كثيرة هي المواقف التي يقف فيها الإنسان موقفا بطوليا نادرا ، وكثيرة هي الحالات التي يضطر فيها إلى إظهار شهامته وشجاعته ومروءته أمام ملإ من الناس والجمهور، ولكنه مع ذلك لا يعتبر بطلا في أعين كثيرمن الناس باعتبار أن ما قام به يعد تجربة ذاتية بدافع حماسي استوجبتها طبيعة علاقته بالجماعة التي يعيش بينها . والبطولة قدرات ذاتية مجتمعة في الفرد لا تقتضي منه أن يُقدِم على فعلٍ ينِمُّ عن شجاعته وشهامته في موقف معين فقط ، وإنما تقتضي منه بالإضافة إلى أي فعل بطوليٍّ يقدم عليه ، التحلِّي بالحكمة التي تجعل من فعله البطولي هذا فعلا إنسانيا يتجاوز أنانية الذات ويتعداها إلى الذات الجمعية.
لا يستطيع الإنسان أن يكون بطلا أكثر من مرة ، ولكنه يستطيع أن لا يكون نذلا في كل وقت . فأن تصبح بطلا فذلك يعني أن تتميز في مجتمعك وتقدم له كثيرا من التضحيات التي تنكر فيها ذاتك وأنانيتك وكبرياءك . أن تكون بطلا مثلا يجب عليك أن تُدير خدَّك لعدوك يصفعُك كيف يشاء ، وتقول له بعد أن ينتهي من صفعك: جزاك الله خيرا. هذا الفعل البطولي على سبيل المثال لا يمكن لأي أحد منا أن يتقبله مهما كانت الظروف والأحوال ، ذلك لأن إنسانيتنا وكرامتنا وكبرياءنا ، كل ذلك لا يسمح لنا أن نقبل بمثل هذا الفعل البطولي مهما كان أجره وثوابه.
إن الفعلَ البطوليَّ ليس أن تنقذ غريقا في عِزِّ العاصفة أو تساعدَ محتاجا أو ضريرا أو تقتحم منزلا يحترق فتنقذ مَنْ فيه من الناس صغارا أوكبارا ، فهذه الأعمال بطولية من دون شك ، لكن دوافعها ذاتية صرفة يريد فاعلها من ورائها تلبية غرور مبطن في نفسه لم يستطع من قبل أن يترجمه إلى فعل آخر غير بطولي .
إنك تستطيع أن تكون بطلا أكثر من مرة لكن شريطة أن تقتنع بأن ما تُقدم عليه من أفعال تراها من منظورك الشخصي بطولية خالصةٌ لغيرك ، لا تريد من ورائها جزاء ولا شكورا ، وأن تنكر ذاتك بحيث يظل أثرُها في نفسك لا يتعداك إلى غيرك من الناس .وأن لا تنتظرأن يقول عنك الناس : ما أعظمه من رجل! وما أشجعه ! وما أشد جراءته!.
هل تستطيع أن تكون بطلا أكثر من مرة؟
والفاهم يفهم………………………؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟
ولكن دائما البطل يبقى بطل بل يموت بطل… والجبان يبقى جبان مهم وضع من الوان التجميل على وجهه
أبدي إعجابي بمقالك