى وإدراجه ضمن أسماء المولى جل وعلا؛ فلا نعلم دليلاً يدل عليهما، ولكن لا شك أن الله تعالى هو الستَّار وهو الساتر من حيث المعنى، لكن الأسماء والصفات توقيفية، والذي ورد هو ما تقدم.
شرح سنن أبي داود للعباد حفظه الله (449/15)
ما حكم التسمية بعبد الستار وعبد الساتر؟
الجواب
الذي ينبغي للإنسان أن يختار اسماً ورد به دليل، لكن إذا وجد شيء من ذلك فلا يغير الاسم؛ لأن الله تعالى هو الستار وهو الساتر، ولكن عند الاختيار الأولى أن يختار اسماً ثبتت تسمية الله تعالى به، وإذا وجد شيء معبد لله عز وجل باسم لم يرد ولكن المعنى صحيح قد ورد بلفظ آخر مثل الستير، فلا بأس به، ولا يغير.
شرح سنن أبي داود للعباد حفظه الله(450/44)
فأجاب: " الستار لا أعلم أنه من أسماء الله، ولكن من أسماء الله: "الستير"، كما جاء في الحديث: (إن الله حيي ستير) ، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله، وإنما هو من باب الخبر، أخبر عن الله أنه ستار، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى.
"نقلا: عن شريط شرح الإبانة الصغرى لابن بطة".
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
جزاك الله خيرا موضوع مميز من أستاذنا المميز
مبارك سلم الله يداك حفظ الله الشيخ وبارك الله في عمره |
ما أنا إلا ناقل ، طمعا في ثواب و جزاء الدلالة
على الخير لا أكثر و لا أقل …
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
إخوتي
سائلين الله أن يعلمنا ما ينفنا و ان ينفعنا بما علمنا
و أن يزيدنا علما
شكرا لك أخي جزاك الله خيرا ،
بارك الله فيك