للأسف طغت على عمال التربية الباغنانت والتعصب لنقابة معينة دون أخرى رغم أن مصلحته قد تكون في اتجاه ومصلحة قياديي نقابته في اتجاه آخر.
والسؤال الذي من المفروض أن يطرح:لماذا لم تنطلق مواقف النقابات المستقلة بشأن الخدمات من القاعدة؟ أو بصيغة أخرى :على أي أساس دعمت نقابة ما رأيا دون آخر؟ هل استشارت قواعدها قبل ذلك أم رأت أن مصلحة العمال هي كذلك وبالتالي فهي تحكم بعقلية الحاكم العربي "ما أريكم إلا ما أرى"
حتى الكناباست التي كانت دوما تتشدق بأن قراراتها تخرج من القاعدة ومن قاعات الأساتذة تعطل الأمر لما تعلق الشأن بالخدمات . أليس من حقنا أن نتساءل :لماذا؟
قد يقول أحدهم إن ليجيتيا أيضا لم تستشر قواعدها. أولا ليجيتيا معروفة باتجاهاتها وبدكتاتورية قراراتها وهو ما أوصلها إلى هذه الحال فسقطت بمجرد أن تخلت عنها الحكومة. لكن من حقنا أن نسأل النقابات المستقلة التي رفعنا من شأنها وجعلناها قوة في وجه النقابة العتيدة وكنا نريد منها أن تكون نموذجا للقرار المشترك والجماعي ،فإذا بها سرعان ما تسلك سلوكا انفراديا عندما يتعلق الأمر بالأموال لأنهم خافوا رأي القاعدة التي ملت النهب والسلب ولا تريد تغيير الأشخاص بل تريد تغيير نمط التسيير.