تساءلت نقابات التربية عن مصير القسم النموذجي الذي تحدثت عنه الوزارة في وقت سابق، واعتبرت بلوغ أفواج بـ45 تلميذا فما فوق غاية في الخطورة، مطالبة الوزير الجديد بالتعجيل في فتح الملفات العالقة خلال اللقاء المقرر بين الطرفين نهاية الأسبوع القادم.
مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست”
اعتبر المنسق الوطني لـ”الكناباست”، الأرقام المقدمة في الندوة الوطنية مقلقة، خاصة ما تعلق بالاكتظاظ، وقال بأن اعتبار 45 تلميذا في الفوج، أمرا عاديا، غير معقول ولا مقبول، ما دام القانون التوجيهي للقطاع، ينص على 30 تلميذا في القسم. وقال نوار العربي بأن ما تم تداوله في اللقاء غاية في الخطورة ويتطلب تحركا مستعجلا من قبل مصالح الوصاية، لأن المؤسسات التربوية التي خصصت أفواجا بـ45 و50 تلميذا لم تحترم المعدلات الرسمية، فعدد من مديري التربية، حاولوا التقليل من خطورة المشكل، حينما تحدثوا عن نسب اكتظاظ ضئيلة بـ2 و3 بالمائة، والصحيح حسبه، أن هذه النسبة تعادل حوالي 100 قسم. واعتبر ممثل المجلس دعوة وزير التربية النقابات إلى حوار شفاف ”على أن يتم ذلك في أقرب الآجال”، مؤشرا قويا على وجود إرادة لمعالجة الاختلالات المسجلة، غير أنه تأسف من عدم التطرق إلى مشكل السكن لمستخدمي الجنوب، ولا إلى العجز المسجل على مستوى المساعدين التربويين.
اتحادية عمال التربية لنقابة ”السناباب’‘
أما رئيس اتحادية عمال التربية لـ”السناباب”، فقد اعتبر الاتهامات الموجهة إلى المقتصدين المكلفين ببيع الكتب، مغالطة مرفوضة، باعتبار أن هؤلاء يقومون بمهاهم على أكمل وجه، قائلا بأن السبب الرئيسي وراء تأخر توزيع الكتاب المدرسي لحد الآن، هو عجز الأولياء عن دفع مستحقاته. وحسب محدثنا، فإن عدد التلاميذ المستفيدين من مجانية الكتاب المدرسي، لا يتجاوز 3 ملايين متمدرس، في حين أن العدد الحقيقي للمعوزين يفوق هذا الرقم بكثير. وانتقد لعموري لغليظ، ارتفاع معدل الأفواج إلى 45 تلميذا، وذكّر بتوجيهات الوزير السابق الذي تحدث عن فوج لا يتعدى عدد تلاميذه ,25 مؤكدا بأنه من حق الأستاذ الاستفادة من منحة الاكتظاظ في الحالات التي يتعدى فيها العدد .35
النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني
تأسف ممثل نقابة ”السناباست”، عدم التطرق إلى ملف منح الجنوب التي مازالت تحتسب على أساس الأجر القاعدي القديم، رغم أن التنظيم الذي يمثله، وجه مراسلة إلى الحكومة السابقة يضيف لمعالجة المشكل.
وقال مزيان مريان، بأن الوزير، مطالب بالفصل في الملف نهائيا، لإنصاف أساتذة وعمال ولايات الجنوب، الذين تجاهلهم القانون الأساسي المعدل، وتمكينهم من أداء عملهم في أحسن الظروف.
وقال محدثنا بأن نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني، تعتزم اقتراح مشروع جديد قصد مناقشته خلال المفاوضات المزمع استئنافها هذه الأيام، ويتعلق الأمر بإعادة إصلاح التعليم التقني بدل حذفه نهائيا، ما دامت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أكدت حاجتها لهذه الفئة من التلاميذ. وبالنسبة للعجز الفادح على مستوى مديري المؤسسات التربوية والأساتذة في عدد من الولايات، اقترحت ”السناباست” تنظيم مسابقات توظيف جهوية لسد هذا العجز.
الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين
ثمنت نقابة ”اينباف” ندوة أمس، ”لأنها شخصت مشاكل الدخول المدرسي”، قصد البحث عن حلول لها ومعالجتها بصفة جذرية، وانتقدت مضمون تقرير الندوات الجهوية الذي كان متناقضا في شقه المتعلق بمعدل الأفواج بين 40 و45 فما فوق في عدد التلاميذ.
وفي اعتقاد رئيس النقابة الصادق دزيري، فإن الحديث عن ثلاثة معايير، غير مقبول، في وقت يطمح القطاع، إلى قسم نموذجي بـ25 تلميذا، ما جعله يتساءل عن مصير هذا الهدف بعد عشر سنوات من الإصلاح.
واعترف رئيس ”اينباف” الصادق دزيري، بأن الظرف الذي يعيشه القطاع صعب ومن اللازم -حسبه- مرافقة التلميذ وامتصاص غضبه، وهذا لا يعني أبدا رضى نقابته عن هذا الوضع، بدليل أنها كانت الوحيدة التي نظمت إضرابا وطنيا في عز الحملة الانتخابية نهاية السنة الدراسية الماضية. وأرجع محدثنا شغور المناصب إلى عدم ضبط التعداد الحقيقي للتلاميذ بالصورة اللازمة، وهو أمر يمكن استدراكه يضيف، باعتماد القوائم الاحتياطية أو الاستعانة بالناجحين في مسابقة التوظيف من ولايات أخرى.